قالت الجمعية الفلكية بجدة إن "هلال القمر" و"رمز الحب" كوكب "الزهرة" سوف ينتظمان بالقرب من بعضهما في الأفق الغربي مباشرة بعد غروب شمس يومي غد الأربعاء وبعد غد الخميس قبل حلول ظلمة الليل، في ظاهرة يسهل مشاهدتها بالعين المجردة في كل مناطق السعودية. وعقب غروب شمس الغد الأربعاء وقبل أن تتحوَّل السماء إلى الظلمة سيظهر هلال القمر مضاء بنسبة 12% إلى أقصى يمين كوكب "الزهرة" الساطع كقطعة ألماس تتلألأ في الأفق الجنوبي الغربي من قبة السماء.
وفي مساء اليوم التالي الخميس سيظل الجِرْمان في نفس الجزء من السماء إلا أنه سيُلاحظ أن هلال القمر ارتفع عن الليلة السابقة، وأصبح يقع أعلى كوكب "الزهرة" لطبيعة حركة القمر من الغرب إلى الشرق وازدياد إضاءته إلى 21% لابتعاده عن الشمس.
ومن العجائب السماوية أنه متى ما ظهر القمر في الأفق الغربي عند الغروب وبداية الليل فهو يكون دوماً في طور الهلال الذي ينمو يوماً بعد يوم. لكن بالمقارنة فإن كوكب الزهرة يظهر في مرحلة التناقص يوماً بعد يوم متى ما ظهر في الأفق الغربي بعد غروب الشمس.
وعند رصد كوكب "الزهرة" من خلال تلسكوب صغير سيظهر قرصه مضاء بأقل من 50% بنور الشمس، وعندما يصل "الزهرة" إلى قمة لمعانه في سماء المساء بعد شهر من الآن سيكون مضاء بنسبة 25% بنور الشمس، وقد يكون من التناقض أن تكون "الزهرة" في قمة لمعانها بشكل أكبر عندما تكون في طور الهلال النحيل، مما تكون عليه في البدر المكتمل.
وتفسير تلك الظاهرة أن المسافة التي تفصل "الزهرة" عن الأرض متغيرة باستمرار، ف"الزهرة" في الحقيقة تكون أقرب إلى الأرض عندما تكون في طور الهلال النحيل منها عندما تكون في طور البدر.
وعلى سبيل المثال تقع "الزهرة" يوم غد على مسافة حوالي 58 مليون ميل من الأرض، مقارنة مع 38 مليون ميل من الأرض في السادس من ديسمبر القادم، وهو ما يعني أن الكوكب سيكون أقرب بمسافة 20 مليون ميل، حيث ينقص الجزء المضاء من "الزهرة" بشكل كبير إلى حوالي 25% وسيكون حجم القرص الظاهري للزهرة أكبر من حجمها يوم غد، وسيكون أفضل ظهور للزهرة في سماء الليل.
ومع بداية يناير 2014 سيكون "الزهرة" مضاء بحوالي ثلاثة بالمائة فقط بضوء الشمس وسيكون موعد غروب الشمس الوقت الأفضل لرصد "الزهرة" في شكل الهلال من خلال التلسكوب قبل أن يصبح وهج "الزهرة" في غاية اللمعان.
وهذه فرصة لرصد كوكب "الزهرة" من الآن وهو يتناقص جزؤه المضاء يوماً بعد يوم ويزداد حجمها الظاهري إلى أن يصبح أقرب ما يكون إلى الأرض، ويبدو ضخماً عند النظر إليه عبر التلسكوب ومن خلال العين المجردة سوف يلاحظ ازدياد لمعانه يوماً بعد يوم.