تقدم مواطن بمحافظة جدة بشكوى ضد عددٍ من أفراد الهلال الأحمر اتهمهم فيها برفض نقل جدته المسنّة المصابة بالسرطان والتي كانت في وضع حرج, واحتجازها لمدة ساعتين داخل سيارة الإسعاف، مشترطين لإخراجها من الإسعاف لطوارئ مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز أن يعتذر ذووها للمسعف الذي نقلها، بزعم أن أشخاصاً منهم تلفظوا عليه. وقال المواطن أحمد المالكي ل"سبق" إن جدته كانت في وضع صعب وحرج, مبيّناً أن أفراد عائلته اتصلوا مساء أمس الاثنين بالهلال الأحمر لطلب إسعاف لنقل مريضتهم إلى طوارئ مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز عند الساعة السابعة مساء, وعندما حضر الإسعاف لنقلها تحجج المسعف بحجج حتى لا ينقلها، وتبيّن لاحقاً أن حضوره كان في نهاية مناوبته، وأنه كان يرغب بحضور مناوبه لنقل الحالة.
وكان المسعف يهم بالانسحاب متعللاً بإحضار إسعاف آخر غيره؛ مما دعا ذوي المريضة إلى التوسل إليه بمساعدتهم وتنفيذ واجبه الإنساني، خصوصاً مع حالتها الحرجة للغاية، لكنه رفض كل تلك توسلاتهم ومحاولاتهم، ولم يذعن لذوي المريضة والمجاورين وبعض المارة الذين تجمهروا حول سيارة الإسعاف، وبعد جدال ومشادات كلامية بينه وبعض المتجمهرين وافق على نقلها.
وأضاف المالكي: "حين وصل الإسعاف للمستشفى تفاجأنا بوجود الكثير من سيارات الإسعاف، ومن منسوبي الهلال الأحمر السعودي، ثم قام المسعف بحجز المريضة مع إحدى بناتها ومع ابن شقيقها داخل سيارة الإسعاف لأكثر من ساعتين، رافضاً فتح أبواب الإسعاف وتسليمها لطوارئ إلا بعد اعتذار ذويها من المسعف عن ادعائه بالتلفظ عليه من قِبل أشخاص لم يحددهم ولم نعرفهم، كانوا من المتجمهرين أمام المنزل، ولم نسمع بما ادعى به".
وتابع: "استمر هذا الوضع على الرغم من تدخل بعض مراجعي الطوارئ من المواطنين، وتوسل ذوي المريضة والأمن والطاقم الطبي في المستشفى وأفراد الدورية الأمنية الذين حضروا الواقعة, إلا أن المسعف وجميع أفراد الهلال الأحمر الموجودين كانوا مصرين على عدم إخراج المريضة, ومرت أكثر من ساعتين والمريضة محتجزة داخل الإسعاف تتألم وتشكو من أوجاعها مع ذويها".
وأكمل حديثه قائلاً: "بعد تعاطف الحاضرين وإلحاحهم الشديد، وبعد مشادات كلامية معه، فتح باب الإسعاف وأنزلها على الرصيف أمام الطوارئ، ولم يسلّمها رسمياً للطوارئ كالمتبع, في تصرف مجرد من الإنسانية والضمير".
وطالب المالكي المسؤولين في هيئة الهلال الأحمر بفتح تحقيق مع أفراد الهلال الأحمر، ومحاسبتهم على استهتارهم بالأرواح، وتقصيرهم وتهاونهم في تأدية واجبهم الإنساني, مبيّناً أن هناك شهود عيان من أفراد الحي، وأفراد الطاقم الطبي الخاص بطوارئ مستشفى الجامعة، ورجال الأمن، وأفراد الدورية الأمنية التابعة لشرطة جدة.
من جهة أخرى نقلت "سبق" شكوى المواطن للمتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر السعودي، أحمد ريان باريان، والذي وعد بالرد غداً الأربعاء.