برعاية سمو وزير الدفاع.. رئيس هيئة الأركان العامة يدشن أعمال الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين    إطلاق كائنات فطرية بمتنزه الأحساء    السواحه: المملكة شريك دولي فاعل ضمن مجموعة العشرين    ورش عمل لتعزيز خبرات تقييم جودة التقنيات    انطلاق النسخة الثامنة من منتدى مسك العالمي 2024 بمدينة محمد بن سلمان غير الربحية    المجلس الدولي للتمور ينظم جلسة حوارية بمشاركة خبراء ومختصين عالميين .. الخميس المقبل    نزع ملكيات في لطائف    التشهير بمواطن ومقيم ارتكبا التستر في نشاط العطور والأقمشة    من قمة العشرين.. بايدن يؤكد دعم إدارته القوي لأوكرانيا    انعقاد الجولة الثانية من المشاورات السياسية السعودية - الصينية    وزير الخارجية يترأس وفد السعودية في افتتاح قمة العشرين    الشورى يطالب باستراتيجية شاملة لسلامة النقل    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعزز السياحة الثقافية بمشروع وطني طموح    الفيتو الروسي يحبط وقف إطلاق النار في السودان    " طويق " تدعم شموع الأمل ببرامج تدريبية لمقدمي الخدمات لذوي الإعاقة    أمير تبوك يدشن مشروعات تنموية واستثماريه بالمنطقة    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً أجابت عليها وزارة التعليم عن الرخصة المهنية    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    أمير حائل يطلع على مشروع التحول في منظومة حوكمة إدارات ومكاتب التعليم    علوان رئيساً تنفيذيّاً ل«المسرح والفنون الأدائية».. والواصل رئيساً تنفيذيّاً ل«الأدب والنشر والترجمة»    وزارة الثقافة تحتفي بالأوركسترا اليمنية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية ترتفع إلى مليار ريال    مستشفى الحرجة يُفعّل التطعيم ضد الحصبة و الأسبوع الخليجي للسكري    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1%    رينارد يتحدث عن مانشيني ونقاط ضعف المنتخب السعودي    قسطرة قلبية نادرة تنقذ طفلًا يمنيًا بمركز الأمير سلطان بالقصيم    مستشفيات دله تحصد جائزة تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في السعودية 2024    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    انطلاق فعاليات معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا في القاهرة    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    المملكة تدين استمرار استهداف" الأونروا"    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    أعاصير تضرب المركب الألماني    الله عليه أخضر عنيد    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقرن ل"سبق": الحرج من العلماء أوقف "في الدائرة" و بعض الليبراليين دعوناهم فرفضوا
قال :إن الاستحلاب ليس مقصوراً على الفتاوى بل طال أموال الناس
نشر في سبق يوم 03 - 03 - 2011

- هناك حساسية مفرطة في برامج الحوار في القنوات الإسلامية
- أختلف وأتفق مع أطروحة الفتاوى المعلبة
- في برنامجي يهمني أن يكون الرجل فقيهاً لأن الفقهاء هم المُفتون
- بعض العلماء لا يجيدون الحضور أمام الكاميرا ولا أستضيفهم
-برامج الإفتاء المباشر لا يخرج فيها إلا المؤهل فقهياً وإعلامياً
- لا حياد في الإعلام بل شيء من الموضوعية
-حلقات الأطرم والشبيلي والفوزان أثرت في سوق المال السعودي
- هناك بعض الليبراليين حينما يتناولون قضايا معينة تحترم أطروحاتهم
- أسماء ليبرالية طرحت لأستضيفها في برنامج (في الدائرة) ولكنها لم توافق
- لا يمكن أن أقدم شخصاً دائم التهجم على أصول الدين الثابتة
- لا أقبل أن يلبس الشيخ "المشلح" في برنامج فيه شيء من اللطافة
- البشت الذي يلبسه الضيف يصنع حواجز بينك وبين المشاهد
- لا أسميه استحلاباً وإنما قضايا واقعية يجب أن نناقشها
- أقولها بكل صراحة: الذين أكلوا أموال الناس بالباطل كان أغلبهم ممن يتوجه التوجه الديني
- المفتي الذي يوجهه مقدم برامج ليس مفتياً
- إتصل بي مسؤول كبير في أحد المستشفيات الجامعية وتأثر بعد قراءته لمقالي
- هذا وطن الجميع لا فرق بين ولد محمد المقرن ولا ولد الأمير
-نظام ساهر تحول لنظام جباية دون إرشاد الناس
-ليس شرط أن العقوبة المالية هي التي تردع الناس
-الاستحلاب لا يقتصر على الفتاوى بل طال أموال الناس
تركي العبدالحي - سبق - الخبر : كشف الإعلامي السعودي الشيخ محمد المقرن أسباب توقف برنامجه المثير للجدل "في الدائرة". وقال في حوار مع "سبق": "هناك إشكالية في التعامل مع البرامج الحوارية في القنوات الإسلامية. هناك حساسية مفرطة جداً في برامج الحوار".
وأقر المقرن ضمناً بأن البرنامج كان موجهاً ضد تيار واحد وموضوع واحد، قائلاً: "درسنا وقرأنا في الإعلام أنه ليس ثمة حياد، ونكذب على أنفسنا إن قلنا: إن هناك حياداً في الإعلام، هناك شيء من الموضوعية".
وعما إذا كان لم يفكر بالحياد ويستضيف المخالفين، قال: "أنا ليس لي مخالف، أنا ليس بيني وبين أحد خلاف".
وقال المقرن: إنه يشترط معايير للمفتي الذي يخرج معه، وهي أن يكون الرجل فقيهاً لأن الفقهاء هم المفتون، وأن يجيد الحضور أمام الكاميرا.
