توفيت "طالبة جامعة نجران" مساء أمس الأربعاء، التي كانت ترقد في غيبوبة منذ شهر، بقسم العناية المركزة بمستشفى الملك خالد بنجران، عقب تعرّضها لحادث مروري، في طريق السبيل بمحافظة يدمه، حيث كان برفقتها والدها وشقيقتها التي توفِّيَت على الفور، عند عودتهم من جامعة نجران، لمعالجة الجداول الدراسية، وفشلت جهود أسرتها في نقلها إلى مستشفى متخصص. وكان شقيق الطالبة عايض تركي آل فطيح استنجد بولاة الأمر، في تقرير نشرته "سبق" تحت عنوان "مواطن: شقيقتي ترقد في غيبوبة ومطلوب نقلها لمستشفى متخصص" بتاريخ "15 ذي القعدة 1434" مطالباً بنقلها بالإخلاء الطبي، إلى أحد المستشفيات المتخصصة، حيث إنها ترقد في غيبوبة وتعاني من نزيف حاد، وتهتك في الرئتين، وكسور في فقرات الرقبة، بالإضافة إلى كسر في الفك السفلي واليد اليسرى، وكانت تعيش على التنفس الصناعي، ما يعني حاجتها إلى مستشفى متخصص متقدم لعلاجها.
وأنشأ مغرِّدون هاشتاقاً في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعنوان "#ضحايا_جامعة_نجران", مطالبين بتوفير فرع للجامعة بمحافظة يدمه، بنين وبنات، نظراً لاتساع رقعة المحافظة وازدياد عدد سكانها.
وأضافوا أن محافظة يدمه تخلو من كليات تابعة لجامعة نجران، الأمر الذي يضطر أهالي الطالبات والطلاب الملتحقين بالجامعة إلى قطع مسافة تزيد على 400 كم ذهاباً وعودة، حرصاً منهم على مواصلة أبنائهم وبناتهم للتعليم الجامعي، فيما يسلك الأهالي طرقاً خطيرة قبل الوصول إلى جامعة نجران، معرضين حياتهم للخطر.
ويأتي في مقدمتها طريق "السبيل".. وهو الطريق الذي سجل حوادث مرورية عدة راح ضحيتها أشخاص كثر، نظراً إلى افتقاره لمقومات السلامة المرورية، وضيقه، وتآكل أطرافه، إضافة إلى المنعطفات والمنحدرات الخطرة، وعدم وجود شبكات اتصال لطلب النجدة والإبلاغ عن الحوادث في الطريق.
وبين المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر بالمنطقة محمد الشهري، أن طريق السبيل يمثل نسبة حوادث متكررة تصل إلى نحو 40% من بين طرق المنطقة، نظراً لتهالكه وسوء تنفيذه وعدم ازدواجه.
وقد ذكر عدد من المواطنين ل "سبق" المعاناة التي يجدونها يومياً على هذا الطريق، قائلين إنهم يرتادون هذا الطريق يومياً للذهاب إلى أعمالهم، وأنه يشهد زحاماً شديداً خاصة أوقات الذروة، ويعانون معه معاناة كبيرة لكثرة المنعطفات الخطيرة والأنفاق المظلمة، مؤكدين أن معاناتهم مع الأخطار تزداد وقت هطول الأمطار، مطالبين وزارة الطرق والنقل بسرعة العمل على ازدواج هذا الطريق.
وتتقدم "سبق" بخالص العزاء والمواساة لذوي الفقيدة، داعية الله تعالى أن يتغمدها بالعفو والمغفرة، وأن ينزل على أهلها الصبر والسكينة.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".