كشف مدير حملة السكينة عبدالمنعم المشوح عن محاورة نحو 150 امرأة سعودية متعاطفة مع الفكر الضال عبر الشبكة العنكبوتية منذ بدء عمليات التحاور الإلكتروني النسائي، مشيرًا إلى أن 50 % منهن تراجعن عن ذلك ، فيما لا يزال بعضهن في مرحلة المراجعات. ووفقا لتقرير أعدته الزميلة علياء الناجي ونشرته "المدينة"، بين المشوح أن هؤلاء كن يرتدن منتديات عامّة عبر الشبكة العنكبوتية تنتمي للفكر المنحرف ،لافتاً في الوقت ذاته إلى أن 90% منهن يتفاعلن عاطفيا مع التنظيمات المنحرفة دون معرفة حقيقة هذه التنظيمات وفساد هذا الفكر شرعيا وعقليا. و قال المشوح : إنه حين يتبين لهنّ الحق يسارعن في التراجع، معللاً ذلك إلى أن المسلمة تخاف على دينها وبلدها وهذا من فطرتها، وأضاف أن الفكر المنحرف يهدم الدين والبلد، مشدداً على أن من أهم وسائل مكافحة الجماعات المنحرفة كشف حقيقتها وفساد أصولها. وأفاد المشوح عن وصول رسائل إيجابية من 50 % منهن يبدين تراجعهن عن بعض أو أغلب أفكارهن ، وقال : من المعلوم أنه يصعب تغيير إيمان شخص بفكرة ، وليس سهلا على النفوس أن تتراجع ، خاصّة إذا كانت تعتقد أن هذا الصواب وما عداه هو الخطأ والكفر " ، واستطرد: لذلك يهمنا ( طول النفس ) والاستمرار مهما كانت المؤشرات غير إيجابية ؛ لأننا في النهاية نحصد الكثير من النتائج الإيجابية مع مرور الوقت من خلال طرح عدة تساؤلات في أذهانهن، للتفكير في حقيقة أفعال هؤلاء المنحرفين الذين خرجوا عن جماعة المسلمين وآذوا العباد . وعن ما أشيع مؤخراً حول بث آراء متشددة من قبل معلمات عبر كثير من المنتديات النسائية على الإنترنت ، قال المشوح: لا أقبل – شخصياً – اتهام المُعلمات وحتى لو وُجِد بينهن من يتعاطفن مع هذا الفكر ، فقد وُجد ذلك التعاطف في كثير من الطبقات والفئات، ومضى قائلا : أعتقد أن مسألة تجريم فئة أو تحميلها مسؤولية التطرف والإرهاب تصرف غير صحيح وغير سويّ ، ومن قال مثل ذلك فهو يعتمد على رؤيته الشخصية وموقفه من هذه الفئة أو مسألة تصفية حسابات وانتهاز للفرصة. مؤكداً أن القضية أكبر من أن نحجمها في فئة أو مجموعة أو طبقة فكل فرد من هذا المجتمع مسؤول عن الإصلاح ولمّ الشمل والاجتماع ، والصحيح أن نتجه إلى الحلّ ونعمل في تبصرة الناس لا أن نوسّع الشقوق بين فئات المجتمع . وأوضح أن الغلو والتطرف ( لوثة ) لا تعترف بالشهادات أو الثقافة أو المسببات الفكرية والتعليمية ، فقد نجد متطرفة ذات تعليم منخفض ونجد في المقابل متطرفة تعليمها عال ، ورغم أنه صحيح أن التطرف الفكري ينتشر أكثر في بيئة الجهل لكنه ينتشر كذلك في البيئات التعليمية إذا لم تُراع الوسطية والاعتدال . وبين مدير حملة السكينة أنهم يُعولون كثيرا على المعلمات في أن يكنّ السد المنيع ضد مرور الأفكار الضالة والمتطرفة ، وتبصير الفتيات بسماحة الإسلام و وسطيته وعظمة الشريعة ورحمة هذا الدين بالخلق والعباد .وعن تحصين الفتيات من ذلك الفكر الضال أكد المشوح أنها مهمة الجميع ( المدرسة ،الجامعة ،البيت ،الإعلام بكل وسائله ) مشيراً إلى أن جميع مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية مسؤولة عن جزء من هذا التحصين. وفي ذات السياق كشف الخبير في الجرائم المعلوماتية الدكتور حسين سندي عن إمكانية دخول المتصفحين والمشتركين من داخل الأراضي السعودية على الإنترنت ببرمجيات جديدة تخفي مصدر وهوية الشخص ومكانه ، وشرح أنها عملية صعبة ومعقدة لا يستطيع كشفها غير المختصين والمتمكنين ممن لديهم الخبرة والمعرفة بالجهات المعنية بالمملكة لكشف تلك البرمجيات الجديدة وتعريتها ، ومعرفة مكان المتصفح دون علمه رغم تشغيله للبرمجيات التي تخفي مكانه، وقال أن ذلك يفيد في معرفة المشترك أو المشتركة من داخل المملكة ويتم بعدها محاورته عبر المنتديات خصوصاً ممن يحمل آراء متشددة دون علمه. وأوضح سندي أنه بإمكان الجهات المعنية تحديد ال «أي بي» لكل متصفح يستخدم البرمجيات الخاصة بإخفاء مصدره وهويته وتتبعه حتى وإن كان خارج المملكة .