أفاد دبلوماسيون في مقر الأممالمتحدة أن فرنسا وبريطانيا وأستراليا طالبت معاً بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن حول الوضع في مصر. وأضاف المصدر نفسه أن هذا الاجتماع قد يعقد بعد ظهر اليوم الخميس (بتوقيت نيويورك) بشكل مغلق للتشاور.
وقالت الولاياتالمتحدة اليوم: إنها ستراجع المساعدات لمصر "بكل الأشكال"، بعدما ألغى الرئيس باراك أوباما مناورات عسكرية مشتركة كان من المقرر إجراؤها مع مصر الشهر القادم؛ رداً على قمع دموي من قوات الأمن المصرية لمحتجين مؤيدين للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي للصحفيين: "سنواصل تقييم ومراجعة مساعدتنا بكل الأشكال".
وأدانت جين ساكي "الهجمات المستهجنة" على مدى الأيام القليلة الماضية على الكنائس القبطية والهجمات على المباني العامة في مصر. وقالت: "هذه الهجمات تفاقم الأجواء الهشة بالفعل".
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هاتفياً، مع نظيره المصري نبيل فهمي تطورات الوضع في مصر.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان على موقعها الإلكتروني أوردته وسائل إعلام: إن الوزيرين ناقشا خلال المكالمة الهاتفية التطورات الأخيرة في مصر في ضوء احتدام الوضع السياسي الداخلي.
وقالت الوزارة، في معرض تعليقها على الأحداث التي شهدتها مصر أمس الأربعاء: "في هذه الفترة الصعبة التي تعيشها مصر، نجدد دعوتنا لجميع القوى السياسية بهذا البلد الصديق إلى ضبط النفس واعتماد المصالح الوطنية العليا؛ من أجل منع المزيد من التصعيد والضحايا".
وقال حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي في مصر: إنه على الرئيس الأمريكي أن يدرك أن مصر الثورة لن تجدي معها لغة التهديد والوعيد، وعلى العالم أن يعي أن بلدنا ماض في طريق الاستقلال عن التبعية.
جاء ذلك على حسابه الخاص على موقع "تويتر" تعليقاً على بيان "أوباما" بشأن تطور الأحداث بمصر.
وكان "أوباما" قال: إن بلاده "لا يمكن أن تقرر مستقبل مصر"، وأن واشنطن "لا تنحاز لأي من الأطراف في الأزمة"، لكنه أعلن عن إلغاء مناورات النجم الساطع مع مصر التي كان مقرراً إجراؤها الشهر المقبل، على خلفية اندلاع أعمال عنف في البلاد.
وقال "أوباما": "يستحق الشعب المصري أفضل مما شهدناه في الأيام الأخيرة. يجب أن تتوقف دائرة العنف"، خلال رسالة صوتية تم بثها من جزيرة "مارتا فينيارد" بولاية ماساشوستس حيث يمضي عطلته الصيفية.
وأوضح: "أبلغنا الحكومة المصرية صباح اليوم بإلغاء مناوراتنا العسكرية مع مصر، والتي كان مقرراً أن تجري الشهر المقبل".
وأدان الرئيس الأمريكي "بقوة الخطوات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية وقوات الأمن" فيما يتعلق بقمع الاحتجاجات، مذكراً بأن التعاون مع مصر يصب "في صالح الأمن القومي" للولايات المتحدة.
واستدرك: "ولكن التعاون التقليدي لا يمكن الاستمرار فيه كما هو معتاد، حينما يتعرض المدنيون للقتل في الشوارع ويتم انتهاك الحقوق".
وتابع: "في هذا السياق، طلبت من فريقي للأمن القومي أن يُقَيِّم تصرفات الحكومة المؤقتة والخطوات المستقبلية التي يمكننا اتخاذها حال كانت هناك ضرورة فيما يتعلق بالعلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر".