يصمت الطالب في الصف الثاني ثانوي على العنزي عندما سأله أحد معلميه عن «المعقمات» في مدرسته، بحجة أنه لا يعرف عنها سوى أنها «صابون الأنفلونزا».ولا يختلف الحال بالنسبة لزميله فيصل الشمري الذي لا يفرق بين سائل المعقم والصابون، لكنه يشرحها بمضادة مرض الخنازير. وليس العنزي والشمري وحدهما من بين طلاب مدرسة ثانوية في وسط الرياض الذين يجهلون المعقمات والمطهرات، فالغالبية العظمى من زملائهم، حينما رأوا أدوات التنظيف في مدرستهم تعجبوا من ذلك! يقول الطالب تركي محمد: «المرة الأولى منذ أن التحقت بالمدارس أرى تلك المعقمات والمناديل، لكن أتمنى ألا تكون الأخيرة، فالطلاب بحاجة لها حتى بعد انتهاء أزمة أنفلونزا الخنازير»، مشيراً إلى أن عدداً من زملائه يجهلون المعقمات وفوائدها، إذ إن منهم من يتحاشى استخدامها خوفاً من ردة فعل الطلاب الآخرين. وترك بعض المعلمين في المدارس التعريف بموادهم الدراسية، وتوجهوا إلى شرح المعقمات وطرق استخدامها وفوائدها، مشددين عليهم عدم التوقف عن استخدامها طوال اليوم، كونها تقضي على الجراثيم. وأكد المعلم نايف العلي أنه تفاجأ بوجود طلاب في المدارس لا يعرفون استخدام المعقمات، لكن مدرسيهم أرشدوهم لطريقة استخدامها، لافتاً إلى أنه يضطر إلى استخدام المعقمات أمام مرأى من الطلاب، حتى يتسنى لهم معرفة استخدامها، والاقتداء به. وأضاف أن مدرسته وفرت جميع المعقمات وأدوات التنظيف للطلاب والمعلمين، ووضعتها في أماكن واضحة، حتى يسهل استخدامها، مشيراً إلى أن عدداً من الطلاب يعلق كثيراً على وجود المعقمات في المدارس هذا العام. وذكر أن منسوبي مدرسته شددوا على الطلاب عدم الاقتراب من بعضهم، أثناء الطابور والفسحة، ودخول وخروج الفصل، ونصحتهم باتباع إرشادات وزارة الصحة للوقاية من أنفلونزا الخنازير. وعلى رغم وجود طلاب يجهلون المعقمات، إلا أن هناك آخرين قدموا من منازلهم بمناديل ومعقمات خاصة، ولديهم المعرفة بفوائد المعقمات، وساعدوا زملاءهم في التعقيم والتنظيف أثناء الدوام المدرسي. وأشار المعلم العلي إلى أنه يوجد طلاب حضروا من أول يوم دراسي بكمامات ومناديل ومعقمات خاصة، أي أنهم مستعدون لمواجهة المرض، ولديهم الثقافة الكاملة عن أنفلونزا الخنازير.