كشفت وزارة الصحة عن برنامجها لشراء خدمة الغسيل من القطاع الخاص، وذلك ضمن مشروعها الوطني للغسيل الكلوي في المملكة كأحد الحلول المتميزة، وذلك من خلال الاستعانة بالخبرة الأجنبية لتقديم أفضل طرق للعلاج الفعال، ووفقاً للمعايير والجودة الفائقة. وأوضح الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات ورئيس اللجنة الإشراقية على البرنامج الوطني لرعاية مرضى الفشل الكلوي المزمن في المملكة الدكتور عقيل الغامدي، أن تأمين خدمات الغسيل الكلوي بنوعيه الدموي والبريتوني للمرضى الكبار والصغار الذين يتلقون الرعاية الصحية من وزارة الصحة سيتم بطريقه حديثه وذلك من خلال الشركة (المقدمة للخدمة)، والتي ستقوم بتأمين جميع الأجهزة والأدوات اللازمة من تأثيث وتجهيز أو إنشاء لمراكز العلاج الموزعة على المناطق والمراحل المطلوبة وتزويدها بالمعدات والأجهزة والمستهلكات، وكذلك الطاقم الطبي المتكامل لإتمام العمل بشكل متميز وبتكلفة تبلغ 1.9 مليار ريال سنوياً تقريباً.
وأضاف أن وزارة الصحة شكلت لجنة مركزية تنبثق منها لجان فرعية بالمناطق والمحافظات لمراقبة المشروع ومتابعته مركزياً وطرفياً للتأكد من تطبيق معايير الجودة المدرجة بكراسة الشروط، بالإضافة إلى المراقبة الإلكترونية على المراكز الجديدة مقدمة الخدمة من قبل اللجان المشرفة على المشروع.
وأفاد د. عقيل بأن الوزارة وضعت كراسة للشروط والمواصفات وشكلت لجنة فنية من الإدارات المختصة بالوزارة، حيث تم وضع مواصفات فنية للمراكز الجديدة التي تنشئها الشركات مقدمة الخدمة على مستوى عالٍ من الجودة على أرقى المعايير الإنشائية لمراكز الغسيل الكلوي، وكذلك أعلى التقنيات في الأجهزة، مع استخدام المستهلكات من المنتج الأصلي، كما تم وضع معايير علاجية على مستوى المراكز في أوروبا وأمريكا وكل ذلك لتقديم خدمة متميزة للمواطن السعودي، وتم دعوة الشركات الأم المتميزة على مستوى العالم لدخول المنافسة بشأن المشروع المشار إليه، وجارٍ الترسية النهائية في الأيام القليلة المقبلة.
وأبان أن الهدف من الاستعانة بالخبرة الأجنبية هو استيعاب الأعداد الجديدة من المرضى وتوفير سرعة ونوعية الفرص العلاجية وتوزيع المراكز بمختلف أنحاء المدينة الواحدة، خاصة المدن الكبرى كجدة والرياض، لسهولة وصول المرضى ورفع مستوى أداء الخدمات العلاجية بتطبيق أحدث المعايير العالمية في تقنيات الغسيل الكلوي وتوفير الكوادر الطبية والمتخصصة لجميع المراكز، وتقديم كل الخدمات العلاجية والتشخيصية من خلال هذه المراكز (تحاليل - وصلات وعائية - غسيل - دواء) ونقل خبرة هذه الشركات الطبية إلى المملكة.
وقال: "إن الوزارة ستبدأ في تنفيذ المشروع على ثلاثة مراحل رئيسية، بحيث لا يتم الانتقال إلى المراحل التالية إلا بعد استيفاء جميع مؤشرات النجاح، علماً أن المؤشرات تشمل: التقييم السريري والتقييم المخبري ورضاء المرضى والاعتلالات والوفيات"، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى ومدتها 24 شهراً، ويتم فيها التركيز على المدن الكبرى الرئيسية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي يوجد بها مراكز رئيسية للغسيل الكلوي.
وزاد في القول: "إن المرحلة الأولى سيتم تقديم الخدمة بها على ثلاثة مراحل فرعية، تخدم 30 في المائة بالمرحلة الفرعية الأولى والثانية (لكل منهما)، 40 في المائة بالمرحلة الفرعية الثالثة، ويتم تقييم دوري بنهاية كل مرحلة عن مؤشرات الأداء، ثم يتم إعداد تقييم شامل بعد المرحلة الأولى (24 شهراً)، وبعد التأكد من نجاح البرنامج وسير العملية العلاجية بشكل مميز وجيد يتم الانتقال إلى المراحل التالية".
وأوضح أن المرحلة الثانية ومدتها 12 شهراً ستبدأ بعد 24 شهراً من بداية المرحلة الأولى، ويتم تقديم الخدمة فيها للمدن الصغرى وتكملة ما تبقى من المدن الرئيسية، وفي المرحلة الثالثة، ومدتها 6 أشهر، سيتم تقديم الخدمة لبقية المدن والمراكز بالمملكة.
ولفت الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات ورئيس اللجنة الإشرافية على البرنامج الوطني لرعاية مرضى الفشل الكلوي المزمن، إلى أن ما يميز الاستعانة بالخبرة الأجنبية هو وضع وتطبيق سياسات وآليات للعمل عالية المستوى وتدريب الكوادر الوطنية ومتابعة التطبيق للتطورات التكنولوجية في الأجهزة واللوازم الطبية وتحسين نوعية وجودة الأداء وتوفير كوادر طبية وتمريضية وخدمات مساندة مؤهلة ذات خبرة في التخصص، ورفع مستوى الكفاءة الاقتصادية للمنشآت وزيادة القدرة التنافسية وزيادة معدل النمو الاقتصادي بمشاركة واستثمار القطاع الخاص وجذب رؤوس الأموال.