مع اقتراب موسم الامتحانات المدرسية يزداد في كل عام الإقبال على الدروس الخصوصية؛ إذ شهدت عدد من منازل المعلمين الوافدين تجمعات للعديد من الطلاب، يخضعون للدروس الخصوصية من قِبل معلمين وافدين غير متخصصين، ويبدي كثير من أولياء الأمور امتعاضهم من هذا اللهاث نحو الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين، فيما حمَّل الطلاب المسؤولية لبعض الأساتذة الذين يتعمدون عدم تأدية واجبهم على أكمل وجه في المدارس الحكومية، فيما حذر مسؤولون بوزارة التربية أولياء الأمور من نصب واحتيال عدد من العمالة الوافدة الذين يتاجرون بالطلاب تحت مظلة الدروس الخصوصية. "سبق" استطلعت آراء عدد من أولياء الأمور حول أسباب انتشار الدروس الخصوصية، ومدى التأثيرات الإيجابية والسلبية على الطلاب، وخصوصاً بعد أن أصبحت الدروس الخصوصية على رأس قائمة الأولويات التي تسعى الأسر هذا الشهر لها، وخصوصاً مع اقتراب موعد الاختبارات النهائية؛ إذ أصبحت أمراً حتمياً لا يمكن لتلميذ أن يستغني عنها خلال مرحلته التعليمية، مع ما تتكبده الأسرة من استنزاف للجيوب نتيجة التهام الدروس الخصوصية جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، وكيفية مواجهة الظاهرة والحلول البديلة لضمان تفوق الأبناء.
وحمَّل أولياء الأمور المدارس المسؤولية عن انتشار الدروس الخصوصية متهمين تلك المدارس بالعجز عن مواجهة الظاهرة التي استشرت بشكل كبير مؤخراً مقارنة بالسنوات الماضية.
ومن جانبهم، حذر تربويون أولياء الأمور والطلاب والطالبات من نتائج اللجوء إلى مدرسين خصوصيين، وخصوصاً أن بعضهم غير مؤهلين، ولا يفقهون شيئاً في مجال التعليم، مضيفين بأن الأسرة عليها مسؤولية كبيرة حيال هذه القضية لاعتمادهم على المعلم الخصوصي، وعدم متابعة أبنائهم طيلة العام الدراسي مع المدرسة وفي المنزل؛ ما يحدوهم لردم تلك الفجوة بجلب معلمي الدروس الخصوصية.
وقال إبراهيم الهاشمي، أحد أولياء الأمور: "نحن في هذه الفترة نعيش لحظة قلق وخوف على أبنائنا وبناتنا في ظل وجود الدروس الخصوصية التي أصبحت علناً أمام الجميع، دون رقيب أو حسيب، لكننا مضطرون للخضوع لهم من أجل نيل الدرجات العليا وتحقيق طموح أبنائنا".
قال محمد واصلي، والد أربعة طلاب في المرحلتين الثانوية والمتوسطة، إن مصاريف المعلمين الخصوصيين عبء كبير على الوالدين، ولكن هو شر لا بد منه. مؤكداً أنه لا بد من مواجهة هذا الأمر بجعل الأولاد يعتمدون على أنفسهم كما اعتمدنا جميعاً على أنفسنا من قبل.
وتساءل أحمد المقري عن تشويه المحال التجارية والأماكن العامة بالملصقات العشوائية التي جميعها مخالف للنظام. وختم: "لكن الأغرب أنه لا توجد أية آلية لعقاب من استغلوا أبناءنا وبناتنا في هذه الظروف".
وذكر محمد بكري أن أغلب من استغلوا هذه المهنة لا توجد لهم كفاءة علمية لإتقانها؛ فقد أصبحت هذه "الشغلة" عمل من لا عمل له.