يُطلق "منتدى الغد" الذي ترعاه سبق إلكترونياً حزمة من البرامج والفعاليات التي تهدف للارتقاء بمستوى الوعي لدى الشباب، وبناء شراكات استراتيجية مع جميع القطاعات ذات العلاقة، وذلك في الخامس من مايو الجاري. وناقش "منتدى الغد" في دوراته السابقة العديد من القضايا المتعلِّقة بالشباب أبرزها تعزيز ثقافة الحوار بين فئة الشباب، بوصفها الشريحة الأكبر في المملكة، وتضمن ورش عمل بينية تكرِّس مفهوم الحوار، وتزرع في نفوس الشباب مفهوم التعبير عن الرأي واحترام وجهات النظر المغايرة.
وأثنت رئيسة منتدى الغد، الأميرة نوف بن فيصل بن تركي آل سعود، على الإنجازات التي حقَّقها المنتدى خلال دورتيه السابقتين، الأمر الذي عزَّز ثقافة الحوار بين الشباب؛ بوصفه أحد مرتكزات التنمية في المملكة، مشددة على ضرورة رفع الوعي، وتعريز مبدأ الحوار الذي دعا له الدين الحنيف، خصوصاً بين فئة الشباب الذين هم الشريحة الأكبر في المملكة، مبينةً أن الشعار الذي تبنَّاه المنتدى "معاً نبني الإنجاز" يترجم للإيجابيَّة لمنتدى الغد في دورته الثَّالثة للعام 2013م.
وقالت الأميرة "نوف": إن الشباب أهم كنوز الوطن، مطالبةً بالمزيد من الدَّعم الإعلاميّ للشَّباب ومنتداهم، خاصَّةً وأنَّهم من سيضع الوطن في مصاف الدُّول المتقدِّمة.
وقدَّم منتدى الغد جملة من القضايا داخل إطار الحوار، وأقام ورش عمل، وقدَّم توصيات للمساهمة في الارتقاء بمستوى الحوار بين الشباب، داعياً الجهات الحكومية والخاصة للعمل على تكريس الجهود بهدف الارتقاء بالحوار الذي تبنَّاه داخلياً وخارجياً خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مبرزاً دور مؤسسات المجتمع المدني وشرائح المجتمع بأطيافه؛ من أجل التوعية بالحوار السليم البنَّاء باختلاف قنواته، والمساهمة في تحقيق كل ما من شأنه الارتقاء بهذا البلد وشبابه.
وأخذ المنتدى على عاتقه دعم القيم الخلقية للحوار والتوعية، والفرق بين الحوار والجدل، وتعزيز استخدام الحوار البناء وتصحيح المفاهيم الخاطئة في الحوار بأشكاله المختلفة، إضافة إلى التوعية بالحوار الإعلامي والأسري السليم وزرع الثقة في حوار الشباب وتشجيع ثقافة حسن الاستماع وتقبُّل الاختلاف، مؤكداً على ضرورة التوعية بالاستخدام الأمثل للحوار على شبكات التواصل الاجتماعي بما يحافظ على رقي مستوى الحوار ويحافظ على خصوصية وأمن مستخدميها، وضرورة اهتمام متخذي القرار بشبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة ديناميكية لقياس ردود الأفعال وتحليل البيانات فيها، مركزاً على مسألة الحوار بوصفها أسلوباً للمجتمعات المتمدِّنة، وارتباطها الأخلاقي والثقافي والفكري بالمجتمع.
ووضع منتدى الغد رؤية استراتيجية في تعزيز مفهوم الحوار بين الشباب، وتنمية الحراك الثقافي والفكري وفقاً لمنهجية ورؤية واضحة تراعي الثوابت الإسلامية، وتكرِّس للثقة المتبادلة بين الشباب، ونبذ الخلافات والاختلافات، والارتقاء بمستوى الحوار عن المستويات غير اللائقة التي لا تتماشى مع ثقافة المجتمع، وتحمل مفاهيم قد تسيء للنشء والشباب، وتغرس فيهم عادات وتقاليد دخيلة.
وجدَّد المنتدى التأكيد عطفاً على مسؤوليته الاجتماعية أن الحوار الأسري البنَّاء له أهداف تحرص على إيصال التصوُّرات والمحتويات المختلفة والتفاهم حولها، ويعزِّز ثقافة النصح بعيداً عن الأهواء والأنانية التي تؤدي إلى "حوار الطرشان"، داعياً لانتهاج الحوار الجيد نوعياً والنصح للسلوك لا للشخصية، وزيادة مساحات التعارف، ومبرزاً دور التناصح في الأسرة ما يعين قيام ونمو المتناصحين ومعرفة الذات وفهم المشاعر والمقاصد، وتيسير مشاريع الأسرة كالتربية وإدارة الحياة الأسرية.
وأرسل المنتدى عدة رؤى توعوية وحوارية منها أن الحوار المتزن له عدة صور أهمها احترام الآخر والاهتمام بنجاح الحوار بعيداً عن الجدل، موضحاً أن ثقافة الحوار الانفعالي يمارسها البعض لإرسال رسالة خاصة ولتحقيق أهداف معينة.
ويُعدُّ منتدى الغد من أهم المبادرات الوطنية التي تسلِّط الضوء على أهم القضايا والتحديات التي تواجه الشباب السعودي، وتحصين هوية الشباب الإسلامية وتعزيز انتمائهم لوطنهم.
ويهدف المنتدى لتفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية ومؤسسات المجتمع ودعم برامجها في تنمية الشباب، والارتقاء بمستوى الوعي لدى الشباب، وبناء شراكات استراتيجية مع جميع القطاعات ذات العلاقة بالشباب، إلى جانب تشجيع وإبراز المبدعين والمبرزين من الشباب، ليكونوا قدوة صالحة لغيرهم.