يضع عدد من المعلمين الخصوصيين قبل بدء الاختبارات استكرات وإعلانات على أبواب البقالات وقرب المدارس وعلى أعمدة الانارة ومصاعد العمائر بها ارقام الجوالات والمواد التي تدرس وأصبح هؤلاء يجنون من خلال هذه المهنة ارباحاً كبيرة حيث ان الكثير من هؤلاء لا يحملون أي شهادات علمية أو مؤهلات تربوية عالية.. وتتراوح الحصة الواحدة من 250 500 ريال للمادة الواحدة بالاضافة الى شراء الملخصات كذلك التي يجنون من خلالها ارباحاً خيالية. يقول الطالب ياسر عبدالله كنت ادرس في المرحلة الثانوية قسم العلوم الطبيعية وأحضر لي أحد أصدقاء أخي معلماً من احدى الجنسيات الافريقية واتفقت معه على مبلغ معين من المال مقابل تعليمي بعض المعادلات في مادة الكيمياء والغريبة في الأمر ان الطالب كان متفوقاً فبدلاً من ان يشرح المعلم له كان العكس وفي اليوم التالي أخبر أخيه بالموضوع فتم الاستغناء عن المعلم الخصوصي وعن دروسه الخصوصية. أما الطالب احمد فيصل من المرحلة المتوسطة فقد أحضر له والده ايضاً معلماً خصوصياً بعد أن اتفق معه على مبلغ (1500) ريال مقابل تدريسه بعض المواد الدراسية في فترة الاختبارات فقط وقد كان يحضر المعلم الخصوصي فترة الظهيرة الى المنزل ويقوم بتصفح الكتاب بشكل سريع ثم يحل له مسألة أو مسألتين في عجالة ويخبر ابني بوجود موعد آخر مع طالب آخر من المرحلة الثانوية وانه مستعجل بانهاء الحصة نظراً لبعد المسافة ويخرج مهرولاً وهكذا يومياً ولم يقم يوماً باكمال الساعة كاملة. مضيعة الوقت واعتبرت الطالبة سارة الغامدي في المرحلة الثانوية بأن المعلمة الخصوصية مضيعة للوقت فالوقت الذي تقضيه مع المعلمة الخصوصية ستقضيه بنفسها في مراجعة الدروس السابقة.. حيث انها قد تشتتت افكارها وتركيزها لانها قد تختلف في طريقة شرح الدروس عن طريقة معلمتها في المدرسة.. اما الطالبة اسماء المبارك في المرحلة الثانوية فتقول : أعتبر المدرسة الخصوصية افهم وأقدر من معلمة الصف وترى المبارك ان معلمة الصف لا تحسن الشرح ومعظم الطالبات في الصف لا يفهمن منها وعندما نطلب منها ان تعيد الدرس تعتذر منا بوقت الحصة الضيق الذي لا يكفي. واعتاد صالح الزهراني على احضار المدرسين الخصوصيين لابنائه قبل موعد الاختبارات باسبوع وحتى ليلة الاختبار حيث لا يستطيع ان يترك سبيلاً يضمن به تفوق ابنائه حيث أن ابناءه متفوقون ولكن يريدهم أن يكونوا ضمن الخمسة الأوائل علىالمدرسة وذلك لا يمكن تحقيقه إلا بوجود مدرس متمكن الى جانبهم ليلة الاختبار ليطمئن على سير مذاكراتهم مبيناً بأنه يدفع للمدرس الخصوصي عادة (1500) ريال لمدة اسبوع شامل ليلة الاختبار وهو مبلغ مناسب جداً مقارنة بمن يأخذ نفس المبلغ أو أكثر في يوم واحد أو حتى في ساعة واحدة. وأرجع عطية الزهراني وكيل مدرسة، الحاجة للمدرس الخصوصي الى طبيعة الطالب في تعامله مع دروسه منذ البداية حيث أن لجوء الطالب للمدرس الخصوصي في آخر لحظة يدل على الاهمال الشديد حيث ان المعلم الرسمي يتعامل مع المنهج ويعرف نقاط السهولة والصعوبة فيه كما انه محيط ببيئة الطلاب ولأن نجاح ابنائنا الطلاب من نجاحه فهو يطمح في نجاحهم ليس لزيادة دخله مثل مدرسين الخصوصي.