ورداً على استحلاب الفتوى، قال المقرن: "أنا لا أسميه استحلاباً مثل ما تسميه، أنا أقول: إن القضايا الدائرة في واقع الناس يجب حقيقة أن نناقشها ونطرحها لأن الناس تحتاج إلى الرأي الشرعي فيها، والرأي الشرعي في مجتمع مثل المملكة، بحمد الله هو الرأي المقدم".
ونفى المقرن أنه تعمد استحلاب الفتاوى ضد التيار الليبرالي، وقال: إنه يطرح أمام المفتي قضايا المجتمع بغض النظر عن موضوعها. وقال: "أنا لا يمكن في برنامجي مهما كانت المسببات أن أقدم شخصاً في كتاباته دائم التهجم على أصول الدين الثابتة".
كما نفى أنه استحلب فتوى ضد الصحفيين أو طالب بجلدهم وقال: إنه لا يتدخل في المفتي إذا أبحر في فتواه وأن المفتي الذي يوجهه مقدم برنامج ليس مفتياً. كما نفى أن الجمهور يضغط عليه ليستضيف ضيفاً معيناً وقال: إنه طوال مسيرة برنامجه لم يرضخ لأي ضغط جماهيري.
وشن المقرن هجوماً على نظام ساهر وقال: "الآن أصبح كم نستطيع أن نستحلب الأموال من الناس، وأنا أعتب حقيقة على الشيخ الذي يستعجل في الفتوى لهم رغم أن نظامهم لم يمر أصلاً على هيئة كبار العلماء ولا على اللجنة الدائمة بل سماحة المفتى لا يرى جواز مضاعفة المخالفات المالية".
كما تحدث المقرن عن مشكلته مع وزارة الصحة التي كتب على أثرها مقالته الشهيرة "ارفع رأسك أنت سعودي"، وقال: إنه لا مشكلة بينه وبين وزارة الصحة وإنما مشكلته مع النظام المتبع.
وفيما يلي نص الحوار:
- ابتدأت مع إلاعلام الإسلامي مقدماً لبرامج فتاوى ويبدو أنك ستنتهي إعلامياً يقدم برنامج فتاوى، ألم تحن الفرصة ليقدم محمد المقرن برنامجاً إثرائياً غير الفتاوى؟
بالنسبة إلي كان السبب في معرفة الناس بي هو برنامج الجواب الكافي بصفته مستمراً طوال سبع سنوات. والناس تعودت أن البرنامج التصق باسمي كثيراً لكني قدمت برامج أخرى تتوقف مع الدورات. ومنها برنامج اسمه (تأصيل) وكان برنامجاً حوارياً مع ضيف، وبرنامجاً آخر أقوى منه اسمه (في الدائرة) واستمر دورتين تقريباً، لكنه توقف لعدة ظروف منها انتهاء الدورة البرامجية. والأمر الآخر أقول وللأسف هناك إشكالية في التعامل مع البرامج الحوارية في القنوات الإسلامية. هناك حساسية مفرطة جداً في برامج الحوار. وفكرة البرامج تقوم أصلاً على الحوار مع شخصية تتبنى قضية معينة من حقنا أن نناقشه. وفي القنوات الإسلامية الذين نستضيفهم في هذه الحوارات أصلاً هم مشايخ. والجمهور حساس جداً أن نتعرض لهم. وبالتالي صار فيه حرج في بعض الحلقات والبرنامج توقف ونأمل أن يعود. وقدمت حلقات أخرى في برنامج (لقاء خاص) في كثير من القضايا المطروحه على الساحة الفكرية، لكن أنا أؤيد فعلاً ألا يحصر الإنسان نفسه في برامج الإفتاء ويتوسع أكثر، ولعل القادم يكون أفضل.
- شنت حملة ضد برامج الفتاوى المباشرة كون المفتي لا يستطيع أن يحلل السؤال ويستفسر عن تفاصيله، وأطلق عليها البرامج المعلبة، هل تشارك في تعليب الفتوى للمشاهد؟
أنا أختلف وأتفق مع هذه الأطروحة.
- كيف تختلف وتتفق يا شيخ محمد؟
أولاً أتفق أنه يفترض برامج الإفتاء المباشر لا يخرج فيها إلا المؤهل فقهياً، وأيضاً المؤهل إعلامياً، والمؤهل فقهياً أي الفقيه الذي مارس الفتيا وله تجارب ماضية في الإفتاء وعرف بذلك، والمؤهل إعلامياً أن يكون قادراً على التواصل إعلامياً من خلال لغة الاتصال مع المشاهدين وله قدرة على فهم السؤال ومعرفة واقع الناس. فأنا أرى للأسف أن بعض القنوات أصبحت لا تخرج مفتين على هذا المستوى وتخرج أحياناً أناساً لم يُعرفوا بالفتوى. وأنا حقيقة إن كنت أتسامح مع القنوات غير الإسلامية أن تفعل ذلك لجهلها بالعلماء والمفتين فأنا لا أعذر أبداً القنوات المعروفة بالتوجه الإسلامي أن تأتي كل يوم لنا بأناس لا نعرف لا من قريب ولا من بعيد أنهم من أهل ،الفتيا ثم نتفاجأ أنه يقدم لهم برامج يفتون فيها وهذا خلل.
أما الفتاوى المباشرة فالأمة محتاجة إلى الفتاوى المباشرة شئنا أم أبينا. لكن في القضايا الكبيرة أرى أن المفتي يتوقف فيها. ولذا نحن في الجواب الكافي لا يمكن أن نجيب سائلاً في مسائل الطلاق مثلاً لأنها قضية مهمة قد لا نعرف تفاصيلها أو قضية منظورة لدى المحاكم أو أن نفتي في معضلة في بلد ما ونأتي نفتي فيها على الهواء مباشرة. لكن الفتاوى العامة التي يحتاج إليها الناس هذه لا أرى بأساً بالإفتاء فيها مباشرة كالصلاة والصيام، هذه أمور عادية يفتى فيها في كل مكان.
