تمكّنت فرق البحث والتحري بمرور الرياض، من فك طلاسم حادث مروري غامض، راح ضحيته شاب وأُصيب اثنان من رفاقه بإصابات خطيرة قبل أيام قليلة، بعدما اتضح تعرضهم لمطاردة واصطدام متعمد تسبب في انقلاب السيارة التي كانوا يستقلونها، وذلك بسبب تجاوز خاطئ أعقبته مشادات كلامية ومطاردة وصدم، انتهت بحادث مأساوي قبل أن تتمكن فرق البحث والتحري بمرور الرياض، وبفضل الله تم القبض على السائق الهارب، والذي أقدم على صدم سيارة الشباب عمداً، حيث اعترف بالحادث وأنه أقدم عليه، وكان وقتها تحت تأثير المخدر. وتفصيلاً أوضح مسؤول في مرور الرياض أنه ورد بلاغ لعمليات المرور يفيد بوجود سيارة وقع عليها حادث انقلاب بجانب مخرج 8 بالقرب من شركة سابك ويوجد ثلاثة أشخاص مصابين.
وبالانتقال السريع لموقع الحادث، تبيّن وجود سيارة أكسنت، تعرضت للانقلاب وسقط أحد الأشخاص منها، وتبيّن أنه قد فارق الحياة، وكذلك وجود شخصين مصابين بإصابات بليغة، فيما ظهرت المفاجأة بإفادة أحد الشهود، والذي أوضح أنه كانت توجد مطاردة لهذه السيارة من قِبل قائد سيارة جي إم سي سييرا لونها فضي مظللة ولا يعرف لوحتها، حيث قام الأخير بصدم الأكسنت أكثر من مرة حتى جعل قائدها يفقد السيطرة عليها ومن ثم انحرف واصطدم بالرصيف وانقلب أكثر من مرة ولاذ قائد السييرا بالفرار لجهة غير معلومة.
وأضاف المصدر قائلاً: "في ضوء ذلك استنفر قسم البحث والتحري بمرور الرياض جهوده في محاولة التوصل لأي معلومة تفيد للتوصل إلى الجاني ومن خلال البحث تم الاشتباه بأكثر من سيارة وخصوصاً من عرف عن قائديها التهور والوجود في مواقع التجمعات الشبابية حيث إن من قام بهذا التصرف لابد أنه شخص متهور ولديه مشاكل جنائية ومرورية لأنه تصرف لا يمكن أن يصدر من شخص يملك احتراماً للأنظمة أو خوف.
وبالفعل تم رصد أكثر من سيارة جرى فحصها جميعاً من قِبل الجهة المختصة، حتى تم التوصل إلى سيارة يتوقع أن تكون هي المشتركة بهذا الحادث بعدما تم إيجادها في أحد المواقع وبعد تفتيشها لوحظ انبعاث لرائحة قوية لمادة الحشيش المخدرة فجرى سحبها وفحصها، وزادت نسبة أن تكون هي المطلوبة بعد أن تم طلب قائدها، الذي لم يتجاوب فتم التركيز عليه حتى تم تضييق الخناق عليه ومحاصرته في جميع المواقع التي من الممكن أن يوجد بها حتى تم بتوفيق الله ثم بعزيمة رجال بحث وتحري المرور القبض عليه".
وتابع: "تبيّن أنه شاب يبلغ من العمر 27 سنة وعاطل عن العمل، وبالتحقيق معه ومواجهته بالأدلة والقرائن اعترف بأنه هو من كان يقود السيارة وأن السيارة التي تم سحبها من قِبل البحث والتحري بمرور الرياض، هي المقصودة، والتي كان يقودها وارتكب عليها هذا الحادث، مبيّناً أن الحادث وقع بعد تجاوز خاطئ أعقبه مشادة وخلاف مع الشباب ومطاردة وصدم انتهت بانقلاب سيارة الشباب، مشيراً إلى أنه كان وقتها تحت تأثير المخدر".
وأكّد المصدر أنه تم تصديق أقوال الشاب شرعاً، وعلى ذلك سيتم اتخاذ جميع الإجراءات المتضمنة النظر في الحقوق الخاصة، وكذلك ما يقره النظام عليه. ورفع مرور منطقة الرياض تعازيه لذوي المتوفى، سائلاً الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يربط على قلوبهم وأن يشفي المصابين وجميع مرضى المسلمين.
ووجّه المسؤول المروري رسالة قال فيها "الجهات الأمنية لا تألو جهداً في الحفاظ على أمن واستقرار الأمن، وأمن الناس في بيوتهم وخارجها ومرور الرياض يقف حازماً وعازماً بإذن الله على التصدي لأي أمر خارج على النظام، وخصوصاً ما يقع من السائقين في الشوارع العامة كما يحذر كل من تسول له نفسه ارتكاب أمر فيه إزعاج للناس أو يسبب الإخلال في النظام بأنه سيكون تحت طائلة المسؤولية ولن يتم التهاون مع أي شخصٍ يخالف ذلك، وخصوصاً المفحطين والمتهورين ومن يوجد معهم.
وقال: "لابد أن يتفهم أولياء الأمور أن من يقبض عليه من أبنائهم وخصوصاً في مخالفات التفحيط والتجمهر والتهور سيطبق النظام الصارم عليهم وبلا تهاون وستنفذ توجيهات وزارة الداخلية وإمارة منطقة الرياض في هذا الشأن؛ لأن الإنذار والتحذير قد وصل وسبقه توعية بكل وسائل الإعلام عن خطورة ذلك".
وزاد على ذلك مسؤول في قسم البحث والتحري قائلاً "لا حاجة إلى أن يكلف ولي الأمر نفسه في محاولة التهاون مع من يقبض عليه من أبنائه في مخالفات التفحيط والتهور والتجمهر وما يصاحب ذلك من أمور تؤثر على الحالة الأمنية والمرورية، حيث إنه سيتم تطبيق العقوبات الرادعة على المخالف".
وحذّر المسؤول من انتشار المخدرات بين صغار السن، مشيراً إلى أن بعضهم مازالوا أحداثاً ولكن الرفقة السيئة هي من جرتهم إلى غياهب المخدرات والسلوكيات الطائشة، حيث إن المخدرات والممنوعات دائماً، ما تكون سبباً رئيساً في كثيرٍ من القضايا الجنائية لأنها تجعل مستخدمها يقوم بأعمال نهايتها وعواقبها وخيمة، كما نتج عن هذا الحادث الذي راح ضحيته نفس بريئة ودخول شابين للعناية المركزة. وكرر مرور الرياض أمنياته بالسلامة للجميع.