طالَب باحثون شاركوا فى ندوة "منهجية البحث في الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة" التي نظمتها عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية مساء أمس بضرورة التأنِّي في إصدار أحكام الإعجاز العلمي وعدم التعجل و التوسع في إطلاق مثل هذه الأحكام على بعض الأحاديث قبل التأكد من صحتها . وقال عميد معهد الإعجاز العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي أن حديث "اطلبوا العلم ولو في الصين"، اعتبره البعض من الإعجاز الغيبي للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الصين ستكون بلداً صناعياً، مع أنه حديث باطل لا يصح سنداً ولا متناً.
ووأوضح "الباتلي " أن بعض الباحثين يقع في أخطاء في بعض جوانب الإعجاز العلمي في السنة، فرغم كثرة المؤلفات في الإعجاز إلا أنه حقيقة لا تعدّ من بحوث الإعجاز العلمي ولا صلة لها به، ذاكراً نماذج لذلك0
وأكد "الباتلي" أن الإعجاز العلمي لا يستلزم ضرورة الشيء كحديث الذباب الصحيح فلا يلزم أن يفعل ذلك من يتقذّر منه ولا ينبغني أن نلزم الناس بذلك لكي لا نوقع الناس في حرج، كما لا ينبغي التوسع في إطلاق الإعجاز العلمي على بعض المجالات المعاصرة كقولهم الإعجاز التربوي والإعجاز الأخلاقي والإعجاز النفسي.
وحذّر "الباتلي" من التعجل في نشر الاكتشافات العلمية قبل تسجيلها في المراكز العلمية العالمية المعترف بها، والخلط بين الإعجاز العلمي والطب النبوي وعدم الجزم بعلاج معيّن إلا بعد ثبوته، إذ لا يلزم أن يكون الطب النبوي علاجاً لكل أحد.
وأوضح وكيل معهد الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يحيى الطويان أن التفسير العلمي يختلف عن الإعجاز العلمي وأن سبب الهجمة على الإعجاز العلمي إهمال المختصين بالعلم والدراسات في الكتاب والسنة.
وقال رئيس المجلس العلمي بمركز تعظيم القرآن الكريم بالمدينةالمنورة الدكتور حكمت بن بشر ياسين أن التنظير للابتكار في البحث في الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة يقوم على الاستقراء والاستنباط والقياس ضارباً مثالاً على حديث المعراج باتساع الكون.
من جهته قال رئيس قسم الفقه بالجامعة الإسلامية الدكتور عبدالله الشريفي مداخلة له عقب المحاضرة إن الإشكال الذي يُخشى منه في الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة هو أن النظريات في الآيات والأحاديث التي في ظواهرها إعجاز قد لا تكون في نظر الباحث يقينية المدلول وهذا مما قد يسبب إشكالية على الإسلام فيما بعد.