- طيب، أنت ترفض بعض المفتين في برنامجك إذا عرضوا أن يخرجوا معك على الهواء؟
أنا لا أرفض يا تركي، أنا أضع معايير معينة في برنامجي.
- معايير معينة للمفتي الذي تستضيفه؟ ما هي هذه المعايير؟
يهمني أولاً أن يكون الرجل فقيهاً لأن الفقهاء هم المفتون في الأغلب.
- غير صحيح يا شيخ محمد، أنت استضفت كثيراً من الأصوليين ممن تخصص بالعقيدة وجعلتهم يفتون الناس؟
أنا معك، لكن هذا معيار من المعايير وليس كل المعايير. نأتي للجانب الآخر هناك أناس ليسوا أصلاً فقهاء، هناك أناس محدثون من أهل الحديث لكن في الوقت نفسه لهم تجاربهم في الفتوى. وبعض الأحيان فعلاً لا يكون فقيهاً لكن عنده ممارسة يعني علمه أهله ليكون كذلك بمعنى أنه يعمل في دائرة للإفتاء فتواصل الناس معه كثيراً أوجد عنده ملكة الإفتاء وعرف أيضاً بذلك، يعني عرف أنه مفتي يجيب للناس. ونأتي للمعيار الثاني وهذا يهمني جداً ألا وهو المعيار الإعلامي، قد يكون مفتياً بارعاً ولكنه لا يجيد التواصل الإعلامي، وهذه إشكالية أرجو من الناس أن تفهمها. حينما تطرح علينا بعض الأسماء للمشاركة في الجواب الكافي، قد لا يستطيع المفتي ولو كان فقيهاً بارعاً أن يوصل الفتوى إلى الناس قد يستطيع أن يوصلها في مسجده وقد يستطيع أن يوصلها محررة مكتوبة لكنه لا يستطيع أن يوصلها إعلامياً في تعامله مع المشاهد.
- تقصد أنه لا يستطيع أن يتعامل مع الكاميرا التلفزيونية؟
جداً، لا شك أن الخروج الإعلامي فن وبعض الناس بارزون يملكون حضوراً جيداً أمام الكاميرا إضافة إلى حسن التعامل على الهواء.
- وماذا عن المطالبات الكثيره بضبط الفتاوى، في مقالات كتبت أن برنامجك الجواب الكافي ما هو إلا أحد أضلاع الفتاوى غير المنضبطة؟
يجب أن تتسع صدورنا لكل كلام يكتب، أنا دائماً أقول: إننا بحاجة إلى النقد الهادف أكثر من حاجتنا للمديح، وأنا أعتز وأسعد حقيقة بكل كتابة تصلني أو اتصال أو ملاحظة على برنامج الجواب الكافي والله يعلم ذلك، لكن الذي لا يمكن أن نقبله أو نسوغه حقيقة حينما يتحول إلى اتهام شخصي ثم يطال الضيوف أو ترك الموضوع الأصلي واتهام الأشخاص أنهم يقصدون كذا وكذا ولهم أجندات وهذا دخول في النيات ولا يجوز. أما من ينقد البرنامج لملاحظات وأخطاء معينة وربما طرحنا موضوع كان ينبغي التروي فيه، أنا أقبل وأسمع وجوالي يستقبل الناس لكن لا نتحول لشخصنة الموضوع حول مفتي يشارك أو مقدم البرنامج.
ونحن في الجواب الكافي مررنا بتجارب كثيرة مثل قضية الشيخ عبد العزيز الفوزان في تسونامي وقضية الشيخ سعد الشثري. خذ مثالاً أخي الكريم: أحد رؤساء التحرير الكبار قال في أحد المقالات: إنه لم تستطع برامج الإفتاء وكان يتحدث عن الجواب الكافي، لم تستطع أن تغير في السوق المالي السعودي وأن الناس كانو يكتتبون دون اعتبار للفتوى الشرعية وهذا ليس بصحيح.
كانت حلقات الشيخ الأطرم والشبيلي والفوزان مؤثرة جداً في الاكتتابات التي نزلت للسوق،وكان الناس لا يقدمون إلا بعد صدور الفتوى، أو الذي يكتب مقالة ويضع لها عنواناً: الجواب الغير الكافي، هذا ليس نقداً، هذا تشفٍّ. لكن أن يأتي كاتب ويتحدث عن ضبط الفتوى ومعايير معينة وينصح بأدب نقبلها ما عندنا أي مشكلة.
- تجربة برنامج (في الدائرة) ينظر لها الكثير من الإعلاميين المحايدين على أنها تجربة لبرنامج موجه ضد تيار واحد وموضوع واحد، ألم تفكر بالحياد وتستضيف المخالفين يوماً؟
طبعاً احنا درسنا وقرأنا في الإعلام أنه ليس ثمة حياد ونكذب على أنفسنا إن قلنا أن هناك حياداً في الإعلام، هناك شيء من الموضوعية.
- اسمح لي يا شيخ محمد، هذه يلوكها كل من ليس محايداً ويريد أن يبرر لنفسه؟
لا لا أبداً، لا يمكن يا أخي أن يوجد حياد كامل، يعني أنا أتذكر أنه في حلقة من الحلقات عبر برنامج (لقاء خاص) كان معي الشيخ صالح الدرويش عن فتاة القطيف، وكان الشيخ أحد أطراف المحكمة التي شاركت في الحكم، وكان يطلب من محمد المقرن أن يكون محايداً في قضية لم تكن تهم المقرن فقط وقناة المجد بل هي قضية شرعية ووطنية لبلدنا، في الوقت الذي كان يطلب مني أن أكون حيادياً من بعض الصحف كانت قنوات أخرى يقدمها سعوديون تنوح وتتباكى وتلمز في القضاء دون أن تعرف تفاصيل القضية وتأتي بأناس لهم مواقف مع القضاء السعودي.
