قال ابن شيخ قبيلة ودلّال أراضي (80 عاماً) من سكان محافظة صبيا إن وكيلاً مزعوماً "صاحب سوابق" استدرج والده في "تمثيلية"؛ من أجل الحصول على شيك بخمسة ملايين ريال، بمساعدة موظف في بنك بأبي عريش، ولما خاب ظنه في سحب المبلغ؛ لعدم وجود رصيد، ادعى أن الشيك محرر نظير عمولة لأراضي باعاها سوياً. ولم يتسنَّ ل"سبق" الحصول على تعليق من موظف البنك المتهم. غير أن ابن الدلّال أكد أن لديه إثباتات على المحتال، ولديه موظف في بنك الأهلي شاهد على "الوكيل المزيف" في عملية النصب على والده.
وأوضح أحمد يحيى موسى جعفري ل"سبق" أنه قبل 20 يوماً جاء إلى والده الشيخ يحيى بن موسى شخص "تحتفظ سبق باسمه" من أهالي قرية العشة يسكن في مدينة الرياض يدَّعي أنه وكيل لتاجر أراضي.
وأضاف: "استضافه والدي في مزرعته لأكثر من 15 يوماً، وزعم أنه وكيل لتاجر من منطقة الرياض، ويرغب في شراء أراضي قرب المدينة الصناعية بجازان". وتابع: "اتصل على والدي التاجر، وأخبره بأن هذا الشخص وكيلٌ عنه، ويرغب في شراء أراضي بمنطقة جازان". وقال "أحمد": "سعى والدي في البحث عن أراضٍ، ووجد له قطعتي أرض في موقع ممتاز، إحداهما لتاجر معروف بجازان".
وأضاف: "تقابل الوكيل النصاب مع المذكورين، واطلع على الأرض ومسحها، وأخذ منهم بعض الوثائق المتعلقة بالأرض، واتفق مع التاجر المعروف على السعر المعاد، وهو 16 ألف ريال، ومع الشخص الثاني على عشرة آلاف ريال للمعاد". وتابع: "بلغ سعر قطعتي الأرض قرابة 13 مليون ريال".
وقال "أحمد": "أبلغ المذكور الذي ينوي شراء الأرض والدي عن طريق الجوال أنه سوف يحوِّل له مبلغ 20 مليون ريال على حسابه في مصرف (تحتفظ "سبق" باسمه)؛ ليقوم وكيله بإجراء المبايعات مع أصحاب الأرض، ويتولى والدي تحرير الشيكات لأصحاب الأرض من المبلغ الذي سوف يحوِّله".
وأضاف: "أقنع الوكيل (النصاب) والدي على الذهاب معه إلى مصرف بأبي عريش (تحتفظ "سبق" باسمه)؛ للتأكد من تحويل المبلغ".
وتابع: "ذهبا إلى محافظة أبي عريش يوم السبت الموافق 28/3/1434ه في سيارة الوكيل، وعند استفسار الوالد عند وصوله من الموظف المختص في المصرف، تبين له أنه لم يودع في حسابه أي مبلغ؛ فطلب من الوكيل (المنتحل) العودة إلى صبيا؛ لوجود التزامات لديه".
واستدرك: "إلا أنه تلقى اتصالاً من التاجر بأنه في البنك، ولكن يوجد زحمة، وطلب من والدي الانتظار ربع ساعة، وسيكون المبلغ في حسابه". وقال "أحمد": "بعد مرور الوقت المذكور أراد والدي الذهاب لموظف البنك في الدور العلوي، فطلب الوكيل من والدي البقاء في الاستراحة بالدور الأرضي، وهو سيخدمه، وأخذ بطاقته وذهب للموظف المختص". وأضاف: "بعد برهة من الزمن عاد ومعه موظف من المصرف، وأبلغه موظف المصرف أن المبلغ نزل في حسابه، ثم تلقى الوالد اتصالاً هاتفياً من التاجر، يطلب منه أن يحرر شيك بمبلغ خمسة ملايين ريال لوكيله، قيمة أرضٍ اشتراها له في مركز الشقيق".
وقال "أحمد": "وبحسن نية وثقته في "الوكيل"- تحتفظ سبق باسمه- وموظف المصرف حرر الشيك وسلمه له". وأضاف: "طلب الوكيل من والدي الانتظار قليلاً، ثم ذهب من عنده. وبعد فترة عاد إليه، وطلب منه مرافقته إلى شرطة أبي عريش؛ لوجود غرض لديه هناك". وقال "أحمد": "عندما وصلا إلى مبنى الشرطة خاطب الوكيل والدي بقوله: (لماذا تعطيني شيكاً بدون رصيد)". وأضاف: "اشتبك معه والدي بالأيدي؛ لاسترجاع الشيك منه أمام منسوبي شرطة أبي عريش، الذين فصلوا بينهما وأخذوهما إلى مدير الشرطة ليفاجأ والدي، بأن مدير الشرطة بأبي عريش يخبره بأن الشيك لديهم، وعليه اعتراض من البنك، ثم حولوهما إلى شرطة مدينة جازان".
وتابع: "ومنها تم إحالتهما إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، التي أمرت بتوقيف والدي وإخلاء سبيل الوكيل، بالرغم أن والدي قد شرح لهم كل ملابسات الموضوع". وقال "أحمد": "تبين لنا أن الوكيل رجل صاحب سوابق، وله باع طويل في قضايا النصب والاحتيال، وقد استدرج والدي في التمثيلية التي رسمها، ونفذها بهدف أن يحصل على شيك من الوالد بمبلغ خمسة ملايين ريال؛ لاعتقاده بأن لدى والدي الرصيد الذي يغطي هذا المبلغ، وعندما خاب ظنه بعدم وجود الرصيد للشيك، ادعى على والدي بأنه حرَّر له ذلك الشيك كعمولة لأراضي باعاها سوياً، ولم يستلم حقه من والدي". وأضاف: "حاولنا مع المحقق في هيئة التحقيق والادعاء العام بأن يستقصي الحقائق حول مشروعية وأحقية مبلغ الشيك للمذكور، وسماع أقوال الأشخاص الذين ذكرهم والدي، إلا أنهم لم يقوموا بشيء من ذلك مدعين أن جريمة تحرير الشيك مكتملة الأركان، وليس من اختصاصهم أي شيء بعد ذلك".
وقال "أحمد": إن والده "وقع ضحية تخطيط وتدبير مجرم محترف في النصب والاحتيال، برفقة أشخاص آخرين". وأضاف أنه تقدم بشكوى لإمارة أبو عريش ضد شرطة أبو عريش، وتقدم بشكويين مثلها لأمير جازان ووزير الداخلية. من جهته أوضح المتحدث الرسمي بشرطة جازان المقدم عوض القحطاني ل"سبق" أن الشخص عمره 80 سنة، وتقدم عليه شخص ثاني إلى شرطة أبو عريش، بأنه أعطاه شيكاً بدون رصيد مقابل أراضي، وتم ضبطه وإحالته للتحقيق والادعاء العام، وأنه ما زال بالسجن منذ شهر. من جهته ناشد ابن المتهم بقضية الشيك بدون رصيد هيئة حقوق الإنسان وأمير جازان الإفراج عن والده بالكفالة الحضورية، حتى تنتهي القضية؛ لأنه يعاني من ضيق في التنفس، وكبير في السن؛ حيث إنه طريح الفراش في مستشفى صبياء العام حالياً.