ينطلق اليوم السبت في جميع مناطق ومحافظات المملكة، العام الدراسي الجديد 1430-1431ه، وسط مخاوف من الطلاب و الطالبات وأولياء أمورهم من خطر الإصابة بمرض "أنفلونزا الخانزير"، الذي أصبح الشغل الشاغل لكافة دول العالم من حيث سرعة انتشاره وتأخر عملية توفير لقاحاته ومدى مأمونيتها وفاعلية سبل وخطط الوقاية التي تنفذها الجهات المختصة. وتبدأ الدراسة اليوم في المراحل الثانوية والمتوسطة، فيما ستكون بداية العام الدراسي الجديد لطلاب المرحلة الابتدائية يوم السبت المقبل. وبدأ طلاب الجامعات والكليات عامهم الدراسي الأسبوع الماضي، وكان خادم الحرمين الشريفين قد أمر بتأجيل الدراسة والتي كان من المقرر أن تبدأ يوم 14/10 إلى 21/10 لطلاب المرحلة الثانوية والمتوسطة، و28/10 لطلاب الابتدائي. وعزا وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله السبب في تأجيل الدراسة لأجل تحضير وتدريب 66 ألف معلم ومعلمة وتطوير برامج للصحة المدرسية. معترفا بإهمال وزارته في السابق من الاهتمام بتطوير برامج الصحة المدرسية رغم كونها من أهم مسؤوليات الوزارة. وبمناسبة بداية العام الدراسي، وجه سمو وزير التربية والتعليم كلمة للمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، استعرض فيها آمال وطموحات ولاة الأمر، والآباء و الأمهات من المنظومة التعليمية في المملكة نحو آفاق المعرفة والنجاح والتميز. وتطرق سموه لمشروعات تطوير التعليم التي ستبدأ هذا العام، ومنها إطلاق جائزة وزارة التربية والتعليم للتميز، مشيرا لاكتمال الاستعدادات لاستقبال الطلاب ومن ذلك اتخاذ الاحتياطات الصحية الوقائية من مرضى أنفلونزا ( انفلونزا الخنازير)، وقال سموه "نؤكد لكم أن وزارة التربية والتعليم سخرت كل ما في وسعها واتخذت كل ما من شأنه الحفاظ على سلامة أبنائنا وبناتنا ، ومعلمينا ومعلماتنا ، وفق الاتجاهات الدولية وتوصيات المنظمات العالمية، في إطار التعاون القائم بين وزارتي التربية والتعليم والصحة ، وقد التزمنا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين التي جاءت من منطلق حرصه على سلامة منسوبي ومنسوبات التعليم ومشاركة الأسرة بتكثيف جهودنا جميعاً في مكافحة هذا الوباء. وختم بالقول:" جعل الله عامنا هذا عاماً مباركاً وأعان كل في مهمته ، وسدد الله الخطى وبارك الجهود ووفق الجميع للارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية إلى طموح قادة نهضتنا حفظهم الله وتطلعات مواطنينا الكرام" . وعن اللقاح الخاص بهذا الفيروس، والذي من المتوقع أن تتسلم المملكة مليون جرعة منه في الأيام المقبلة أعلن كل من وزيري التربية والتعليم والصحة أن هذه الجرعات ستعطى على نحو "اختياري"، وليس "إلزامي". وقامت وزارة الصحة بتدريب بعض كوادر وزارة التربية والتعليم ليكونوا مدربين صحيين قادرين على نشر الوعي الصحي عن المرض بين أقرانهم العاملين في قطاع التربية والتعليم والطلبة خاصة في التعريف بمرض أنفلونزا الخنازير، وطرق انتشار المرض وطرق الوقاية منه وكيفية سرعة اكتشاف الحالات المشتبهة والتعامل الصحيح معها وعزلها. وقال وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن هذه الدورات ستمكن هذه الكوادر من رفع قدراتهم في التواصل بكفاءة وفاعلية مع الطلبة وذويهم فيما يختص بالمرض وأعراضه، بالإضافة إلى التواصل المستمر والفعال مع الإدارات الصحية للحصول على المستجدات الخاصة بالمرض وكذلك نشر السلوك الصحي السليم فيما يختص بالمرض بين القائمين على التعليم وطلبة المدارس. وفي سياق متصل تبدأ هذا العام وزارة التربية والتعليم في تدريس المناهج المطورة الجديدة لمادتي الرياضيات والعلوم لطلاب الصف الأول والرابع الإبتدائي والصف الأول متوسط. أما القضية الأزلية التي تواجه عودة الدراسة في كل عام ولم تجد الحل رغم تمديد فترات الأجازة فهي صيانة وترميم المدارس التي تتواصل رغم انطلاق الدراسة مما سيكون لها الأثر على مستوى تحصيل الطلاب والطالبات سواء من حيث كركبة الفصول او عدم جاهزية المدارس بشكل عام. (سبق) استطلعت أراء بعض أولياء الأمور الذين ابدوا مخاوفهم من العام الدراسي الجديد حيث أكد سلطان الرويلي بأنه سيضطر إلى تأخير عودة ابنه للمدرسة لحين توفر لقاح "أنفلونزا الخنازير"، مشيراً إلى أن صحة أبنه تعتبر أهم بكثير من الأسابيع التمهيدية للدراسة التي لا تنطلق فعلياً إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع من انطلاق العام الدراسي في كل عام. ويقول عبدالله العتيبي بأنه متخوف على صحة أبنائه وبناته في ظل الانتشار