- اتركنا من القنوات الأخرى شيخ محمد، أنا أتكلم عنك أنت لماذا لم تستضف مخالفاً لك في البرنامج؟
يا تركي أنا ليس لي مخالف، أنا ليس بيني وبين أحد خلاف.
- أنت إسلامي ومحسوب على طلبة العلم أولا وأخيراً يا شيخ محمد؟
أنا أطرح الفكرة ثم نبحث فيها عن الضيف أحياناً وأكون صادقاً معك لم نوفق في ضيوف يوافقون وأحياناً أخرى أتت تحفظات على بعض القضايا، وأنا مثلاً أتيت بوكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حلقة من برنامج (في الدائرة) وناقشته في قضاياها وما جرى في أحداث قضية تبوك وأتينا مثلاً بالدكتور الفاضل حاتم الشريف العوني ومع ذلك ناقشناه بقوة حول المقاطعة ورفع المقاطعة التي يتبناها الدكتور حاتم ومجموعة من الدعاة.
- لكن أنت مثلاً لم تستضف أحداً من التيار الليبرالي لتناقشه؟
القناة كلها أصلاً لم تأت بالتيار الليبرالي.
- إذاً أنت موافق، أنت تستضيف الليبراليين لكنك تلتزم برأي إدارة القناة؟
لا أنا لا ألتزم فقط برأي القناة لوحدها لكن التيار الليبرالي الموجود الآن يجب أن نعرف أنه يتفاوت هناك في التيار الليبرالي من هو ليبرالي وحينما يتناول قضايا معينة تحترم طرحه وهناك حقيقة من التيار الليبرالي من الذين يكتبون في الصحف من تتحول كتاباتهم إلى سباب وشتائم.
- أفهم أنك تقبل أن تستضيف الليبرالي الذي تحترم طرحه في برامجك؟
أنا أتذكر الآن أن هناك أسماء طرحت وتواصلنا معها ولم نحصل على موافقة، لكن بالمناسبة نحن في برنامجنا وإن كان إسلامياً أو قناة إسلامية نقدنا بعض التوجهات الإسلامية، يعني طرقنا موضوع المساهمات العقارية وأعطيك مثالاً آخر، طرقت في برنامج (في الدائرة) ما يفعله الرقاة ومعبرو الأحلام وأتينا بهم في البرنامج وما جلسنا نمدحهم على الرغم من أنهم يقولون في الصحافة أن هذه بضاعة الإسلاميين الرقية وتعبير الأحلام، ومع ذلك ما جاملناهم أتينا بهم أمام المشاهدين وتكلمنا عليهم ووضحنا أخطاء بعضهم وأتينا بأحد المعبرين في البرنامج وآخر من الرقاة.
- إذاً في النهاية أنت صاحب رسالة ولست إعلامياً محايداً مهنياً؟
هو الأصل أن من يعمل في الإعلام يكون مهنياً لكن مهما كان وأنت تقدم برنامجاً أن يكون لك خطوط ليس بشرط أن تلتزم القناة فيها بل أنا من ألتزم فيها، أنا لا يمكن في برنامجي مهما كانت المسببات أن أقدم شخصاً كتاباته دائم التهجم فيها على أصول الدين الثابتة وليست المسائل الخلافية التي يسع فيها الخلاف ويمكن تقبلها، لا يمكن أن أفعل هذا بحجة الرأي والخلاف والنقاش.
- هل من الممكن أن يعطينا الشيخ محمد المقرن إجابة صريحة لتوقف برنامج (في الدائرة) غير إجابة أن الدورة البرامجية توقفت؟
أنا صريح يا تركي، وقلت لك السبب الأول أن الدورة البرامجية انتهت والسبب الثاني أننا عانينا مشكلة الضيوف، وأنا حالياً تقدمت بطلب إعادة البرنامج بصورة جديدة.
- الصورة النمطيه للبرامج التي قدمتها أنت والتي تقدمها قناة المجد في برامج الفتاوى شيخ وكرسي ومشلح، ألا تعتقد أن المشاهد مل وكل؟
أما برامج الإفتاء فأرى حقيقة أن المفتي يخرج بسمته الشرعي ولبس المشلح لاعتبارات كثيرة جداً الناس تعرفها، الذي لا أقبله حقيقة أن يكون هناك برامج فيها شيء من اللطافة أو تكون ثقافية ويلبس فيها الشيخ البشت، ولذا منعت مثلاً في برنامج قدمته ست حلقات كان اسمه (العيد مع ضيوف الجواب الكافي) قدمته العام الماضي في شوال لكي يعرف الناس ضيوف الجواب الكافي عن قرب، لا أخفيك أن كل الذين خرجوا لم يلبسوا البشت حتى منهم من كان عضو هيئة كبار العلماء منعته أن يلبس البشت وبينت له أن الحلقة خفيفة ووديه فلا داعي للبشت، ولذا أعتقد أن مسؤولية على كثير من الإعلاميين الذين يقدمون البرامج في رسم الصورة للضيف بإمكانك أن تفهم الضيف الذي أمامك أن هذا البرنامج لا يحتاج إلى البشت، يعني واحد يتحدث عن سيرته الذاتيه مثلاً ولابس بشت في بيته! البشت قد يكون مقبولاً لشخص جاوز الثمانين مثلاً وله اعتباراته أو مُفتٍ أو مناسبة رسمية، لكن شاب يجلس في مقابلة عادية ويلبس البشت في كل لقاء؟ ثم أنا أعتقد أن البشت في بعض البرامج هو حاجز بينك وبين المشاهد، خاصة البرامج التي يعمد فيها الضيف إلى أن يصل لقطاع كبير من الشباب والشابات في حديثه، البشت هنا حاجز لأنه سيوحي لهم أنهم أمام قداسة لكن لو خرج بدون بشت وعادي جداً سيقبله الناس أنه يتكلم لهم بتلقائية أما هذه العباءه التي يلبسها البعض في برامج عادية أنا أعتقد فيها مبالغه كبيرة جداً، فأنت بما تحمله من ثقافة وفكر ووعي وليس بما تلبسه إلا للاعتبارات التي ذكرتها قبل قليل.
