دعا عدد من الخبراء الأمنيين والداعيات السعوديات الى وضع برامج خاصة تستهدف توعية النساء لمنع تعاطفهن مع “الفكر الضال”، خاصة مع ظهور نساء -وإن كن قليلات- يتعاطفن مع الارهابيين سواء بالدعم او بالمشاركة كما حدث في البيان الاخير الذي اصدرته وزارة الداخلية مؤخرا عندما تم الكشف عن 113 شخصا يشكلون 3 خلايا ارهابية بينهم امرأة. وما يعزز هذا الاتجاه ما كشفته اللجنة النسائية في برنامج المناصحة عن ان عددا من الطالبات والمعلمات يفتقدن إلى الشعور بالانتماء والولاء للوطن، وهي من الإشارات التي تكشف بوادر الفكر المنحرف عند هؤلاء اللاتي استقين هذا الفكر من المواقع الاليكترونية المتعاطفة مع اصحاب الفكر الضال. في هذا الاطار كشف عميد مركز البحوث والدراسات بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعاطي الصياد ل"المدينة" عن أن الجامعة ستتبنى في أبحاثها القادمة “سيكولوجية الإرهاب” لدى المرأة تحديدا ، مشيرا إلى أن البحوث بهذا الخصوص تحتاج لعمق وقد تكون لها خصوصية معينة. وأبرز الحاجة لتصدر الدراسات والبحوث لمستوى المسح وتعريف الحالات التي توجد في موقع الخطر موضحا أن الجامعة تولي ذلك اهتماما كبيرا. وألمح إلى عدم وجود قرائن أو حوادث تلصق تهمة استهداف عمل مؤسسي بتحويل المرأة السعودية إلى إرهابية ودخولها بهذا المجال مستدركا بقوله “ولا يمنع هذا من دراستها” حيث أنه بدأت تظهر أخطر حيث أن ممارسة المرأة للعمل الإرهابي بعيدة عن الثقافة الإسلامية إلى حد كبير ولكن يجب اعتبارها محل دراسة ليتم عمل البحوث الكاشفة ومعرفة من هي الفئة المحتملة التي يمكن أن تنخرط في ذلك من الفتيات وماهي خصائصهن وظروفهن البيئية ومن الرفاق مشيرا إلى أن الجامعة تعمل دراسات استشرافية وسوف توليها اهتماما بالقريب. المرأة والشبكة العنكبوتية وفي ذات الصدد قال مدير «حملة السكينة» عبدالمنعم المشوح ل "المدينة" ان الحملة حاورت 150 امرأة سعودية متعاطفة مع الفكر الضال عبر الشبكة العنكبوتية منذ بدء عمليات التحاور الإلكتروني النسائي ، مشيرا الى ان 50% منهن تراجعن عن ذلك ، فيما لا يزال بعضهن في مرحلة المراجعات ، وبين ان هؤلاء كن يرتدن منتديات عامّة عبر الشبكة العنكبوتية تنتمي للفكر المنحرف لافتاً في الوقت ذاته إلى أن 90% منهن يتفاعلن عاطفيا مع التنظيمات المنحرفة دون معرفة حقيقة هذه التنظيمات وفساد هذا الفكر شرعيا وعقليا. وقال إنه حين يتبين لهنّ الحق يسارعن في التراجع معللاً ذلك الى أن المسلمة تخاف على دينها وبلدها وهذا من فطرتها ، وأضاف ان الفكر المنحرف يهدم الدين والبلد ، مشددا على أن من أهم وسائل مكافحة الجماعات المنحرفة كشف حقيقتها وفساد أصولها. وافاد المشوح عن وصول رسائل إيجابية من 50% منهن يبدين تراجعهن عن بعض أو أغلب أفكارهن، وقال: من المعلوم أنه يصعب تغيير إيمان شخص بفكرة ، وليس سهلا على النفوس أن تتراجع ، خاصّة إذا كانت تعتقد أن هذا الصواب وما عداه هو الخطأ والكفر". واستطرد: لذلك يهمنا (طول النفس) والاستمرار مهما كانت المؤشرات غير إيجابية ؛ لأننا في النهاية نحصد الكثير من النتائج الإيجابية مع مرور الوقت من خلال طرح عدة تساؤلات في أذهانهن ، للتفكير في حقيقة أفعال هؤلاء المنحرفين الذين خرجوا عن جماعة المسلمين وآذوا العباد. واستهدفت برامج لجان المناصحة النسائية الوقائية سيدات المجتمع بهدف تجنب تسرّب أي تطرّف أو انحراف فكري. وأوضحت اللجان النسائية أن عددا من الطالبات والمعلمات يفتقدن إلى الشعور بالانتماء والولاء للوطن، وهي من الإشارات التي تكشف بوادر الفكر المنحرف عند هؤلاء اللاتي استقين هذا الفكر من مواقع الإنترنت المتعاطفة مع هذا الفكر المنحرف. المرأة والإرهاب من جهتها ألمحت الداعية منال الشلهوب إلى أن تأثر المرأة بفكر قريب من أقاربها زوجا أو أخا مستدركة بقولها هذا لايشمل العموم معللة ذلك بأن الكثير من أقارب هذه الفئة من أم أو أخت أو زوجة تفاجأ عندما يكشف هذا القريب بسبب بعده وانعزاله عنهم. وعن وجود عمل مؤسسي متطرف يستهدف تحويل المرأة إلى إرهابية قالت الشلهوب : لا أعتقد ذلك إنما هي أعمال فردية من بعض أفراد هذه الفئة، كما حدث في الفتاة التي هربت إلى اليمن لحاقاً بزوجها وأخيها نافية في الوقت ذاته أن يكون هناك أثر على المرأة من قبل الزوج والبيئة الاجتماعية والأسرة فقط لأني كما قلت سابقاً أن أهلهم وأسرهم يتفاجأون عندما يكشف اسم ابنهم وقريبهم وأنه من الفئة الضالة. وقالت الشلهوب إن معالجة الفكر الإرهابي لدى المرأة يجب استخدامه كما يستخدم وينفع مع الرجل من باب أولى لأنها بحكم عاطفتها سريعة الاقتناع والرجوع. ونفت انها كداعية التقت بحالات لفتيات يعتنقن الفكر الضال وأرجعت السبب في ذلك لندرة وجوده بين النساء لأن الشباب أكثر حماساً وجرأة في هذا الأمر. وأشارت إلى أن عدم القدرة لتحديد الأسباب الموضوعية لرغبة المرأة في فكر عنيف مثل فكر الإرهاب كون الأمر يستلزم دراسات اجتماعية وأبحاث علمية لمعرفة هذه الأسباب، ومقارنتها بأسباب انحراف الذكور. اما عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة والداعية الإسلامية الدكتورة نوال العيد فقالت إن المعلم القدوة له دور هام وخطير بالوقت ذاته موضحة أن أنواع القدوة ثلاثة تشمل مجال إيمانيات القدوة ومواصفاته الشخصية والمواصفات المهنية مشيرة إلى أن أغلب الطالبات يقتدين بالمعلمات في سلوكهن وتصرفاتهن وحتى حركاتهن.