المخيف "لأنفلونزا الخنازير" ونظراً لضعف الخطط الوقائية التي تنفذها الجهات المختصة , مشيراً إلى أن غالبية المدارس تعاني من تكدس الطلاب والطالبات مع ضعف في وسائل التهوية وهذه الأمور تعتبر من العوامل المساعدة على انتشار وباء أنفلونزا الخنازير , مؤكداً بأنه من المفترض تأجيل الدراسة لحين توفير اللقاحات حفاظاً على سلامة الطلاب. ويرى المواطن فهد الجميعي أن إصابة الطلاب بالوباء من عدمها أمراً يعتبر قضاء وقدر , فيما انتقد الجميعي عدم جاهزية غالبية مباني المدارس في محافظة الطائف , مشيراً إلى أن عمليات الصيانة لا تزال جارية رغم أن الدراسة ستنطلق غداً. وقال الربيعي :إن الإجازة استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر كانت كفيلة ببناء مبان جديدة وليس ترميم وصيانة فقط , مستغرباً هذا الإهمال الذي يتكرر كل عام في ظل ضعف الرقابة على المقاولين. وأكد المواطن ثامر الحارثي بأن عمليات الصيانة الجارية في المدارس سيكون لها بلا أدنى شك تأثير على مستوى تحصيل الطلاب والطالبات نظراً لعدم جاهزية المدارس. وأبدى المواطن صالح القرشي تخوفه من عدم نجاح المناهج المطورة الجديدة لمادتي العلوم والرياضيات متخوفاً من عدم استيعابها من قبل الطلاب وذلك نتيجة ضعف إعداد وتدريب المعلمين عليها, مؤكداً بان الدورات التي أعطيت للمعلمين كانت قصيرة ولم تشمل كافة المناهج. وفندت مصادر مسئولة في إدارات التربية والتعليم بالمناطق هذه المخاوف , مشيرة إلى أن خطط الوقاية من أنفلونزا الخنازير تم تنفيذها بالشكل المطلوب والوزارة حريصة على سلامة الطلاب والطالبات وهناك ضوابط تكفل سلامة الطلاب وإجراءات وقائية مشددة تم تنفيذها وتدريب المعلمين والمعلمات عليها. وعن أعمال الصيانة الجارية أشارت المصادر إلى أنها لن تؤثر على سير الدراسة , حيث سيتم استكمالها خارج أوقات الدوام , مؤكدة بان هذه المشاريع تأتي لخدمة الطلاب والطالبات والحفاظ على راحتهم. وبخصوص المناهج الجديدة أوضحت المصادر بأنه جرى تدريب المعلمين عليها منذ وقت مبكر وتمت تجربتها خلال الفترة الماضية في عدة مناطق وأثبتت نجاحها. وأكدت المصادر بأن العام الدراسي سينطلق اليوم وفق ما خطط له ولن يكون هناك ما يؤثر على هذه الانطلاقة بإذن الله تعالى. وفي جدة وبحسب تقرير أعده الزميل سعود البركاتي ونشرته صحيفة عكاظ، أتمت إدارتا التربية والتعليم للبنين والبنات الاستعدادات النهائية في خطة مواجهة مرض "انفلونزا الخنازير" ، وذلك بتوزيع المستلزمات الصحية والمعقمات في كافة مدارس المدينة. وقال مدير تعليم البنين عبد الله الثقفي إن إدارته أنهت إيصال المستلزمات الصحية والمعقمات والمطهرات إلى المدارس، مضيفا ستوزع المستلزمات الصحية على جميع المدارس في الأيام الثلاثة الأولى من بداية الدراسة. وأضاف عند الانتهاء من توزيع المعقمات والمستلزمات الصحية الأخرى، سيبدأ العمل على تهيئة غرف المرشدين الطلابيين المخصصة لعزل حالات الإصابة والاشتباه في المدارس، وتتمثل التهيئة في توفير مقياس للحرارة ومخفضات حرارية. وأفصح الثقفي عن تنظيم جولات ميدانية تبدأ مع أول يوم دراسي في جميع مدارس المحافظة، وبالتعاون مع الصحة المدرسية مع الشؤون الصحية، مثمنا دور وتعاون الشؤون الصحية مع الإدارة العامة للتربية والتعليم من خلال التنسيق المستمر والمتواصل لوضح آلية علاجية للحالات المرضية. وأكد الثقفي وجود دعم من وزارة التربية والتعليم في ما يخص النظافة وتوفير المطهرات والمعقمات، مشيرا إلى تعزيز بند النظافة بمخصصات مالية لشراء المستلزمات التي تحتاجها المدارس. من جهته أوضح مدير التربية والتعليم للبنات في جدة عبدالكريم الحقيل أن إدارته تسير وفق الخطط والبرامج المدروسة التي وضعتها الوزارة لمواجهة هذا المرض، مؤكدا أن إدارته، وبالتعاون مع الشؤون الصحية، عززت الوحدات الصحية المدرسية بكوادر تدريبية وتثقيفية لمنسوبات الوحدات الصحية ولجميع مديرات المدارس والمشرفات التربويات. وبين الحقيل أنه تم تدريب العاملات في الوحدات الصحية التابعة للإدارة الذين قاموا بتدريب معلمتين من كل مدرسة، مؤكدا إبلاغ مديرات المدارس على تهيئة غرف عزل للطالبات والمعلمات المصابات أو المشتبه إصابتهن داخل المدارس، وتوفير المعقمات والكمامات الواقية. وقال غرف العزل هي بمثابة مرحلة مؤقتة واحترازية يجري فيها عزل المشتبهات حتى حضور والدتهن. وأكد مدير تعليم البنات تدعيم بند النظافة من قبل وزارة التربية والتعليم بمبلغ مليوني ريال تقريبا، وذلك لشراء معقمات ومطهرات والكمامات وتوزيعها على المدارس.