- شيخ محمد، تحدثت معي مرة من المرات عن سطوة الإعلام المحافظ هل تذكر لنا صورة من صور هذه السطوة التي طاردتك؟
كلمة سطوة قوية قليلاً لكن ممكن نقول أن فئة كبيرة من الملتزمين جاءتهم هذه القنوات فكانت كغيث لهم أمام مد القنوات الأخرى فرأوا أن هذه القنوات دخلت بيوتهم وسلموا أولادهم لها يشاهدونها ويرون أن هذه القناة يجب أن تحافظ على توجهها وعلى ما بدأت عليه ومن حبهم وغيرتهم يبالغون قليلاً في ما يرونه توجيه للقناة، أعتقد أن هذا من منطلق محبة للقناة، أنت تصور أن شخصاً لم يدخل هذه القنوات لمنزله من قبل وأدخل هذه القناة لأنها إسلامية وترك أولاده يشاهدون القناة ووثق فيها فيقول أنا لم أدخل في بيتي إلا أنتم فأرجو أن تحافظوا على ما أنتم عليه وبالتالي من شدة غيرته يريد أن يبقي الصورة كما هي لكن بعض هؤلاء من حماسهم يخطئون الطريق، المسألة قد تكون خلافية فأنا محمد قد لا أقرها لكن أولادي يشاهدونها ولذا كنت أقول للذين يتابعون الجواب الكافي وينكرون على بعض البرامج: أنا بعض الأحيان قد أكون معكم لا أوافق على البرنامج لكن أتذكر أن أولادي في البيت يشاهدونه ويناسب أعمارهم ولا يناسبني أنا، وأحياناً تكون مسألة تتسع فيها الخلاف فلا يناسبني ويناسب أولادي الصغار، النشيد مثلاً يختلفون فيه الناس فبعضهم لا يسمعه لكن آخرين يرون أن له جمهور كبير جداً فإذا أنا لم أسمعه لا أحرج على الناس برأيي.
- لكنكم كإعلاميين محافظين غالباً ما ترضخون لهذه السطوة وتتأثرون بالشباب المحافظ الذي يكتب في المنتديات منتقداً لكم بشده؟
ليست بالصورة التي يظن الناس أننا نلغي حلقات لأجل انتقاد.
- أنا أعرف أن حلقات ألغيت في قناة المجد بسبب ضغط الجمهور!
ربما أنا لا أعرف هذا.
- البرنامج الوثائقي للدكتور فهد السنيدي عن الهند ألغي بسبب ضغط الجمهور؟
ربما أنا لا أعرف عن هذا شيئاً ولم أشاهد البرنامج والدكتور فهد زميل وأخ، لكن لا أسميه ضغطاً بقدر ما هي محبة وحرص من الناس ولا تصل حد أن يجعلنا بين خيارات اعرض أو لا تعرض أعطيك مثالاً: في الجواب الكافي تعرضت لضغوط كبيرة من الجمهور لاستضافة فلان من الناس أو لعدم استضافة فلان ومع ذلك أكون صادقاً معك لم نرضخ في الجواب الكافي لهذا الاعتبار وأنا أتحمل هذه الكلمة وأنا أقدم الجواب الكافي من سبع سنوات ووصلنا إلى ما يقارب 950 حلقة تقريباً لم نرضخ للجمهور في مسألة فلان لا يجيء وفلان يجيء، وبرنامجي له جوال وأقول بعض الأحيان لو رأيت بعض الأسماء التي طرحت من الجمهور بشكل خيالي حتى أن بعضهم تجاوز مقدم البرنامج إلى الكتابة لإدارة القناة ويقولون لماذا لم تأت بفلان من المفتين وهم يرون أنه مناسب أو لماذا يستمر الجواب الكافي بفلان ومع ذلك لم نستجب لأحد من هؤلاء، نحن نستجيب لصوت الحق وليس للضجيج قبل ذلك إذا كان هذا الذي سيأتي مناسب للفتوى وهذا دين الله عز وجل ولا نجامل فيه، برامج الإفتاء لا نجامل فيها أبداً، قد يستضيف الإنسان شخصاً مجاملة أو يستعجل في الاستضافة في برنامج حواري ويتضح أنه ضعيف أو يخطئ لكن في برامج الإفتاء يجب أن نتمعن ولا نخرج إلا الشخص المناسب لأنه يوقع عن رب العالمين.
- أنت من ضمن المتهمين يا شيخ محمد باستحلاب الفتاوى، هل تتعمد استحلاب الفتوى من الضيف في بعض المواقف، خصوصاً في مواجهة التيار الليبرالي؟
أحياناً المفترض من المقدم أن يلمس واقع الناس هذا ما أراه، يفترض من المقدم أن يرى واقع الناس والمستجدات فيه ويتحدث عنه لأن الناس يتبعون الرأي الشرعي في كثير من القضايا.
- إذا أنت تمارس نوعاً من استحلاب الفتوى من ضيوفك؟
أنا لا أسميه استحلاباً مثل ما تسميه، انا أقول أن القضايا الدائرة في واقع الناس يجب حقيقة أن نناقشها ونطرحها لأن الناس تحتاج إلى الرأي الشرعي فيها، والرأي الشرعي في مجتمع مثل المملكة هو بحمد الله هو الرأي المقدم، أعطيك مثالاً غير هذا، ليس بشرط أن تقول نستحلبها في أمور ضد التيار الليبرالي، لما أتت المساهمات العقارية أنا أقولها لك بكل صراحة الذي أكلوا أموال الناس بالباطل كان أغلبهم ممن يتوجه التوجه الديني ومع ذلك لما أتت هذه المساهمات وأكل أموال الناس كنت في الجواب الكافي و في عدة حلقات أفتتح الحلقة بهذا الموضوع عن هؤلاء الذين أكلوا أموال الناس وأخذوها، ولما كثر الحديث عن تعبير الرؤيا وأصبحت تؤخذ أموال واتصالات بخدمة ال 700 طرحناها في حلقات الجواب الكافي. ولما تعرض الناس لفتنه الحجاب في فرنسا طرحناها.
