تزايدت مخاوف وهواجس مدراء تقنية المعلومات في الآونة الأخيرة « مع اقتراب تغير جديد في توسيع مجال الشبكات والإنترنت في العالم بأسره وهو بداية تفعيل بروتوكول الإنترنت السادس «IPv6» وتتركز مخاوف مدراء تقنية المعلومات في كيفية التغير إلى «IPv6» والصعوبة الناتجة من هذا التغير هي إعادة هيكلة البنية التحتية للشبكة وإعادة جدولة جميع العناوين وقابلية الأجهزة المرتبطة بالشبكة وتوافقها مع خصائص «IPv6» الذي يعتبر تطويرا ل»IPv4» المستخدم حاليا في جميع الشبكات ومن ضمنها شبكة الإنترنت, إذ تم إصدار بعض العناوين ببروتوكول الإنترنت السادس بالفعل. مدراء تقنية المعلومات يشعرون بالخوف تجاه المتغيرات الجديدة (اليوم) ويعتبر بروتوكول الإنترنت السادس»IPv6»، نظام العنونة البديل الجديد للإنترنت وهو بمثابة الرمز البريدي للويب واللغة التي يعتمد عليها عالم الإنترنت في المستقبل, ويتمثل التحدي الذي يواجه أغلب الشركات المعتمدة على الإنترنت في وصول الزبائن الى نظمها وشبكاتها الذي سيكون بمثابة إعصار تجاه مديري الشبكة في كل مكان لأن بروتوكول الإنترنت الرابع لا يتوافق مع بروتوكول الإنترنت السادس أي أن المستخدمين ل «IPv6» لن يتمكنوا من الوصول إلى النظم والشبكات التي تستعمل «IPv6» وعلى سبيل المثال، قد تشهد المتاجر الإلكترونية على الإنترنت وصول المستهلكين لمواقعها على الويب، ولكنهم لا يستطيعون إجراء أو تنفيذ أي عملية شراء حقيقية مما يضر بنشاطها الأساسي وصورتها الذهنية وقدرتها على المنافسة, وفي الجانب الأخر تتركز فوائد بروتوكول الإنترنت السادس في توفير المليارات من العناوين و اختصار حجم جداول التيسير «routing table» وتقديم حماية وخصوصية أفضل من البروتوكول المستعمل حاليا. ولا يعتبر بروتوكول الإنترنت السادس أمرًا جديدًا على الإطلاق. ففي يوليو 2004 قامت هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (الآيكان) بتعديل خوادم «DNS» لدعم البروتوكول، ولكن لأن عناوين الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت «IPv4» ما زالت متاحة، لم يكترث أحد بالفعل أو يشعر بالقلق. ومع ذلك فإن قدرة بروتوكول الإنترنت الرابع وهو نظام العناوين الحالي المستخدم حتى الآن في توجيه حركة البيانات بين الأجهزة لضمان توصيلها إلى الخادم أو الكمبيوتر أو الهاتف الذكي على إنشاء عناوين بروتوكول الإنترنت الفريدة محدودة نحو 4.3 مليار عنوان. يعتبر بروتوكول الإنترنت السادس»IPv6»، نظام العنونة البديل الجديد للإنترنت وهو بمثابة الرمز البريدي للويب واللغة التي يعتمد عليها عالم الإنترنت في المستقبل ويتمثل التحدي الذي يواجه أغلب الشركات المعتمدة في وصول المستخدمين الى نظمها وشبكاتها. وأعلنت شركة آي دي سي عن بيع أكثر من 400 مليون هاتف ذكي خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2010 فقط، وأنها تتوقع زيادة بنسبة 43 و44 في عدد الهواتف المتصلة بالإنترنت في 2011، كما أعلنت شركة جار تنر عن بيع 1.6 مليار هاتف ذكي خلال عام 2010, لكل منها عنوان مستقل على بروتوكول «IPv4» وهذا يوضح حجم مشكلة نفاذ العناوين من هذا البروتوكول. وأجرت شركة نيلسين استطلاعًا عالميًا على الإنترنت لعام 2011 كشف بأن 43 بالمائة من مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط يخططون لاستخدام الهاتف النقال في تصفح الإنترنت بينما ينوي 29 بالمائة استخدام جهاز محمول للوسائط المتعدد ويعتزم 24 بالمائة الاتصال بالإنترنت عن طريق جهاز كومبيوتر منزلي أو ألعاب الفيديو. وتقول التوقعات أن الخطر الناجم من هذا التحول سيستغرق من 12 إلى 18 شهرا قبل نفاذ عناوين «IPv4» في المراكز الإقليمية لتسجيل الإنترنت, وفي ظل هذا التزايد في أعداد مستخدمي الإنترنت بمعدلات كبيرة إذ وصل عددهم الى 1.97 مليار مستخدم في 2010 أي بزيادة تقدر ب 14 بالمائة عن 2009. وقامت هيئة (الآيكان) بالفعل بإصدار بعض العناوين ببروتوكول الإنترنت السادس بالفعل، ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تصل عناوين بروتوكول الإنترنت السادس إلى نقطة تحول تؤثر على العمل بصورة خطيرة. ويستعد العديد من مزودي خدمة الإنترنت ومقاسم توصيل الإنترنت بالفعل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تقديم خدمة التحويل من الإصدار الرابع «IPv4» إلى السادس «IPv6» من بروتوكول الإنترنت لمستخدمي الإنترنت من أجل تسهيل عملية الترقية. وهذا يعني أن أغلب المستخدمين لن يشعروا بأي تأثير على تجربتهم في استخدام الإنترنت وإذا شعروا فسيكون تأثيرًا طفيفًا ومحدودًا. وستشعر العديد من الشركات، التي سهر كبار مديريها وأعضاء مجلس الإدارة الليالي الطويلة من أجل الاستعداد لأزمة بروتوكول الإنترنت السادس، بسعادة كبيرة عندما يكتشفون بأن بنيتهم التحتية الحالية متوافقة بالفعل مع بروتوكول الإنترنت السادس ومع ذلك فإن بروتوكول الإنترنت السادس هو شيء يجدر بالشركات (مثل المتاجر الإلكترونية والبنوك ومزودي الخدمات) الاستعداد له. وبادرت المملكة بتبني للإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت في شهر أغسطس من عام 2008 بإنشاء فريق عمل وطني يضم جميع الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص وهي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا ومزودي الخدمات وهي شركة الإتصالات السعودية وشركة موبايلي وشركة بيانات الأولى وشركة الإتصالات المتكاملة وشركة عذيب وشركة زين وشركة «Devoteam» الاستشارية, وتتركز أهدافها في ضمان الاستقرار واستمرارية الأعمال والنمو المستمر للإنترنت في المملكة ورفع مستوى الوعي ب «IPv6» وتسليط الضوء على ضرورة تبني هذا الإصدار.