يواجه عديدٌ من الشركات في السعودية تحدياً كبيراً في إدارة شبكاتها نظراً للأحجام الكبيرة للبيانات الجديدة التي تمر عبر الشبكة، إضافةً إلى أن أغلب الشبكات مزودة بمعدات وأجهزة قديمة وغير مجهّزة لمواجهة هذه التحديات. ويقول المدير الإقليمي لشركة بروكيد للاتصالات بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا سفيان دويك: "إن الجانب الإيجابي في هذا الأمر أن الشركات في السعودية لا تحتاج إلى إعادة بناء الشبكات من جديد، فكل ما تحتاج إليه هو تصويب وتصحيح المسار.
وأشار "دويك" إلى أن هناك أربعة مجالات للفرص ينبغي لمديري الشبكات التركيز عليها، منها ينبغي أن تبادر الشركات بالترقية إلى تقنية بروتوكول الإنترنت السادس IPv6 في ظل نضوب عناوين بروتوكول الإنترنت الرابع IPv4 مشيراً إلى أن أغلب الشركات تتجاهل ما يتمتع به بروتوكول الإنترنت السادس IPv6 من مزايا إضافية تتمثل في تحسين مستويات الحماية والأمن، والتوافق التشغيلي، وسهولة الإدارة، وإكساب البنية التحتية للشبكة المزيد من المرونة والسرعة.
وأضاف "دويك": سيؤدي صعود الشبكات المحدّدة بالبرمجيات SDN إلى تغيير الشبكة وتحويلها إلى ركيزة للابتكار، وستصبح أحد المكونات الرئيسة لعملية المحاكاة الافتراضية وفقًا لشركة جارتنر للأبحاث، فإن الدافع الأساسي لزيادة الإقبال على الشبكات المحدّدة بالبرمجيات بين الشركات هو إدارة تكاليف التشغيل، مؤكداً أن إحدى شركات الأبحاث الأخرى – شركة آي دي سي - ترى أن قيمة السوق العالمي للشبكات المحددة بالبرمجيات سترتفع لتصل إلى ملياري دولار أمريكي سنويًا في عام 2016 مقارنةً بقيمتها اليوم التي تبلغ 168 مليون دولار أمريكي.
وأكد "دويك" أنه وعلى مدار 15 عاماً لم تشهد شبكات معلومات الشركات أي ابتكارٍ أو إبداعٍ ورغم أن الشركات قللت تكاليف شبكات المعلومات وحسنت في الإدارة، إلا أن هناك الكثير مما يمكن إنجازه نظراً للحاجة المُلحة للقيام بذلك في عصر التقنية السحابية لافتاً إلى أن دراسة استقصائية أجرتها شركة إتش بي فيما يتعلق باعتماد الشبكات السحابية في السعودية كشفت أن هناك أكثر من 60 % من المشاركين يبحثون بالفعل عن بعض أشكال التقنية السحابية ومع ظهور الحوسبة السحابية، تستعد شبكات معلومات الشركات لتشهد ثورة، إذ تعزّز المحاكاة الافتراضية من الاندماج والتكامل وتحسن أداء الشبكة وكفاءتها بصورة مذهلة.
ولفت "دويك" إلى أن ترشيد تكاليف البيانات عبر الأجهزة ومشروعات تنفيذ شبكات معلومات الشركات مع انتشار الأجهزة المحمولة والاتجاه المتنامي لاستخدام الأجهزة الشخصية في مكان العمل المعروف باسم BYOD، يضم إلى الشبكة الآلاف من الأجهزة الجديدة ويتعرض مديرو الشبكة لضغوطٍ تتمثل في إدارة تكاليف البيانات المتنقلة مع حفظ أمن الشركة وإدارتها وترى شركة جارتنر للأبحاث أنه بحلول عام 2015، لن تتمكّن 80 % من عمليات تركيب شبكات المعلومات من استيعاب أعباء التشغيل وسوف تتطلب تعديلات رئيسة في التصميم، وهو رقم أقل من 20 % من التركيبات الحالية.
وختم "دويك" ناصحاً المؤسسات والشركات في السعودية بالتركيز على إجراء الاستثمار في هذه المجالات الأربعة، ويتعين على الشركات أن تتعاون مع المزودين والمنتجين الذين يفهمون الشبكات والتكنولوجيا المتغيرة، وقادرين على تحويل الشبكة لتصبح قادرةً على التعامل مع مطالب الشركة سواء في الحاضر أو في المستقبل.