أنا لا أنظر إلى أنها مسألة تيار أنا أنظر إلى القضية السائدة في المجتمع أو الحراك الموجود يحتاج إلى رأي شرعي ونحن نطرحه شرعيا، مثلاً لما أتت قضية صدام حسين اختلفوا رحمه الله أو لا، أنا لا يهمني صدام حسين او غيره أنا يهمني أن الناس تحتاج الرأي الشرعي فيه بغض النظر عن الرأي السياسي وطرحت القضية على الهواء. أعطيك مثالاً لقضية طرحها التيار الليبرالي: قضية تغيير أيام الإجازة من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، وهذه أرى أنها لا تستحق أن يكون فيها تيار ليبرالي أو إسلامي هي وجهة نظر وطرحناها في الحلقة ولم أوارِ المشاهد وأقول أن هذا الموضوع يطرح وهذا لا يطرح.
- لكن أنت من استخرجت الفتاوى ضد الإعلاميين والصحفيين وكانت فتاوى من قبيل الجلد والسجن؟
طيب قل لي من الذي أفتى بها؟
- أنا لا أتحدث عن المفتي، أنا أتكلم عن تصويرك كمقدم للقضية أمام الضيف المفتي؟
الضيف حينما يطرح عليه السؤال ويبحر في جوابه بأي اتجاه كان لا يحق لي أن أوجهه، أكون صادق معك أنا سمعت هذا الكلام من غيرك أيضاً، المفتي الذي يوجهه مقدم برامج ليس مفتياً، المقدم يعطي الضيف السؤال المطروح سواء جاء باتصال هاتفي على الهواء أو عن طريق منتدى الجواب الكافي، حلقة الشيخ سعد الشثري لم أقدمها ومع هذا أنا سألت وقلت لو قدمت حلقة الشيخ سعد الشثري ماذا سوف أسأل أكثر مما سأله المقدم؟ المقدم سأل والشيخ جاوب فأيضاً لم نستحلب هذه الفتوى هذا سائل سأل على الهواء والإعلاميون يعرفون هذا تماماً فأنا لم آت بالسؤال من كيسي طرحه مشاهد على الهواء.
- سؤال الصحفيين الذي خرجت فيه فتوى الجلد والسجن أنت من طرحه من كيسك يا شيخ محمد!
من الذي أفتى به هل من الممكن أن تذكرني؟
- الذي أفتى به الشيخ ابن جبرين عليه رحمة الله.
الله يرحمه، لكنني الذي أتذكره أنه لا يمكن أبداً أني أوجه أحداً فضلاً أن يكون مفتياً ومثل الشيخ (رحمه الله) لجلد الصحفيين.
- أنت لم تقل للشيخ: أفتِ بجلد الصحفيين، أنت صورت له بعض الأمور؟
لو أتى أي إنسان كان صحفياً أو غيره وتعدى ألا نحتاج إلى الحكم الشرعي في هذا؟ أقرب مثال وأنا أكلمك يا تركي الذين يأكلون أموال الناس في المساهمات العقارية وآخرهم الذي نشرتم عنه مؤخراً في (سبق) ألا يستحق أن نقول في الجواب الكافي الذين يأكلون أموال الناس ما جزاؤهم الشرعي؟ لو قال المفتي يجلد أو يسجن وهو من تيار معين هل يمكنني كمقدم للبرنامج أن أقول: لا يا شيخ لا يسجن، نحن نطرح ما يجري لكن أيضاً اليوم حينما يسب دين الله عز وجل أنا أتكلم هنا عن دين الله ولا أتكلم عن الأشخاص فالأشخاص يطالبون بحقهم بأنفسهم ألا يحق لنا في البرنامج أن نطرح تساؤلات عنه، نحن لا نستحلب الفتاوى لأن الذين يقدمون البرامج الثقافية في بعض القنوات لا يجدون أحد يسألهم ونحن في جميع برامج الإفتاء نعاني من زخم هائل وكبير من الأسئلة فلا تتخيل حجم الأسئلة التي تصل إلى البرنامج سواء بالبريد أو الاتصالات وبالتالي هذه أسئلة الناس يجب أن نطرحها ولذلك نحن نتجاوز عن كثير من الأسئلة الشخصية ولذلك أنا لا أذكر أسماء في الحلقة وأمنع المتصلين من ذكر أسماء لإعلاميين أو حتى أسماء لمخالفين على الهواء مباشرة.
