مع قرب اختبارات الفصل الدراسي الأول يستغل عدد من المدرسين الخصوصيين، حاجة الطلاب، خاصة من هم في الثانوية العامة، إلى المراجعة النهائية، ليفرضوا أسعاراً خيالية تفوق إمكانات الكثيرين ممن لا يجدون في مدارسهم ما يحقق طموحهم، سواء كان مجرد النجاح أو التفوق. والسؤال هو: هل صارت مدارسنا عاجزة عن تلبية حاجة طلابها، أم أن الطلاب كسولين لدرجة أنهم لا يتذكرون واجبهم إلا قبل الامتحان؟ ثم: كيف يمكن السيطرة على حالة الاستغلال التي يمارسها بعض المدرسين وتدفع ضريبتها الأسر السعودية؟. "سبق" عرضت القضية على الأميرة الدكتورة البندري بنت عبدالله آل سعود مساعد مدير عام التربية والتعليم للشؤون التعليمية بمنطقة الرياض، فقالت: "الأصل أن هناك دروس تقوية في المدارس للبنين والبنات، والطالب المتابع منذ بداية العام والحريص على الحضور إلى المعلم لن يحتاج إلى دروس التقوية". وأضافت في اتصال هاتفي: "يوجد في نهاية الفصل الدراسي مراجعة لجميع المواد والطالب الحريص سوف يسعى لكي يحضر ما فاته وسوف يسأل عما يجهله والمعلمون لن يقصروا". وختمت الأميرة البندري قائلة: "لو حرص الطالب على الحضور وانتبه أثناء العام الدراسي فلن يحتاج- بإذن الله- إلى مدرس خصوصي". وأضافت: غير أن كثيراً من الطلاب أصر على أن رغبتهم في استغلال الوقت والحاجة إلى المراجعة المكثفة كانتا من بين الدوافع وراء ارتفاع الأسعار بأكثر من 50 في المائة. وذكر الطالب فهد الفريع الذي يدرس في السنة الأخيرة من الثانوية العامة، أنه لم يتمكن من فهم مادة الرياضيات والفيزياء نظراً إلى صعوبة المادتين بالنسبة إليه، وهو ما أجبره على الاستعانة بأحد المدرسين الخصوصيين. وقال إنه "يبحث عن مدرس ليبدأ معه الدرس لكي يتمكن من النجاح في هاتين المادتين". أما والد الطالب يحيى أحمد، فأشار إلى أن ابنه من المتفوقين ولكنه يخاف عليه صعوبة المواد. وقال إنه يبحث عن معلم أسعاره معقولة، مناشداً وزارة التربية والتعليم التدخل بفرض رسوم ثابتة، أو اعتماد مجموعات تقوية بأسعار رمزية ليتمكن الطالب من الاستفادة والنجاح بأقل الأسعار. وذكر ولي أمر الطالب يحيى أحمد أن ترك الوزارة الأمور في يد أولئك المدرسين يجعلهم يفرضون أسعاراً خيالية من شأنها أن تثقل كاهل الأسرة. وبالمثل أوضحت الطالبة سوسن محمد (الثانوية العامة) أنها تتمنى فهم كل كلمة في الكتاب لكي تنجح بتفوق، لكن ضيق الوقت يجبرها على الاستعانة بمدرسة حتى تعلم كيف تجيب على الأسئلة. وقالت الطالبة سارة الدوسري (الصف الثاني ثانوي علمي) إن "صعوبة المواد العلمية تجعلني أذهب إلى المعلمة الخصوصية لكي أستطيع الفهم، ولكن الأسعار في زيادة، فالكتاب يصل من 2000- 2500 ريال عدا الحصص، فالحصة الواحدة تكلف 150 ريالاً". وأكدت المعلمة أم دنيا ل"سبق" أن أسعارها ثابتة طوال العام، فالحصة الواحدة ب 70ريالاً، والكتاب ب1500ريال مهما كانت المدة. أما عن الملخصات فهي تأخذ 20 حصة أي1400 ريال؛ لأنها تشرح الكتاب من خلالها في عدد محدود من الصفحات.