سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيدي ل"سبق": إسلاميون وشوا بي لدى إدارة "المجد" وبعضهم كتب تقارير ضدي لا أعرف سببا لإيقافي من إذاعة القرآن وسؤال اللحيدان وإجابته مقرة من لجنة شرعية
- "ذبحنا" بعض الإسلاميين بتفريقهم بين "خطاب للعامة" وآخر للخاصة" رغم أن الرسول تحدث للجميع بلسان واحد. - "الجزيرة" وحدت الأمة حول غزة بينما القنوات الأخرى غارقة في القشور ومحاصرة بتقارير الأمن . - سقف الحرية المنخفض تسبب في إلغاء بعض حلقاتي والقلة عالية الصوت قادرة على فرض مواقفها . - بعض الإسلاميين يعملون بوقاً للمتسلط المستبد بوعي تام . - مسؤولون كبار طالبوا من أولادهم مشاهدة برنامجي عن الهند ليعرفوا قيمة الإسلام لكنهم استجابوا لشعار " الجمهور عاوز كده" فأوقفوه . - كتبت مقالات أغضبت جهة ما فقامت باستدعائي بعدها و أغضبت بعض المسؤولين وهذا قدرنا . أجرى الحوار : تركي العبدالحي- سبق- متابعة: انتقد الدكتور فهد السنيدي الأكاديمي بجامعة الملك سعود والإعلامي بقناة المجد الفضائية بشدة ما أسماه قشوريات القنوات التي تطلق على أنفسها إسلامية وقال: "إن قنوات بها شيء من الموسيقى وامرأة أو امرأتان تقرآن نشرات الأخبار أحيت ضمير الأمة، أليس من الظلم ألا نطلق عليها قناة إسلامية؟. ورفض السنيدي في حوار أجرته معه "سبق" إطلاق تسمية "قنوات إسلامية" مفضلاً مصطلح "القنوات الهادفة" قائلاً: إن المعايير هي أن: "ترتقي بقضايا الأمة وتخدمها وتقدم لها ما ينفعها في دينها ودنياها". كما كشف السنيدي أن بعض حلقاته في برنامج "ساعة حوار" قد أوقفت وهي على وشك البث على الهواء مباشرة خصوصاً حلقته المزمعة مع الشيخ عوض القرني، كما قال إن بعض الإسلاميين توجهوا لإدارة القناة وجهات معينة ووشوا به، بل بعضهم كتب تقارير نشر بعضها في الإنترنت وبعضها وصل إلى جهات معينة بقصد إلغاء بعض حلقاته. ويفسر السنيدي غياب الحيادية لدى القنوات الإسلامية بأنه ردة فعل؛ لأنها وجدت أن الحيادية عند الطرف الآخر معدومة. كما عزا إيقاف برنامجه الوثائقي حول الهند (القارة المنسية) إلى أن جمهوراً محافظاً صوته مرتفع (عاوز كده). وقال السنيدي في حواره المطول مع "سبق" إن أسباب انخفاض سقف الحرية لدى القنوات التي تسمى إسلامية تعود إلى أسباب أمنية وأسباب بسبب تصرفات الإسلاميين أنفسهم بالإضافة إلى المصالح الدنيوية، وانتقد بقوة مفهوم الخطاب الموجه للخاصة والخطاب الموجه للعامة والذي قلل من سقف الحرية في القنوات الإٍسلامية . وفيما يلي نص الحوار : أحببت أن ابتدئ معك دكتور فهد عن الإعلام الإسلامي.. لماذا ترفض هذا المصطلح؟. أنا لم أرفض هذه التسمية بسبب أنني غير مقتنع بوجودها لكنني أرفضها بسبب عدم وجود الآليات والضوابط التي من خلالها نطلق على قناة ما أنها إسلامية ، فلو رجعنا إلى مسميات شرعية موجودة مثل الاقتصاد الإسلامي فإنه يقابله الاقتصاد الرأسمالي أو الشيوعي، يقابله (الربا) والتعاملات الباطلة, والسبب في طرح مسمى الإقتصاد الإسلامي أن آلياته وضوابطه وحدوده موجودة في الشرع، أما أن نأتي ونقول إعلام إسلامي وإعلام غير إسلامي فليس هناك ضوابط ولا آليات، فلو سألت من أطلق مسمى ولفظ إعلام إسلامي على القنوات الإسلامية فإن الإجابة لا تخرج عن شيئين: المرأة والموسيقى، فهل هذا المعيار هو معيار الإعلام الإسلامي؟ بمعنى إذا جئت بقناة لا تخرج المرأة ولا الموسيقى لكنها تهمش عقول الناس وتبسط تفكيرهم ولا تقدم لهم ما يفيد قضايا الأمة الكبرى أليس من الظلم أن أسمي هذه القناة قناة إسلامية؟ وفي المقابل قناة أخرى بها شيء من الموسيقى وربما خرجت امرأة أو امرأتان تقرآن نشرة الأخبار أو تديران برنامجاً معيناً، لكنها استطاعت وبكل جدارة أن تحيي في الأمة ضمير الوحدة ومحبة الأمة والإلتفاف حول قضاياها الكبرى وأن ترفع من مستوى تفكير أفرادها أليس من الظلم ألا أطلق عليها قناة إسلامية ... هذا سبب الرفض فقط . تفضل إذاً إطلاق لفظ الإعلام المحافظ على الإسلامي؟ لا ولا المحافظ ، أنا لم أطلق المحافظ أبداً، أنا أقول الإعلام الهادف. ما هي معايير هذا الإعلام الهادف الذي تتحدث عنه؟ هو الذي يرتقي بقضايا الأمة ويخدمها ويقدم لها ما ينفعها في دينها ودنياها، الإعلام الذي يعيش هم أمته ويخدمها علمياً وعملياً تربوياً وفكرياً يؤسس لمجتمع المحبة والمودة ومجتمع القيم الأخلاقية العالية، هذا هو الإعلام الهادف.. البرامج الوثائقية التي ترتقي بمفهوم الضبط الدنيوي إعلام هادف ، البرامج العلمية التي تعلم الناس كيف يتعاملون مع قضايا غذائهم وصحتهم ودراستهم إعلام هادف، البرامج التي تعلم الناس كيف يعبدون ربهم وكيف يوحدونه إعلام هادف، فالإسلام لا يفصل دينه عن دنياه أبداً..... كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، والصحابة يؤمنون خلفه . يذكر الكثير من الكتاب كما قلت قبل قليل أن الإعلام الإسلامي هو الخالي من الموسيقى والمرأة ، هل يغيب عن الإعلام الإسلامي أو (الهادف) الجوهر وتظهر القشور؟ . إذا كان الإعلام الذي يسمى (إسلامي) أو (هادف) لا ينطلق من تصوره إلا من هذين المعيارين فهو ينطلق في حكمه من منطلق القشور والمقصود بقشور أي قشور في تفكيره هو وليس في موضوع المرأة والموسيقى، وفرق بين أن نفهم أن يفكر الإنسان تفكيراً قشورياً وبين أن يكون الموضوع موضوعاً قشورياً، فليس في الإسلام شيء اسمه قشور، كل الإسلام وحدة واحدة لكن أن يأتي إنسان ويقول إن المرأة والموسيقى حرام بينما الكذب ليس حرام والغيبة ليست بحرام وأن يكون بوقاً للظلم واستذلال الناس واحتقارهم ويقول هذا ليس بحرام هذا هو القشور ودلالات الشرع على أنه قشور وصاحبه مخطئ (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) . ذكرت في إحدى الندوات أن قناة "الجزيرة" أكثر إسلامية من بعض قنواتنا المسماة إسلامية؟ . نعم ، وما زلت أقول إن قناة الجزيرة أحيت في الأمة ضميراً كان ميتاً رضي من رضي وأبى من أبى، لقد عاشت الجزيرة مع بعض قضايانا الإسلامية بقلب المسلم في كل مكان، ألم يتحرك المسلم في إندونيسيا لقضية غزة وكذلك المسلم في وجدة في المغرب والمسلم في اليمن . تحركوا بسبب قناة "الجزيرة"؟ من أهم أسباب وحدة الأمة في قضايا غائبة سابقاً كانت الجزيرة.. أين الإعلام عندما ضربت أفغانستان، أعطني قناة واحدة أحيت للأمة ضميراً تجاه أفغانستان مثل قناة الجزيرة ؟ . ماذا عن قناة "العربية" وبقية القنوات الإخبارية الأخرى؟ "العربية" لم تكن موجودة حينما ضربت أفغانستان وحتى العراق ما جاءت إلا بعد، وأنا أقول لك انظر إلى هذا الإحياء القديم حيث لم يكن في الساحة سوى الجزيرة ومع ذلك ومع وجود العربية وغير العربية لم تصل اي قناة إلى إحياء هذا الضمير كما فعلت الجزيرة .. وما موضوع غزة الأخير عنا ببعيد؟. الإعلام الإسلامي أو قل (الهادف) كما تحب يعاني من سقف حرية لا يتناسب مع الحالة الإعلامية الحالية، هناك تخوف من الدخول في مناطق حساسة، بينما الإعلام الآخر يرفع سقف حريته عالياً ما السبب؟ أنا أرجع هذا إلى مجموعة من الأسباب إذا اتفقت معك أن كل ما تقصده من القنوات الإسلامية تنتهج هذا النهج مع أن لدي تحفظاً أن بعض القنوات التي يسمونها إسلامية لا تنتهج هذا النهج، بل هي تطرح بصراحة وقوة كما يطرح غيرها لكن الأغلب فعلاً كما قلت، وأنا أرجعه إلى عدة أسباب: 1 . أسباب أمنية : فالتضييق عليهم في عدد من دول العالم أكثر من غيرهم وإذا أردت أن تتأكد فارجع إلى التقارير الصادرة من مدن الإنتاج الإعلامي في مصر ودبي والأردن لترى التضييق على القنوات المسماة دينية مقارنة بغيرها والتجديد لعقودها . 2. الثقافة السائدة عند بعض عناصر التيار الإسلامي في التفريق بين الناس، أي أن عندهم خطاباً ينبغي أن يكون للخاصة وخطاباً ينبغي أن يكون للعامة ، وأنا لا أدري من أين جاء هذا؟ فهم يستدلون ببعض نصوص الشرع التي ليس لهم فيها أي مستند في أن هناك خطاباً للخاصة وخطاباً للعامة فيقولون إن بعض القضايا ينبغي أن تصل للحاكم وأن تصل إلى الخاصة ممن هم بقرب الحاكم ولا تثار أمام العامة..... ولا أدري ماذا يقولون عن كون النبي صلى الله عليه وسلم يقف على المنبر وبين يديه المنافقون وكبار الصحابة وصغار الصحابة والأعراب ومن لا يدرك شيئاً عن الإسلام دخل المدينة لأول مرة ويطرح قضايا الأمة كلها أمامهم ، فتجده يعاتب الولاة ويرفض ذلك الشخص الذي أخذ من أموال الأمة بسبب أنه عين جالباً للمال حتى يقو : هذا لكم وهذا أهدي إلي، فلو كان هناك خطاب للخاصة لأحضره وحاسبه، لقد كان عمر رضي الله عنه يقف أمام الناس في المسجد ويقول من ظلمه أي عامل من عمالي فليأتني أقتص له منه فيأتيه شخص ويقول عاملك فلان ظلمني يا أمير المؤمنين ، فيعمد عمر إلى الاقتصاص ولما عاتبه بعضهم فزع إلى الدليل قائلاً: والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه . يا أخي أين خطاب العامة وخطاب الخاصة اللي ذبحونا فيه؟ ، فهذا جزء من ثقافة هؤلاء الإسلاميين الذين يريدون أن يقولون فقط إن هناك جزءاً لا ينفع لمخاطبة الناس ، فالناس عقولهم مستوياتها قليلة فقط حدثوهم بأمور الدين وأمور عباداتهم ولا تشغلوهم بالقضايا الأخرى ولا أدري من أين أتوا بهذا الفقه . هذا أحد الأسباب التي جعلتهم يقللون من سقف الحرية، بينما الغرب يجعل قضايا العامة هي قضايا الرأي العام لأن الخاصة أصلاً لا يتجاوزون اثنين في المائة فكيف نحرم الأغلبية؟ 