- انتقدت وزارة الصحة أيام وزيرها الدكتور حمد المانع وكتبت مقالاً بعنوان (ارفع رأسك أنت سعودي) على خلفية عدم توفير حاضنة لابنك المولود في المستشفيات الحكومية والوزارة قالت أنك أنت المخطئ لأن زوجتك لم تكن تتابع لدى المستشفيات الحكومية فترة الحمل، هل هناك مآرب أخرى لشن الحملة ضد الوزارة؟
دعني من قضية محمد المقرن الإعلامي أنا محمد المقرن المجرد ليس بيني وبين الوزارة أي علاقة قبل وبعد أنا لم أعالج بحمد الله في وزارة الصحة طوال عمري بفضل الله علي، والدكتور حمد المانع إلى هذه الساعة لم أقابله ولو قابلته لم أعرفه ولا أعرف أحداً من وزارة الصحة تماماً، أنا ليس خلافي مع الأشخاص بالوزارة أو مع الدكتور حمد المانع أو مع وكلاء الوزارة ليس بيني وبينهم إلا كل خير إن شاء الله وهو مجتهدون ولكن بشر يخطئون ويصيبون، أنا بيني وبين نظام معين فأنا فوجئت بأمر لأول مرة يحدث معي وكنت لا أعرف عن هذا الأمر شيئاً وجرى لزوجتي وتعرضت لهذا الموقف وأكون صادقاً معك يا تركي أنا طلعت من المستشفى وانتهى الأمر وكنت قادراً أن أدفع المائة ألف ولم تشكل علي شيئاً، وهذا فضل الله علي لكني لما رجعت إلى منزلي ومضى على الحادث عدة أيام تخيلت هذا الموقف يجري لشخص آخر لا يملك سوى ألف أو ألفين ماذا سيجري لزوجته ومولوده؟ أنا أعتقد أنه خيانة للأمانة إن يقول الإنسان نجا مولدي وزوجتي ولاعلاقة لي بما يجري للآخرين.
- ماذا جرى بعد كتاباتك ل (ارفع رأسك أنت سعودي)؟
بعد أن كتبت مقالي اتصل بي مسؤول كبير في أحد المستشفيات الجامعية وتأثر بعد قراءته لمقالي وقال الآن ننقل ابنك بسيارة إسعاف عندنا لنخفف عليك التكلفة حيث إن تكلفة الحاضنة للطفل عالية جداً ولكنني رفضت وكمل ابني أنس في المستشفى الخاص حتى انتهى من الحاضنة.
- بما أنك قادر على الدفع يا شيخ محمد ولم تعانِ مشكلة مادية لماذا كتبت إذاً؟
أريد أن أبين للناس أنني لم أكتب لأني متسول ولو كان كذلك لنقلت ابني للمستشفى الجامعي الذي عرض نقله، لكنني أردت أن أنير شمعة في درب الناس الموجودين اليوم، إذا أنا ولدي نجا فمن العيب على محمد المقرن أن يصمت، وبعض الناس يقول أنك لم تكتب إلا حينما تعرض ابنك وزوجتك لهذه الحادثة فأقول أنا لم أكن أعلم أن الناس تتعرض لمثل هذا الموقف ومن الشجاعة لك أن إذا تعرضت أن تكتب، أنا لم أقصد أشخاص بعينهم ولم أطالب بشيء شخصي.
- هل اتصلت بك وزارة الصحة؟
نعم اتصلت بي الوزارة للتحقيق مع المستشفى الخاص الذي رفض استقبال زوجتي الا بعد دفع المائة آلاف ريال ورفضت أن أعطي أسماء الموظفين والطبيات الذين رفضو إجراء اللازم إلا بعد الدفع، وقلت أن المشكلة ليس بيني وبين أشخاص وإنما المشكلة مع نظام طبي يسهم في استمرار هذه الأخطاء، لم يكن الحل في إيقاع عقوبة لأشخاص فقط هم في النهاية يطبقون نظام يجبرهم على هذا.
- إذاً أنت لم تصعد الموضوع إلى أكثر من كونه مقالاً نقدياً؟
أنا أردت فقط أن تنتبه وزارة الصحة لهذه المشكلة، وأنا أقول لك أنا قبل أن أكتب طرقت جميع الأبواب وذهبت للمستشفى الذي حدثت معه المشكلة ولم أستطع مقابلة المدير مع أني أخبرت السكرتير أن هناك مشكلة حدثت معي وأخشى ان تحصل لغيري ولم اجد تجاوب ولم يتصلوا بي وشكوت لحقوق الإنسان ما جرى وكانت حقوق الإنسان بينها وبين وزارة الصحة مشكلة كبيرة ولن تحل قضيتي، أنا حينما كتبت لم أكتب لأتشفى من أحد وإنما كتبت لكي لا نكرر الأخطاء فقط وكتبت لأقول للناس أنه في المجتمعات الغربية التي لا يدين أهلها بهذا الدين العظيم يبذلون جهوداً وطاقات لأجل قضية إنسانية، فما بالك بنا نحن؟
أنس ابن محمد المقرن بحمد الله نجا والحمد لله لم أكتب مقالي إلا وولدي بخير ولو كان ابني تعرض بعد الولادة لأذى ممكن يقال أن هذه ردة فعل، لكني كتبت المقال بعد سبعة أيام من العملية وخرجت زوجتي بالسلامة، لكنني تخيلت يا أخي أن كل طفل هو أنس ولدي فقلت يجب ألا أسكت عن مثل هذا الأمر ولا يجب حقيقة أن نتخاذل عن مثل هذه القضية. ويكفى ان تعلم ان وزارة الصحة بعد هذه الحادثة فعلت من جديد نظام تحويل الحالات الطارئه للمستشفيات الخاصة وتتحمل الوزارة التكاليف المالية، وقد اخبرني عدد من الاطباء في المستشفيات الحكومية فرحهم بهذا القرار.

