أكدت استشارية الأمراض المعدية ومديرة برنامج التحصين الوطني الموسع بوزارة الصحة الدكتورة عائشة الشمري أن "هناك تطعيمات تعطى مع بداية كل عام دراسي جديد لطلبة الصف الأول الابتدائي، وهذه التطعيمات ضرورية وتعتبر جرعات منشطة، منها الثلاثي الفيروسي، شلل الأطفال الفموي، والثلاثي البكتيري، بالإضافة إلى الجرعة الثانية من لقاح الجديري المائي (العنقز)، والتي سيبدأ إعطاؤها اعتباراً من العام الحالي". وشددت الدكتورة عائشة الشمري "على الحرص على إعطاء جميع الجرعات في أوقاتها المحددة حسب جدول التطعيم؛ لأن تحديد الأعمار التي يتم فيها التطعيم يعتمد على معرفة الأعمار الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض ومضاعفاتها، وبناءً على ذلك يتم تحديد العمر المناسب للتطعيم والفواصل الزمنية المناسبة بين الجرعات حسب نوع المرض، ولذلك ينبغي الحرص على الالتزام بالمواعيد المحددة في جدول التطعيم الوطني".
وفي حال تأخر إعطاء جرعة من جرعات التطعيم للطفل أكدت الدكتورة عائشة الشمري أن "الطفل يكون معرضاً للإصابة بالأمراض المستهدفة بهذه التطعيمات، ولحمايته بالصورة المطلوبة يجب إكمال الجرعات من آخر جرعة أخذت من اللقاح دون الحاجة إلى بدايتها من الأول، ومراجعة عيادة التحصين بالمركز الصحي في أقرب وقت لتكملة الجرعات، علماً أن الفائدة القصوى من التطعيمات تكون عند إعطائها في مواعيدها المحددة".
جاء ذلك أثناء استضافة الدكتورة عائشة الشمري استشارية الأمراض المعدية في مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة عبر الخط المجاني 8002494444 وحساب وزارة الصحة على تويتر @saudimoh، ومن خلال برنامج "صحتي.. مدرستي" للرد على أسئلة أهالي الطلاب وكل من لديهم أطفال بخصوص أهمية التطعيمات والحرص على أخذها، وأهمية الالتزام بمواعيد هذه التطعيمات، ومدى خطورة إهمال أخذ بعض هذه التطعيمات، وتأخير أخذ البعض الآخر.
وعن كيفية تقوية مثل هذه اللقاحات لمناعة الأطفال قالت الدكتورة عائشة الشمري "بشكل عام عندما يتعرض الشخص لأي ميكروب مسبب للمرض، سواء أكان بكتيريا أم فيروسا، فإن جهاز المناعة لديه يجب أن يتعرف على هذا الميكروب ويعمل على إنتاج الأجسام المضادة لمقاومته والقضاء عليه، وهذه الأجسام المضادة تكون قليلة العدد وضعيفة ومؤقتة في حالة تعرض الشخص لميكروب معين لأول مرة في حياته، بالإضافة إلى أن تكوين مثل هذه الأجسام المضادة يستغرق وقتاً طويلاً نسبياً (من 10 - 14 يوماً)، وعندما يتعرض الشخص نفسه للميكروب نفسه في المرات التالية فإن جهاز المناعة لديه يقوم بإنتاج الأجسام المضادة الكافية كماً ونوعاً، وفي وقت قصير، لمقاومة هذا الميكروب، وهذا تماماً ما نفعله عند تطعيم الأطفال، فالتطعيمات عبارة عن إعطاء الطفل مواد تحتوي على شكل مخفف ومضعف من الميكروب المسبب للمرض المراد التحصين ضده، وذلك عن طريق الحقن أو بالفم مما يؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة لديه بشكل طفيف ومؤقت لإنتاج أجسام مضادة لمقاومة المرض المعني، وعندما يتعرض الجسم مرة أخرى لنفس الميكروب تقوم هذه الأجسام المضادة بالتصدي له ومحاربته و من ثم حماية الطفل من المرض ومضاعفاته".
وأشارت الدكتورة عائشة إلى أنه "في بعض الأمراض نحتاج إلى إعطاء الطفل أكثر من جرعة واحدة من نفس اللقاح، وهذا ضروري ويجب الحرص على إكمال جميع الجرعات المقررة حسب جدول التطعيم الوطني وذلك لأن مناعة الطفل لا تكتمل إلا بذلك, حيث أن الجرعة الأولى عادة تحفز الجهاز المناعي بشكل طفيف ومؤقت ولا تؤدي إلى تكوين الأجسام المضادة الكافية لمقاومة الميكروبات إلا بعد إعطاء الجرعات اللاحقة المكملة".
ولفتت إلى أن بعض هذه الأمراض تحتاج إلى جرعات منشطة على فترات زمنية منتظمة, وأمثلة لذلك أمراض الدفتيريا، السعال الديكي، وشلل الأطفال، فالتطعيمات (اللقاحات) الروتينية تحمي الأطفال من الإصابة ببعض الأمراض المعدية ومضاعفاتها الخطيرة، وبالتالي تؤدي إلى مجتمع معافى خالٍ من هذه الأمراض المعدية والأوبئة المستهدفة بالتطعيم".
وعن الاحتياطات الواجب اتخاذها قبل أي لقاح اعتبرت الدكتورة عائشة الشمري أنه "بشكل عام يجب أن يتمتع الطفل بصحة جيدة ولا يشكو من أي مرض حاد متوسط أو شديد، حتى يتمكن من أخذ هذه التطعيمات"، موضحة أن "هناك موانع مؤقتة للتطعيم، منها تأجيل جميع اللقاحات في حالة المرض الحاد المتوسط أو الشديد سواء أكان يصاحبه حمى أو لا يصاحبه حمى، لا تعطى جميع اللقاحات للأشخاص المعالجين بعلاج كيميائى أو إشعاعي أو أدوية مثبطة لجهاز المناعة، أثناء فترة العلاج، ولمدة ثلاثة شهور بعد إنهاء العلاج، وهناك موانع مؤقتة للقاحات الفيروسية الحية (الحصبة, الثلاثي الفيروسي, العنقز)، وأخيراً الطفل الذي تم نقل دم له أو تم إعطاؤه محلولاً يحتوي على أجسام مضادة خلال الشهور الثلاثة السابقة للقاح".
وعن الحالات التي يمتنع فيها إعطاء الأطفال اللقاحات اعتبرت الدكتورة عائشة الشمري "أنه لا يتم تطعيم الطفل بلقاح معين إذا كان هنالك رد فعل عنيف (حساسية مفرطة) للجرعة السابقة من اللقاح نفسه، ولا ينبغي تطعيمه إذا كانت لديه حساسية شديدة من أي عنصر من العناصر المستخدمة في صناعة اللقاح، وإذا كان الطفل يعاني من نقص المناعة لا ينبغي أن يعطى اللقاحات المصنوعة من الميكروبات الحية المضعفة مثل (شلل الأطفال الفموي، الثلاثي الفيروسي، الحصبة، العنقز، والدرن)، كذلك لا يعطى لقاح شلل الأطفال الفموي للأشخاص المخالطين لأشخاص لديهم نقص مناعة.
وبخصوص الآثار الجانبية (الضارة) للقاحات أكدت مديرة برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة الدكتورة عائشة الشمري: "كما هو الحال في أي دواء، هنالك بعض الآثار الجانبية البسيطة كالتفاعلات الموضعية، مثل الألم أو حدوث احمرار وتورم في موضع الحقن، الحمى، الانزعاج والتوتر والبكاء لبعض الوقت، فهذه يجب معالجتها باستخدام الأدوية الخافضة للحرارة ومسكنات الألم والكمادات الموضعية، أما الآثار الجانبية الخطيرة فمن النادر جداً أن تحدث".
من جانب آخر وضمن البرنامج التوعوي (صحتي.. مدرستي) الذي أطلقته وزارة الصحة الأسبوع الماضي يواصل مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية استضافة مجموعة من الاستشاريين والاختصاصيين عبر الهاتف المجاني للمركز 8002494444 ومن خلال حساب الوزارة على موقع تويتر @saudimoh للحديث عن تهيئة الطلاب نفسياً وجسدياً عند استقبالهم لعام دراسي جديد، وتزويدهم وأولياء أمورهم بنصائح وإرشادات صحية تعينهم على التخلص من كل المشاعر السلبية والمشاكل النفسية التي يمكن أن تعترضهم مع بداية المدارس، حيث يستضيف البرنامج يوم غد الثلاثاء 4-11-1434ه الاستشاري المشارك بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة الملك سعود د. خالد بن ناهس الرقاص من الساعة 10 -12 ظهراً للحديث عن طرق الاستذكار الصحيحة، كما سيتم بعد ذلك استضافة الصيدلانية إيمان إبراهيم الدباسي للحديث عن أهمية المكملات الغذائية للطلاب، وذلك من الساعة 1-3 عصراً.