3. الأمر الثالث الذي يجب أن نعترف به أن هناك مصالح دنيوية سواء عند الإسلاميين أو غيرهم، فبعضهم بوق للمتسلط المستبد هذا موجود في صحافتنا العربية، هناك صحفيون أبواق للسلطة والقيادة فلا يبدأ بالحديث عن أمر من أمور الفساد إلا إذا تأكد أن مصالحه تتقاطع مع ما سيعرضه ويرضي سيده، بل إن بعضهم يستخدم قلمه للترويج لمدير أو وزير وقد تعجبت من صحفي يعمل في إحدى الجامعات سخر قلمه لمدح معاليه والترويج له حتى وصل الأمر إلى المنافحة الشديدة فهو لا يريد أحداً يسيء لمعاليه ولا يخدش مشاعره ولا يغضبه لأنه في نفس الدور الذي فيه مكتب معاليه فكيف تريد منا أن نتنفس هواء طلقاً مع هذا وأمثاله. هذا في الصحافة، أما الإسلاميون ففيهم أبواق (وأبواقهم ما فيها ملح أبداً لأنها تتدثر بالإسلام)، وقد حذر الإسلام من هؤلاء وأمثالهم الذين يكونون بوقاً للآخرين يعني يجعلون دينهم سلماً للوصول إلى مصالحهم وهؤلاء بليت بهم بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة وصفحات الإنترنت في العالم الإسلامي كله ولك أن تتخيل أن بعض القضايا السياسية التي مرت بالأمة سواءً في غزة والعراق وأفغانستان أن من أسباب تضييع النظر الصحيح لها المتسلقين على سلم الدين. أنت يا دكتور فهد منعت بعض حلقاتك في قناة المجد بسبب سقف الحرية التي طوقت القنوات الإسلامية نفسها به؟ صحيح . ما هي ردة فعلك تجاه هذا الطوق؟ . الحقيقة أن القناة يملكها ملاكها وإدارتها وليس أنا ببعيد عن الإعلاميين, فهناك عدد من الزملاء في العربية منعت حلقاتهم، وهناك عدد من الزملاء في قناة الجزيرة أوقفت حلقاتهم، فأنا لست ببعيد عن الإعلام إذا كان أولئك وهم يملكون سقفاً عالياً جداً ومنعت حلقاتهم فكيف بي وبسقف لا يقارن بهم، أنا أوقفت بعض حلقاتي وكنت على الهواء وبعضها خرجت أنا والضيف من الاستديو وبعضها بعد الإعلان عنها سحب الإعلان وأوقفت وبعضها كان سبباً في إيقافي لمدة تزيد على الشهرين والثلاثة، لكن في غالبها كان الإيقاف اجتهادات شخصية أرى أن صاحبها لم يكن موفقاً. لكن هناك معلومات أن بعض (الإسلاميين) كتبوا وشايات بك عند الإدارة وجهات أخرى؛ لأنهم يختلفون فكرياً مع بعض من سوف تستضيفهم! ولو أني بليت بهاشمي خؤولته بنو عبد المدان لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني الحقيقة بعض الإسلاميين يسيئون إلى بعضهم الآخر أكثر من غيرهم وهذا ليس أنا فحسب، بل أسيء إلى عدد من العلماء والدعاة، وشى بهم الإسلاميون عند غيرهم ، على سبيل المثال ما حصل في مصر في السنوات الخمسين الماضية أثناء الثورة كانت تحركات من الإسلاميين أنفسهم في الوشاية بعضهم ببعض، وهذه مصيبة في العالم كله أن يشي الأقربون بالأقارب منهم إلى السلطة ، فعلا توجه بعض الإسلاميين ووشوا بي إلى إدارة قناة المجد بل بعضهم كتب تقارير نزل بعضها في الإنترنت وبعضها ربما وصل إلى جهات معينة لا أعرفها لكنني أقول إن أولئك نفسهم قصير بحمد الله وقد مجهم الناس وحتى الذين يكتبون لهم يعرفون أنهم أداة ستسقط في يوم من الأيام . والعجيب أن هذا الذي تقصده يحاول الآن أن يلطف موقفه لكن سبحان الله الذي فضحه وعراه .. وأبشرك أنني اتخذت منهجاً في حياتي لا استعيض به غيره وهو أني لا أذل نفسي لمخلوق ولا أتزلف لأحد فما قدره الله سيحصل ولو فعل