- ما تريد قوله إذاً أن وزارة الصحة فشلت في التعامل مع مشكلتك؟
وزارة الصحة في الحقيقة لم تحسن التعامل مع القضية، أنا كتبت وانا أب مكلوم رأى زوجته كادت أن تموت معه في سيارته وكاد ولده أن يموت في بطن أمه هم يعرفون أني كتبت هذا المقال من معاناة أنا لا أريد منهم شيئاً شخصياً، لكن يجب عليهم أن يقدروا ما جرى أما أنهم يأتون ويقولون زوجتك ليس لديها ملف في المستشفيات الحكومية وأنا أقولها إلى يوم الدين زوجتي ليس لديها ملف إلى هذه الساعة التي أتكلم معك فيها ولن يكون لديها ملف في مستشفيات وزارة الصحة، واعتبروني شخصاً ليس لديه ملف وأتاكم في حالة طارئة وإنسانية هل ستمتنعون عن خدمته؟ يا تركي زوجتي لم تأت لربط المعدة ولا لتقويم أسنان زوجتي مواطنة سعودية جاءت لمستشفيات وطنها في حالة إنسانية طارئة والله لو كانت زوجتي مقيمة وليس لديها جنسية وبدون إقامة نظامية يجب علاجها هذه حاله إنسانية، ثم يا أخي الكريم لا يجب لوزارة الصحة أنها تجامل لأني رجل إعلامي وهذا ما قلته في ردي الثاني على الوزارة، وأن تعاقب وزارة الصحة الموظفين لأن المقرن يخرج في قناة وإعلامي ومعروف.... كل الناس يجب أن يكونوا سواسية في حصولهم على الخدمات فهذا وطن الجميع، لا فرق بين ولد محمد المقرن ولا ولد الامير ولا ولد المفتي ولا ولد الشيخ ولا ولد المستخدم والموظف العادي.
- وماذا عن مقالك النقدي لنظام ساهر، هل أنت أيضاً ممن انضم ليتحدث عن الجباية؟
حينما كتبت عن ساهر هذا دليل أني لا أقصد أشخاصاً معينيين، أنا كتبت لأن المرور في الحقيقه ومع احترامي لهم حينما تقيم نظام وتتحول لمسألة جباية دون أن ترشد الناس هذا خطأ كبير.
- لكن يا شيخ محمد هم قالوا أنهم أرشدوا الناس على مدى أربعة أشهر من الرسائل الإرشادية المتكررة؟
يا أخي هل أربعة أشهر كافية ولم لم يكن هناك تدرج؟ أليسوا هم أساتذة التدرج حينما يطالبون بإصلاح وضعهم يقولون الأمور لا تتغير بل بالتدرج.
- لحظة يا شيخ محمد دعني أنقل لك وجهة نظر المرور ثم أنت رد عليها : المرور يتحدث أنه لم يخترع نظاماً جديداً فكل الأنظمة التي يعاقب عليها ساهر هي موجودة مسبقاً وإنما هو قام بتطوير أدوات المراقبة وركب هذه الأجهزة وعليه فلا يحتاج أصلاً أن يعلم الناس أن نظاماً جديداً يتم تطبيقه؟
لسنا بدعاً من الدول... العالم لديه كاميرات ورأيناها في بعض الدول، لكن يجب أن تأتي بحملة ترشيدية وتوضيحية، وطرقنا أصلاً التي تسير فيها لا يوجد في أغلبها تحديد سرعة ولوحات تحدد لك السرعة وبعض الشوارع والطرق التي ركبت عليها كاميرات ساهر لم توضع عليها لوحات تحدد السرعة، الأمر الآخر أنا خلافي لم يكن مع ساهر لوحده بل خلافي مع فكرة مضاعفة المخالفات والإخوة في المرور لما أتوا يضاعفون المخالفات على المواطن المسكين بدل المائتين أربعمائة وهكذا.
- لكنهم يقولون أنها ليست مضاعفة بل حد أدنى وأعلى فقط، فحينما تسدد مبكراً تدفع الحد الأدنى وإذا تأخرت تدفع الحد الأعلى.
جيد، هي أحد أدنى وأعلى، أنا أقول الآن إذا بتقدم نظام للناس وتقول سأضع حداً أدنى وأعلى وسأضع عليكم كاميرات أقول يا جهاز المرور قبل أن تضع هذه الأشياء طور وضعك الإداري، دعنا نرى المرور ينظمون السير بصوره انسيابية وحضارية جيده، ودعنا نرى الطرق غير مغلقة، وادارت المرور مرتبه يدخل المراجع اليها ويخرج دون واسطه وعلاقة ومن تعرف ووش يقرب لك النقيب وجارك هو العقيد، وأن يتزامن نظام ساهر مع تحسين الأداء الإداري والفني للمرور وتسهيل الحركة للناس، ثم لك أن تعجب حينما يطالب الناس بدارسات علمية لمعرفة أوجه الخطأ وتحسين الأداء للمرور يخرج المسئولون بالمرور ويقولون هناك دراسات لكن تحتاج وقت والنتائج تظهر بعد زمن، والعجيب أن بعد تطبيق ساهر بشهر قالوا لنا أنه ومن خلال الدراسات ظهر الأثر الرائع لنجاح ساهر يعني ماشاء الله لما أصبح الأثر لكم خرج سريعاً، ولا يعني هذا أنني ضد النظام بالعكس أنا ضد السرعة وضد المخالفات لكن أنا ضد أن يتحول اهتمامنا فقط أننا ناخذ منك، أصبح الاستحلاب ليس فتاوى فقط (على رأيك يا تركي )الآن أصبح كم نستطيع أن نستحلب الأموال من الناس، وأنا أعتب حقيقة على الشيخ الذي يستعجل في الفتوى لهم رغم أن نظامهم لم يمر أصلاً على هيئة كبار العلماء ولا على اللجنة الدائمة بل سماحة المفتى لايرى جواز مضاعفة المخالفات المالية وأمروها على مجلس الشورى ثم إن الإخوة في مجلس الشورى حينما أجازوا هذا النظام لم يراعوا مسألة الناس وحالتهم المادية، يا أخي لا يصح في ظل ارتفاع الأسعار والحالة المادية السيئة تقول للناس سأضع حد أدنى وحد أعلى.
- هل تشكك في مدى جدوى العقوبة المالية؟
ليس شرطاً أن العقوبة المالية هي التي تردع الناس، هناك عقوبات أخرى كأن تضع نقاطاً لكل مخالفه قد تصل لحجز سيارته أو حجز السائق، أما أخذ أموال الناس بهذه الطريقة سدد أو نزيد، فلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.