أطلق الأمير بندر بن سعود آل سعود رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية أمس (11) طائر حبارى في محمية سجا الواقعة غرب محافظة عفيف، وذلك ضمن مشروع يتضمن إطلاق (36) طائر حبارى، بعد اكتمال تربيتها في مركز أبحاث الحياة الفطرية بمحافظة الطائف، ومن المقرر أن يتبع هذه الدفعة التي تعتبر الأولى دفعة ثانية تتضمن (25) طائر حبارى، يتم إطلاقها الأسبوع المقبل. وقال الأمير بندر بن سعود ل"سبق": "كما تعلمون أن سياج محمية سجا وأم الرمث يبلغ طوله 20 كلم في عرض 20 كلم، وقد وضع لإطلاق الحبارى، وأطلق فيه خلال السنوات الأخيرة عدة مئات، فُقد جزء منها بسبب ضعف جهاز المتابعة الذي وضع عليها؛ لأنه ليس بعيد المدى، ومنها الذي نرجح أن الكلاب والثعالب والقطط البرية قد أكلته، ومنها ما خرج خارج سياج المحمية وقتل بعدها".
وأضاف: "هناك بعض الحبارى استوطنت في هذا السياج، إلا أن الغالبية منها فقدت"، مشيراً إلى أن الهيئة مستمرة في دراساتها في المستقبل، وفي كل عام سيتم إطلاق المزيد من هذه الطيور؛ سعياً في إعادة توطينها في بالسعودية، وللاستفادة منها بالتجارب التي تجريها الهيئة عليها؛ لكي تفيدنا في المستقبل لهذا الغرض.
وأردف رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية قائلاً: "الضبان تحتاج إلى ما تحتاج له الحياة الفطرية الأخرى، والضبان في المحميات التابعة للهيئة متواجدة وبكثرة، ولا يتم التعدي عليها كثيراً، مبيناً أن التعديات إن حصلت تكون في المحميات غير المسيجة، مؤكداً أن وضع حيوان الضب في المحميات جيد، والخطر يقع على الضبان خارج المحميات وهو الذي ينتهك بكثرة".
ووصف الأمير بندر بن سعود تجاهل بعض الأنظمة والصيد في غير المواسم المحددة والصيد الجائر للضبان، والذي يكون عند البعض بالآلاف بالتعدي السافر على الحياة الفطرية.
وبيَّن أن دولتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني، تسعى إلى أن تكون جميع أوجه التنمية أوجهاً حضارية متزنة في جميع الأنشطة، بما فيها حماية الحياة الفطرية، وقد سنَّت الحكومة أنظمة أوكلت تطبيقها للجهات المعنية لما يعود على هذا البلد بالمصلحة والأمن الشامل للوطن، والذي جزء منه الأمن البيئي، والجميع لابد أن يحترم هذه الأنظمة ويتكاتفوا لتطبيقها، سواء على مستوى الأجهزة الحكومية أو المواطنين، مضيفاً أن الدولة حددت مواسم للصيد، منها أوقات يمنع فيها الصيد؛ لسبب تكاثر الحيوانات فيها، وذلك المنع يأتي من أجل حماية البيئة والحياة الفطرية، وذلك مبني على دراسات وأنظمة، ولكن ينقصها احترام بعض المواطنين، وتطبقها الجهات المعنية.
وعبَّر الأمير بندر بن سعود عن حزنه عندما يشاهد البراري خالية من الأعشاب والأشجار والحيوانات والطيور، وذلك حتماً كان بفعل المخالفات للأنظمة التي لو تفهمها ذلك المخالف لكان حال تلك المناطق مختلفاً للأفضل عن حالها اليوم.
وأهاب بجميع من في هذه البلاد أن يحترموا حق الله عليهم ثم حق بلدهم، في الحفاظ على البيئة التي تعتبر ملكاً عاماً للجميع، معتبراً من يعتدي عليها إنما تعدى على حق غيره ممن يعيش على أرض هذه البلاد.
وكان الأمير بندر بن سعود شرَّف أمس حفل الغداء الذي أقامه الشيخ خالد بن شليويح العطاوي- أحد مشايخ قبيلة عتيبة ورئيس مركز عبلاء- في مركز عبلاء التابع لمحافظة عفيف، وذلك بحضور عدد من مسؤولي الإدارات الحكومية وشيوخ القبائل في عدد من المحافظات والمراكز المجاورة.
وتوجه رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية لمحمية سجا، وتجول خلالها في أرجاء المحمية، ويرافقه رئيس مركز أبحاث الحياة الفطرية في محافظة الطائف الدكتور أحمد البوق، وعدد من مسؤولي المحمية، ومحرر صحيفة "سبق" الزميل فهد الروقي، حيث تتبع خلالها الأمير بندر بن سعود عدداً من طيور الحبارى داخل المحمية، وناقش الأطباء الباحثين في المحمية عن حالها، واطلع على سير العمل في المحمية.