أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع التلفزيون السوري الحكومي، أنه لا يشعر بالقلق جراء الأوضاع في بلاده، قائلاً: إن نظامه "بدأ بتحقيق إنجازات أمنية، ونستطيع القول إن الوضع أفضل أمنياً." وأكد الأسد أن "وعي الشعب السوري حمى الوطن، وأفشل مخطط إسقاط سوريا خلال أسابيع قليلة،" مضيفاً: "بدأنا بتحقيق إنجازات أمنية مؤخراً لم نعلن عنها الآن لضرورة نجاح هذه الإنجازات،" مشيراً إلى أن هناك حالات لا بد من مواجهتها من خلال المؤسسات الأمنية." وأضاف قائلاً: "الحل في سورية سياسي، ولو لم نكن اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح بعد أقل من أسبوع على الأحداث." وقال الأسد: "نحن في مرحلة انتقالية وسنتابع القوانين، وستكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور، وأهم شيء في هذه المرحلة أن نستمر بالحوار،" مضيفاً "من البديهي أن تكون هناك مراجعة لكل الدستور سواءً كان الهدف المادة الثامنة أم بقية البنود." وتوقع الأسد إجراء انتخابات مجلس الشعب في شهر فبراير من العام المقبل، وتحدث مطولاً عن القوانين الجديدة، والفرصة المطلوبة لإتاحة تشكيل أحزاب جديدة، حتى يتسنى لها المشاركة في الانتخابات. وتعهد لأسد بمحاسبة من تورّط بالجرائم ضد المواطنين السوريين، وقال: "كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواءً كان مدنياً أم عسكرياً سوف يحاسب عندما يثبت عليه ذلك بالدليل القاطع." وتابع قائلاً: "هناك لجنة قضائية مستقلة لديها كل الصلاحيات، وأنا اتصلت بهذه اللجنة عدة مرات من خلال الأقنية الرسمية؛ لكي نسأل أين وصلت التحقيقات.. هناك مبدأ محاسبة سيطبق على الجميع، ولا يموت بالتقادم.. لأن حق الدم ليس فقط حقاً للعائلة، وإنما هو حق للدولة." وعن موقف الغرب من بلاده، قال الأسد: إن "الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية من الدول الغربية هو أن تقدم لهم كل ما يريدون، وأن تتنازل لهم عن كل الحقوق، وهذا شيء لن يحلموا به لا في هذه الظروف ولا في ظروف أخرى." وقال رداً على دعوة عدة دول غربية له بالتنحي عن الحكم، إنهم يمكن أن يوجهوا هذا الكلام لشخص تعنيه المناصب، مضيفاً أن "من يقتلون الناس بالملايين في العراق وأفغانستان، ويخلفون الأرامل والأيتام، هم من عليهم أن يتنحوا." ومضى الرئيس السوري يقول: "علاقة سوريا مع الغرب علاقة نزاع على السيادة هدفها المستمر أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سوريا، ونحن نتمسك بسيادتنا دون تردد،" محذراً من أن "أي عمل عسكري ضد سوريا ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يتحملوه." وقال إن: "سوريا لا يمكن أن تجوع، وذلك مستحيل، فلديها اكتفاء ذاتي وموقعها الجغرافي أساسي لاقتصاد المنطقة، وأي حصار عليها سيضر عدداً كبيراً من دول المنطقة وسينعكس على دول أخرى." وأضاف "نحن لا نسمح لأي دولة في العالم قريبة أو بعيدة بأن تتدخل في القرار السوري" لافتاً إلى أن "محاولة أخذ دور المرشد أو المعلم أو لاعب الدور على حساب القضية السورية مرفوض رفضاً باتاً من أي مسؤول في أي مكان في العالم." وتعتبر هذه المقابلة التلفزيونية الظهور الرابع للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في بلاده بمارس الماضي، حيث ألقى خطاباً وجّهه للشعب في يونيو الماضي.