قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إن الشعب السوري سيطيح بالرئيس السوري بشار الأسد "عاجلاً أو آجلاً"؛ لأن زمن الحكم الدكتاتوري يتلاشى في أنحاء العالم. وفي مقابلةٍ مع شبكة تلفزيون (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية تبث اليوم الأحد، واصل أردوغان لهجته المتشددة تجاه إسرائيل وحذّر من أن العلاقات "قد لا تعود إلى طبيعتها أبداً" لكنه تحدث بكلماتٍ ودية عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت الذي تصعد فيه تركيا كقوة دبلوماسية في الشرق الأوسط. وقال أردوغان في نص للمقابلة نشرته (سي.إن.إن) أمس السبت، موجهاً كلامه للأسد "لا يمكنك أبداً أن تظل في السلطة عن طريق القسوة. لا يمكنك أبداً أن تقف في وجه إرادة الشعب". وأضاف قائلا "هذه العملية ربما تستمر لفترة اطول قليلا لكن عاجلاً او آجلاً إذا اتخذ الناس قراراً مختلفاً في سوريا فإن ذلك القرار سيُلبى. فالشعب يريد الحرية مثلما حدث في مصر ومثلما حدث في تونس ومثلما حدث في ليبيا". وقال إن خطى الديمقراطية أصبحت تسبق الحكم الاستبدادي وإن "الأنظمة الدكتاتورية تحترق وتسقط أرضا". وتطرق أيضا إلى تقارير عن قضائه عطلات مع الأسد الذي دفعت حملته ضد المحتجين في سوريا إلى مطالبة الولاياتالمتحدة له بالتنحي. وقال أردوغان إن الأسد دعاه إلى مكانٍ لقضاء العطلات في سوريا لكن لمناقشة العلاقات بين البلدين، موضحاً أنهما لم يقضيا سويا أي عطلة في إطار علاقة شخصية. وقال إن صبره على الأسد نفد أخيراً. واستطرد قائلاً "إذا كنت ستتخذ إجراءات ضد الحقوق الأساسية والحريات والقانون فسوف تفقد مكانك في قلبي كأخ وصديق.. لقد تحليت بالصبر الشديد. الصبر الصبر الصبر. وبعد ذلك ضقت ذرعا". وينظر إلى تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي والطامحة في الانضمام للاتحاد الأوروبي على أنها جسر بين العالمين الغربي والإسلامي. وأجرى أردوغان تسعة اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي هذا العام في إشارة إلى حرصهما على الإبقاء على رابطة وثيقة فيما بينهما. وقال أردوغان "بصفةٍ شخصية فإنني معجبٌ فعلا بباراك أوباما. وبالنسبة لسياسته وتطبيقه لها فإنني أريد منه ان يكون أكثر نجاحاً". وتمنى له حظاً سعيداً في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر 2012. لكن الاختلاف كبير بين الولاياتالمتحدة وتركيا بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في الوقت الذي تلوح فيه في الأفق مواجهة بسبب طلب الفلسطينيين الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطينية في الأممالمتحدة. وتدهورت علاقات أنقرة مع إسرائيل بعد أن كانت ودية بسبب قتل القوات الإسرائيلية تسعة ناشطين أتراك على متن سفينة مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة العام الماضي. وقال أردوغان "في هذا الموقف لا يهم من نتحدث عنه، بل ينبغي الدفاع عن الديمقراطية والحقوق والحرية". وأضاف قائلا "أعطينا تحذيراتنا لإسرائيل. هذا مدعاة للحرب. هذا شيء لا يمكنك أن تفعله في المياه الدولية. لكن بما أننا دولة عظيمة فإننا تسامحنا ولهذا السبب تحلينا بالصبر الشديد". وطالبت تركيا إسرائيل باعتذارٍ رسمي ودفع تعويضات ورفع الحصار عن قطاع غزة. وقال أردوغان "إذا لم تلبَ هذه المطالب، فإن العلاقات بين تركيا وإسرائيل لن تصبح عادية مرة أخرى. ليس لدينا أي شيء ضد شعب إسرائيل لكن ضد الموقف الذي تتخذه حكومة إسرائيل". وتابع قائلاً "واذا كنتم تصرون على إثارة سبب للاضطرابات فإنكم ستصبحون معزولين أكثر فأكثر. كانت تربطنا بهم صداقة قوية. وهذه العزلة هي مصير إسرائيل في ظل هذه الظروف". وتتبنى تركيا موقف الفلسطينيين بشأن إقامة الدولة في حين قال أوباما إنه سيعرقل أي محاولة فلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في مجلس الأمن الدولي. وسعى أردوغان إلى معالجة تصورات بأن تركيا تتجه نحو سياسة خارجية إسلامية وأنها ستتخلى عن تاريخ من المشاعر المؤيدة للغرب. وقال "نسعى للحصول على المعرفة من أي جزء من العالم يكون أكثر تقدماً". وأضاف قائلاً "لا نريد أن نرى صراعاً للحضارات في هذا العالم. نريد أن نرى تحالفا للحضارات. العالم سئم الحروب". وحاول رئيس الوزراء التركي تهدئة المخاوف بشأن خطط لإقامة قاعدة للدفاع الصاروخي في تركيا قائلا إن هذه فكرة حلف الأطلسي وليس لها صلة بالتوترات بين إيران وإسرائيل. وقال "لا نعتقد أنه يجب التعدي على إيران من دون سبب. لا نريد أن تخرج إسرائيل بتفسيرات تختلف عمّا يحدث في حقيقة الأمر". وتساءل عن السبب وراء الحيلولة دون حصول إيران على التكنولوجيا النووية في الوقت الذي يسمح فيه لإسرائيل بأن تصبح الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها أسلحة نووية. وقال أردوغان "تقول إيران إن هدفها الوحيد هو توليد طاقة بأسعار رخيصة من خلال الطاقة النووية. لا نريد أن نتصرف بناء على افتراضات وتركيا لا تقبل بفرض عقوبات تستند إلى افتراضات".