نفت جامعة الجوف إجبار المحاضرة ناهد الزيد التي قُتلت غدراً في بريطانيا، على الابتعاث الخارجي، وقالت إنها لا تجبر أحداً على الابتعاث، جاء ذلك في بيان للناطق الرسمي باسم الجامعة جميل بن فرحان اليوسف، صدر صباح اليوم رداً على ما أثير في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حول قضية ابتعاث المعيدين والمحاضرين لاستكمال دراساتهم العليا في جامعات عالمية، موضحاً رأي الجامعة فيما يتعلق بضوابط التعيين والابتعاث، وأكد على عدة نقاط هي: أولاً: فيما يتعلق بالمعيدين والمحاضرين الذين أمضوا سنوات طويلة في الوظيفة ولم يكملوا دراساتهم العليا، فإن الجامعة ووفقاً لتوجيهات وزارة التعليم العالي وما نصت عليه أنظمة الخدمة المدنية؛ وجهتهم لضرورة إكمال دراساتهم أو التحويل لوظائف إدارية في حال عدم رغبتهم أو قدرتهم على الدراسة، وذلك لإتاحة الفرصة للراغبين والقادرين وعدم إقفال الطريق عليهم، وهؤلاء وجهتهم الجامعة لاستكمال الدراسات العليا ولم تتطرق لكونها داخلية أو خارجية.
ثانياً: ما يتعلق بالمعيّنين الجدد، فالجامعة تسعى لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وتوجهات التعليم العالي بالمملكة، والتي تدعو للاستفادة من الجامعات العالمية العريقة، وابتعاث المعيدين والمحاضرين في التخصصات (العلمية) ليعودوا لخدمة دينهم ووطنهم.
وعليه، تم اعتماد التعيين المؤجل أو المشروط، والذي ينص على تعبئة نموذج يتعهد فيه المتقدم للتعيين بالجامعة باستكمال دراسته بالخارج، وكل المعيّنين في الجامعة والمبتعثين منها هم على علم ودراية بهذا الشرط، وتقدموا وحصلوا على فرصة التعيين ثم الابتعاث بكامل رغبتهم وإرادتهم.
وأضافت: توضح الجامعة بأن بعضاً من المتقدمين، يبدون رغبة في التعيين والابتعاث ثم يعودون للمطالبة بالابتعاث الداخلي دون وجود موانع حقيقية من ابتعاثهم خارجياً، وهذا يتعارض مع سياسة وتوجه الوزارة والجامعة، ويضيع الفرصة على الجادين في الابتعاث الخارجي دون البحث عن مبررات للعدول عنه والدراسة في الداخل، أما التخصصات الشرعية والأدبية فلا يشترط لها الابتعاث الخارجي.
ثالثاً: ما يتعلق بقضية المبتعثة ناهد المانع رحمها الله وتقبلها شهيدة بواسع رحمته ومغفرته، فهي نموذج للفتاة السعودية المحافظة على ثوابتها وعقيدتها مهما ابتعدت عن الوطن، ومثال للفتاة الطموحة التي اختارت الطريق الأصعب تطويراً لقدراتها ومعارفها؛ فنسأل الله لها الرحمة والمغفرة ولذويها الصبر والسلوان.
وأكدت الجامعة بأن ابتعاثها كان بمتابعة شخصية من والدها الفاضل ناصر المانع، الذي لم يتقدم للجامعة بأي اعتراض رسمي، على ابتعاث ابنته للخارج، وكان يتابع إجراءاتها شخصياً، وحالها حال غيرها من المبتعثين والمبتعثات الذي يتلقون العلم في جامعات عالمية مختلفة بمحض رغبتهم وإرادتهم.
وقالت الجامعة في بيانها إن تمشيها مع رؤية وسياسة الدولة الرشيدة، وحرصها على ابتعاث منسوبيها من الجنسين في التخصصات (العلمية)، يصب في مصلحة الوطن عموماً، ومجتمع الجوف والجامعة خصوصاً، من خلال نقل وتوطين العلوم والتقنيات الحديثة، وبناء عضو هيئة التدريس في أرقى الجامعات العالمية، وهذا يتوافق تماماً مع توجهات وأهداف هذه الدولة المباركة التي تسعى للارتقاء بالجامعات وخصوصاً الناشئة منها، ومع حرص الجامعة على هذا الأمر إلا إنها لم تجبر أياً من منسوباتها على الابتعاث، وإذا ثبت لها وجود ما يعيق ابتعاث منسوباتها من حالة صحية أو عدم وجود محرم يرافقها ويوفر لها الحماية بعد رعاية الله، فإن الجامعة تتنازل عن شرط الابتعاث الخارجي، وقد تم ابتعاث عدد من منسوباتها لجامعات داخلية.
ومن جانب آخر كشف خطاب متداول صادر من اللجنة الدائمة لشؤون المبتعثين والمحاضرين ومدرسي اللغات بجامعة الجوف، موجه لإحدى المعيدات بالجامعة بسرعة الموافقة، على الابتعاث ما فسره الكثيرون بأنه ابتعاث إجباري، إذ لم يتطرق المجلس عن تقديم المحاضرة أعذاراً كحالة مرضية تعاني أو عدم وجود محرم لها.
وقال الخطاب: نظراً لصدور برقية من وزير التعليم العالي برقم 125571 وتاريخ 3/ 12 1434 هجرية، المرفق بها نسخة من وزير الخدمة المدنية رقم 57927 وتاريخ 14/ 11/ 1434 هجرية، والمشار فيها إلى ما تم نقاشه أثناء جلسة مجلس التعليم العالي المنعقدة بتاريخ 9/ 11/ 1434 هجرية، بشأن وجود أعداد من المعيدين مضى على تعيينهم فترات ليست بالقصيرة، دون الحصول على درجة الدكتوراه، وإشارة إلى البرقية الإلحاقية من مكتب وزير التعليم العالي برقم 21769 وتاريخ 5/ 2/ 1435 هجرية، وبرقية وزير التعليم العالي العاجلة رقم 27052 وتاريخ 19/ 2/ 1435هجرية، بهذا الخصوص واستناداً إلى موافقة مدير جامعة الجوف بتاريخ 4/ 4/ 1435هجرية، على توصية اللجنة الدائمة لشؤون المعيدين والمحاضرين ومدرسي اللغات بجلستها العاشرة للعام الجامعي1435/ 1434، بخصوص الإجراءات المتبعة بشأن المعيدين الذين امضوا سنوات ولم يبتعثوا وبعد الرجوع إلى الاستمارة الخاصة بكم بسبب بقاءكم دون ابتعاث، عليه أحاطت اللجنة بعدة قرارا قالت فيها: لقد تقرر إعطاؤكم فرصة أخيرة للحصول على قبول من أجل الابتعاث على أن تنتهي هذه المهلة وتكون آخر فرصة هي مطلع الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 1436/ 1435 (ذي القعدة 1435)، سيتم النظر في أمركم إذا لم تبتعثوا لإكمال دراستكم العليا، وسيحال موضوعكم إلى مجلس الجامعة لاتخاذ القرار بتحويلكم إلى وظيفة إدارية، إذا كانت الجامعة بحاجة إلى خدماتكم.
وأشار الخطاب إلى سرعة البحث عن قبول لدراسة الماجستير وأخذ الموضوع على محمل الجد، مؤكداً أن الجامعة جادةٌ في تطبيق تلك التوصيات استجابةً لمطالب مجلس التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية. وهذا يتوافق تماماً مع توجهات وأهداف هذه الدولة المباركة التي تسعى للارتقاء بالجامعات وخصوصاً الناشئة منها.