الناس ما فعلوا .. وكثيراً ما كنت أردد قول شاعرنا التميمي عبدالله الصقيه في إحدى روائعه الشعري : ترى غناة النفس هي كنز الفتى أما حطام المال عجل ينفدي موتك جوع بالمعزة والشرف أعز من عيش بذل ترغدي وكسبك حلالٍ نيل من سلت العرق يغنيك عن نذل تمد له اليدي يقوله اللي ما استذل ولا خنع ولا قال لأحدٍ في حياته سيدي ولا تخضع كود للفرد الصمد اللي له المسلم يطيع ويسجدي على ذكر الشعر الشعبي أنت في الإعلام منافح عن العربية وبشدة ومع ذلك نسمع أنك من حفاظ الشعر النبطي وربما من كتابه؟ أما كتابه فلا لأني أرى أن الشعر إذا لم يكن قوياً فلا وجود له إذا الشعر لم يهززك عند سماعه ............. فليس حريا أن يقال له شعر ومع ذلك فإني أفرق بين الإعلام الذي أخاطب به الناس فيجب أن يكون بلغتنا الغالية الموحدة وبين حبي للشعر وحفظي له بسبب بيئتي ومجالستي لكبار الشعراء . (شيخ بمشلح وكرسيان متقابلان وكاميرا) هذه معاناة القنوات الإسلامية اليوم ، لا تجديد ولا إبداع بل برامج إذاعية مصورة ، ما الذي يمنع الإبداع والتطوير في هذه القنوات؟ الدراسات الأخيرة تثبت أن 40 % من الشكل والقالب البرامجي في القنوات التي تسمى إسلامية ودينية هي بهذا الشكل وهذا ما قلل من نسبة المتابعة مع الأسف الشديد لها، لكنني أنا لا أقف ضد صورة هذا القالب المتمثل في المذيع ومعه ضيف أو ضيفان، هذا موجود في أغلب البرامج ، لكن المشكلة في القالب الذي يقدم فيه المضمون . تقصد القالب (الوعظي)؟ نعم القالب المباشر أو الحديث المباشر، وإلا فإن أشهر البرامج في العالم كله هي برامج الحوار (توك شو)، مثل أنا فورد ولاري كنج وأوبرا وينفري لكن مستوى الطرح قوي والمعالجة قوية ومخاطبة الناس بقوة فالقضية هنا فيما يطرح، والتجديد يحتاج إلى أموال وميزانيات عالية وتغيير القوالب البرامجية يحتاج إلى جهد وتصوير وجماهيرية وهذا واجهه صعوبة ، كنت في آخر دورة قدمتها لأعضاء هيئة التدريس في إحدى الجامعات ذكرت لهم نماذج لمبدعين من الدعاة الذين أصبح الواحد منهم يصور قصص الأنبياء في البحر ويذهب لموضوع مبعث موسى عليه السلام وكيف تحرك ، مثل العوضي وعمرو خالد ، هذا التصوير الذي أصبح العالم ينتظره لأن الشكل الواحد المباشر الذي يشكل 40 % ما عاد مقبولاً إلا إذا وصل إلى درجة من الحرية والقوة . الحياد في الإعلام الإسلامي غير ملحوظ ، فالضيوف من طيف واحد والقنوات والإذاعات موجهة ، أنتم دعاة وأصحاب رسالة أم إعلاميون حياديون؟ مسألة الحياد أعتبرها غائبة في كثير من وسائل الإعلام لكن مستوى الحيادية كمستوى الحرية تماماً قد يرتفع في مكان وقد ينخفض، فالذي يزعم الحيادية في سياسة الإعلام الأمريكي كاذب وهي أعلى مستوى حرية مزعومة، أين الحيادية في القوالب البرامجية الأمريكية ؟ ، يصرح بعض الساسة الأمريكان الآن في آخر التقارير أن هناك تعليمات صدرت لهم ولإعلاميين كبار كتبوا مذكراتهم إبان الحرب الأولى التي قادها بوش حتى لا يتحدثوا عن الحرب ولا يبرزوا القتلى الأمريكان ولا غير ذلك ، إذاً ليست هناك حيادية مطلقة لكنها مثل الحرية ترتفع في أماكن وتنخفض في أماكن . لماذا إذاً تغيب البرامج السياسية في القنوات الإسلامية؟ مثل ما ذكرت .. المبررات الثلاثة في مسألة سقف الحرية تمنع وجود هذه البرامج، أما الحيادية التي تحدثت عنها قبل قليل ، فهي تغيب في بعض القنوات الإسلامية نتيجة ردة فعل لأنهم وجدوا أن الحيادية عند الطرف الآخر معدومة، ألم تسمع أنت أن كثيراً من الإسلاميين يقولون نكتب للصحف فلا ينشر لنا نريد أن نرد على الأفكار التي تعارضنا ولا يؤذن لنا ، والقنوات التي تفتح مجالاً للمعارضين لنا لا يفتح لنا المجال من أجل أن نتحدث، فوجهة نظر أولئك إذا كانوا يزعمون الحرية ولا يطبقونها فكيف تطالبوننا بحيادية غابت عن الآخرين هذه واحدة من وجهات نظرهم هل هي صواب أم خطأ؟ هذه قضية أخرى. دكتور فهد قدمت عدة برامج وثائقية مثل القارة المنسية وغرائب الهند ، لماذا توقف برنامج غرائب الهند وتم وأد أفضل البرامج الوثائقية التي أنتجتها القنوات المحافظة ؟ التوقف لأن الجمهور (عاوز كده). يعني الجمهور (المحافظ) يريد أن يوأد برنامج غرائب الهند ؟ واجهت القناة سيلاً عارماً من الاستنكار من بعض الجمهور لكنه جمهور صوته مرتفع وفي المقابل لقيت ثناءً عاطراً من عدد من الجماهير الرياضية بل التي اعتبرت البرنامج نقلة نوعية كبيرة لكن هذا النوع من الجماهير لا ترفع صوتها، لذلك لا تكسب القنوات من ورائهم رغم كثرتهم لكنهم من أصحاب البدائل الكثيرة. أنت متهم عند بعض الكتاب الإسلاميين بترويج الشرك على شاشة قناة المجد؟ هذه واحدة من الأصوات التي قلت لك إنها قلة ولكنها ذات صوت مرتفع، فأنا قابلت عدداً من أعضاء مجلس الشورى وأصحاب المعالي الذين كانوا يقولون بلفظ واحد إنهم كانوا يجمعون أبناءهم أمام الشاشة ونقول لهم: هذا البرنامج اسمه احمدوا ربكم على الإسلام فيقول واحد منهم أنت صورت لنا روعة الإسلام لكن بطريق آخ ، الذين رفضوا قالوا إن عرض الشرك أمام الناس فيه ترويج له وأظن هذه الفكرة ماتت ولم تعد مقبولة لكنهم يقولون اعرض الشرك واشتمه وسبه ولا أظن أحداً يقبل هذا خصوصاً أننا نتعامل مع دول فعندما تعرض عبدة الفئران في الهند وتستخدم ألفاظ التقريع والإهانة لهؤلاء لن تقبلها الحكومة الهندية لكن أن تعرض عباد الفئران ثم تورد آية : (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه)، أظن هذا كافٍ جداً في الرد . (ساعة حوار) و(صفحات من حياتي)، وهذا كما يبدو اقتباس من ثنائية (بلا حدود) و(شاهد على العصر)، هل أضافت برامجك شيئاً للفكر المعاصر خصوصاً أنك تستضيف الضيف أكثر من مرة وتحوم حول الموضوعات نفسها؟ أما استضافة الضيف أكثر من مرة فأنا اتخذت منهجاً ليس عندي ضيف يتكرر إلا بعد مضي سنة ونصف السنة على استضافته الأولى. والشيخ عوض القرني؟ أبداً مضت سنة ونصف السنة على استضافته، الاستضافة الأولى قطع صوته قبل أن يقول باسم الله، أوقفت الحلقة ونحن في الاستديو فلا تعتبر استضافة، أبداً ليس عندي ضيف استضيف، وانظر القائمة عندي في الموقع والمنتدى لا يمكن أن استضيف شخصاً إلا بعد مرور سنة ونصف السنة على استضافته، اللهم إلا شخصية واحدة مرت على القناة هو الدكتور سفر الحوالي- شفاه الله- وكان أول ظهور فضائي إعلامي للشيخ سفر كان في برنامج ساعة حوار، لم يره العالم كله فضائياً إلا في ساعة حوار فأخرجته بعد شهر واحد نتيجة الضغط الهائل والمطالبات بإعادة استضافته . وماذا عن ثنائية (بلا حدود) و(شاهد من العصر) التي اقتبستها؟ الإعلام صورة واحدة لا أظن أن هذا عيب، وليس بالضرورة أني اقتبست الفكرة نفسها، فكل إنسان له طريقته في إدارة حواره , وضيوفي يختلفون عن ضيوفهم؛ فشاهد على العصر على سبيل المثال يتعرض لجزئية معينة في حياة الضيف، وهو حدث سياسي عايشه بينما أنا أمر بحقبة كاملة في حياة الضيف من مولده إلى لحظة اللقاء به ولا يهمني الحدث السياسي ذاته ، فهناك فرق؛ لأنني أدرس حياته وما مر به من حوادث اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية من قابل ومن عايش وما هي الأحداث التي مرت بهم جميعاً. بعد الفتوى القضية للشيخ صالح اللحيدان حول القنوات الفضائية وملاكها أوقفت من إذاعة القرآن الكريم، ما هو السبب؟ لم يقدم إلي أي سبب حتى الآن، أنا لا أعرف ما السبب، وقابلت وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وكان كالأب الحاني في استقباله وروعته وإبداعه، وقال لي كلاماً جميلاً، وفهمت من عدد من الجهات الرسمية أن ليس هناك إيقاف أصلاً بالنسبة لي، فلا دور لي أنا مجرد قارئ للأسئلة والسؤال عرض على لجنة وافقت عليه والإجابة عرضت على هيئة شرعيه أقرتها. ولكنك حسب بعض الكتاب تتعمد استحلاب بعض المواقف والفتاوى المثيرة للجدل؟ الذي يعرف الإذاعة لا يمكن أن يقول هذا لأنه لا دور للمذيع في طرح السؤال أصلاً.. فهنا في هذه القضية بالذات هذا اتهام باطل والدليل على ذلك ما كتبته اللجان ولا يحق للمذيع في إذاعة القرآن أن يستحلب؛ لأنه يقرأ ما ورد إليه، أما أن تستحلب في قناة فضائية فأنت الذي تنشئ البرنامج والفكرة، وهذا مقبول، أما في الإذاعة فلا دور لك ألبتة. يعني السؤال الذي وجهته للشيخ اللحيدان كان سؤالاً مقراً من لجنة شرعية؟ طبعاً كان سؤالاً مقبولاً من مسؤول الأسئلة الذي يطلع على الأسئلة ثم يرسلها للمذيعين أولاً وليست لجنة شرعية، وبعد التسجيل تعرض الحلقة على المراقب الشرعي الذي سمع السؤال وأقره، وبعد ذلك المخرج فلا يمكن أن يعرض السؤال إلا بعد مراحل تستمر وقتاً، والدليل على ذلك أنها كانت ثلاثة أسئلة في ورقة واحدة.. سؤال حول الرضاعة وبعده السؤال العادي جداً والناس تركوا السؤال وذهبوا إلى الإجابة، فالسؤال يقول ما نصيحتكم للقنوات الفضائية التي تضع أكثر برامجها بعد صلاة المغرب وهذا سؤال عادي جداً. تكتب مقالات متعددة تنشرها إلكترونياً هل يعاني فهد السنيدي حصاراً من الإعلام المطبوع ؟ ليس هناك معاناة فأنا لم أجرب والسبب أنني مقتنع أنني لست كاتباً وليس هذا مجالي . وكمية المقالات الموجودة لك في الشبكة العنكبوتية ماذا نسميها؟ هي أشبه بوجدان تعيشه في لحظة وتكتبها، لكن أن تلتزم مع صحيفة فمعنى ذلك أنك بحاجة إلى كم كبير من الأفكار ومواصلة الكتابة ومع ذلك أقول لك لم أسلم من هذه المقالات، فكم من مقال كتبته كان سبباً في غضب جهة ما واستدعائها لي أو تهديد جهة أخرى أو إقالة مسؤول ما كان يعتقد أن إقالته بسبب مقال لي، فيغضب علي والظاهر أن قدرنا أن نعيش هكذا بعضنا مع بعض.