طالب موظفو المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بعسير بفتح برامج الدكتوراة لمنسوبي الكليات، وإعادة النظر في النظام الثلثي، والتوقف عن تهديد منسوبي المؤسسة إلكترونياً بالغياب والحسم واستبعاد ذلك النظام. وقال علي محمد أحد موظفي الكلية: "تم إيقاف برامج الدكتوراة منذ حوالي عشر سنوات، وهذا بحد ذاته وأدَ الطُموح والإبداع العلمي والتقني اللذين لن يعودا بالنفع على مخرجات المؤسسة".
وأضاف: "أفضى ذلك مع تطبيق لائحة بسلالم وظيفية جديدة (لا زالت تُثير الكثير من التساؤلات) إلى تسرب الكثير من الكفاءات العلمية من منسوبي المؤسسة (حاملي شهادات الدكتوراة) إلى الجامعات السعودية أو القطاع الخاص أو اللجوء إلى التقاعد المبكر في السنوات القليلة المنصرمة".
ويشتكي الموظف "ع. أ" من استمرار تطبيق النظام الثلثي (ثلاثة فصول "تدريبية" في العام الواحد) منذ عام 1430 / 1431 ه "الذي أثبت فشله بشكلٍ كبير مع رداءة مستمرة في مخرجاته".
ولفت إلى أنه "يتم فيه تقويم المتدرب بشكلٍ مستمر أي أنه يتلقى معلومات معينة وقتياً في أحد المقررات ويتم تقييمه فيها مباشرةً مما يؤدي إلى نسيانه إياها تماماً خلال أيام معدودة".
وأضاف: "ونتيجةً لذلك يتخرج المتدرب بمعدلٍ عالٍ مع أن المحصلة العلمية، فضلاً عن الضغوط التي يشعر بها الكثير من المتدربين خصوصاً الإجازات مع أهليهم كإجازة الربيع".
ولفت إلى أن "التدريب مستمر في فصله الثلثي الثاني، وكذلك في نهاية الفصل الثلثي الثالث عند بدء الإجازة الصيفية التي يتمتع بها طلاب التعليم العام والتعليم العالي، حيث يتم تطبيق أسعار الشقق المرتفعة لموسم الصيف على بعض المتدربين المغتربين من ذوي الدخل المحدود، كما يحصل في بعض المدن كأبها والباحة والطائف في بداية كل صيف".
وقال إن هذا النظام "يُجبر أولئك المتدربين على تمضية تلك الأسابيع بالدوران مساءً في شوارع المدينة والمبيت ليلاً في الحدائق العامة أو المساجد، ناهيك عن أعضاء هيئة التدريب حيث يستمر عطاؤهم (من بعد شهر رمضان بأيام إلى قبل شهر رمضان التالي بأيام قليلة) بدون أن يكون هناك إجازة ولو لمدة أسبوع لتجديد نشاطهم وضمان استمرار جودة عطائهم وكأنهم آلات صماء لا تَكِلُ ولا تَمِلْ".
وأضاف: "لقد بدأت المؤسسة تُمارس نوعاً من الإرهاب الوظيفي الإلكتروني بعد قرار تطبيق نظام البصمة لإثبات الحضور والانصراف الذي يبدأ من السابعة والنصف صباحاً حتى الثالثة والنصف عصراً".
وقال: "فُوجئ ما يقرب من 300 موظف في الكلية التقنية بأبها (والعدد بالآلاف على مستوى الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة في كل مناطق المملكة) حيث تم اعتماد غيابهم إلكترونياً منذ الأحد الماضي بالرغم من عدم اكتمال تركيب النظام في الكلية".
وأضاف أن "المؤسسة على دراية تامة بذلك لكنها أَبَتْ إلّا أن يتم ترويع منسوبيها الآمنين في قاعاتهم وورشهم التدريبية، متجاهلةً تبعات ذلك الإجراء على نفسيات المدربين".
وحذر من أن هذا الإجراء "سينعكس بشكلٍ سلبي في أداء مهامهم التدريبية بالجودة المطلوبة، كما يُخشى بأن يتم إيقاف العمل التدريبي إن استمر ذلك الترويع".
وقال إن "هناك تحفظ لدى أغلبية منسوبي الكلية- ونفس المشهد موجود في معظم كليات التقنية على مستوى المملكة- حول تطبيق ذلك النظام الإلكتروني لإثبات حضورهم وانصرافهم". ولفت إلى أن "لديهم جداول وبمواعيد محاضرات مختلفة".
وقال: "تم رفع خطاب لمحافظ المؤسسة منذ أكثر من عام لإيضاح قانونية تطبيق نظام البصمة من نواح كثيرة ومن أهمها الجانب الصحي ولم يصلنا أي شيء".
ولفت إلى أنه "تم رفض قرار تطبيق نظام البصمة على كليات ومعاهد بالاسم مثل كلية أبها ولم يُطبق على كليات أخرى مثل كليتي الرياضوجدة وغيرهما".