علمت "سبق" أن مدير عام فرع الهيئة في منطقة مكةالمكرمة المكلف الشيخ أحمد قاسم الغامدي, اشترط على الإعلامي عبد الله بن هضبان الحارثي مقدم برنامج "البينة" على قناة "اقرأ" الذي بث مساء الخميس الماضي، عدم تداخل ثلاثة من المشايخ وطلبة العلم للمشاركة في الحلقة, وهم الشيخ عبد العزيز الطريفي "الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية" والذي تولى الرد على "الغامدي" في حديثه عن الاختلاط بدراسة استند فيها على رأي هيئة كبار العلماء, والشيخ سليمان الدويش, الذي كشف حقيقة آراء الشيخ الغامدي, والدكتور يوسف الأحمد . وقد استضاف البرنامج الشيخ أحمد بن عبد العزيز الحمدان "أستاذ أصول الفقه", والدكتور محمد بن يحيى النجيمي "الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي والأستاذ بالمعهد العالي للقضاء" للرد الفقهي على "الغامدي" غير المتخصص في الفقه, وكان رد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال كالصاعقة على "الغامدي", كما تداخل في الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور قيس المبارك "عضو هيئة كبار العلماء", والشيخ محمد الظافري. وعلمت "سبق" أن أحد المشاركين في الحلقة لاحظ عند دخوله المبنى سيارة فارهة من نوع "بانوراما 2010" سوداء اللون وعندما سأل أحد العاملين أخبره أنها للشيخ أحمد بن قاسم الغامدي، متمنياً للشيخ المشارك في البرنامج أن يمن عليه بمثلها. وقالت مصادر في فرع هيئة مكةالمكرمة أن "بانوراما" الشيخ الغامدي, وسيارة ثانية من نوع "فورد اكسبلور2010" من مقنيات الشيخ حديثاً, وأنه تملكها منذ أيام معدودات, وأشارت المصادر إلى تغييرات كبيرة في حياة الشيخ الغامدي المادية لم يكن يعهدوها عليه من قبل. وكشفت مصادر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ل"سبق" عن حالة استياء شديد من تصريحات "مدير عام فرع الرئاسة في مكةالمكرمة المكلف" ومصادمته لنظام الهيئات, وطريقة عملها, واتهام رجال الهيئة بالتشدد ورفض التعليمات وتجاهل الأنظمة - كما جاء في حديثه ل"عكاظ"- , واتهامه لمسؤولين في الهيئة أنهم "بحاجة لانتقاء المعتدلين في مواقع القيادة والتوجيه للجم الخلل", ووصفه لبعض رجال الهيئة ب"الغلو والتشدد", وقوله "التشدد والغلو غلف عقولهم, وولد خللاً في التأمل والتفكير", وقوبل تصريح الغامدي الذي استهجن فيه الإنكار على من ينادي بإغلاق المحال التجارية وقت الصلاة بغضب شديد من عدد من مسؤولي الهيئة , وخاصة قوله "لا يصح الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحال التجارية أوقات الصلاة", مؤكدين أن هذا الرأي يخالف نظام الهيئات ولائحته التنفيذية التي تحدد مجالات عمل الهيئة، ومنها التنبيه على الناس عند دخول وقت الصلاة, والتأكد من إغلاق المحال التجارية, وكذلك يخالف فتاوى هيئة كبار العلماء. وقالت المصادر ل"سبق" إن الخروج الإعلامي غير المسبوق من الشيخ أحمد الغامدي والإفتاء وهو ليس أهلاً له - حاصل على بكالوريوس في المحاسبة والإدارة, والماجستير والدكتوراه عبر الإنترنت من جامعات مفتوحة غير معترف بها من التعليم العالي- أثار الكثير من التساؤلات حول "الغامدي", الذي استضافه النادي الأدبي في الطائف من قبل الإعلامي حماد السالمي والحفاوة الإعلامية بما قاله في محاضرته بأدبي الطائف, ثم خروجه على قناة "العربية", فقناة "اقرأ" في برنامج "البينة" الذي يقدمه عبد الله بن هضبان الحارثي, والحديث الذي أدلى به لصحيفة "عكاظ" أمس - السبت- على صفحتين متقابلتين, وصور ضخمة للشيخ الغامدي . وقارن عدد من رجالات الهيئة بين ما يفعله الشيخ الغامدي والظهور الإعلامي غير المبرر, وحرص الرئيس العام الشيخ عبد العزيز الحمين الذي يجوب المناطق للإشراف المباشر على عمليات التدريب والتطوير والارتقاء بالجهاز, والبعد عن المظاهر الإعلامية, حتى في تصريحاته يلتزم الشيخ بالاقتضاب فيها . وقالت المصادر إن آثار حلقة "البينة", كانت وراء الحوار الذي فردت له "عكاظ" يوم السبت, وهناك علامات استفهام حول لجوء "الغامدي" إلى إجراء حوار مع "عكاظ" رغم التحفظ على ما تناولته الصحيفة من أخبار حول خمسة وقائع ضد الهيئة, واتضح أن تناولها لم يكن صحيحاً بل بني على معلومات مغلوطة وأخبار كاذبة, طبقاً لما أوضحه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد المحسن القفاري الذي اتهم الجريدة بنشر معلومات كاذبة, واتهامات لا دليل ولا سند لها, وشنها هجوماً ضارياً على الهيئة ورجالها بلا مبرر, وصل إلى حد التجريح والنقد غير البناء, وطالبت الرئاسة "عكاظ" بتقديم الأدلة التي تثبت صحة ما نشرته, حول قضايا محددة مثل "احتجاز فتاة عشرينية" و"استدراج الهيئة لفتاة", و"الهيئة لا تستجيب للادعاء بإحضار شاب", وكذلك قضية ضبط فتاة بالمسجد النبوي, والتي لا علاقة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بها لا من قريب أو من بعيد.