وصف وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس علي النعيمي افتتاح الجامعة اليوم بالحدث التاريخي الذي يمثل خطوة محوريه للمملكة العربية السعودية. وقال في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الجامعة: إن المملكة العربية السعودية وبما حباها الله من موارد طبيعية فإنها تحرص على تنويع مصادرها للدخل في المستقبل, وهذه هي توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي شهدت المملكة في عهده الكثير من التطورات المهمة في مجال التعليم، وجامعة الملك عبدالله تأتي ضمن سياق هذه التطورات. وأشار إلى أن الفرص المعيشية تضيق إذا بقيت معتمده على سلعة واحدة إلى أمد غير محدد, موضحاً أن هذا هو بالتحديد ما دعا خادم الحرمين الشريفين إلى الشروع في عدد من المبادرات التعليمية والاقتصادية لبناء مجتمع المعرفة في المملكة العربية السعودية, وهذا يعني أننا بصدد استخراج أضمن الموارد المتاحة وهي القدرات الفكرية في بلادنا وجامعة الملك عبدالله هي محور هذه المبادرة, كما أننا من خلال هذه الجامعة نعزز شراكتنا مع العالم في نطاق الأبحاث والابتكارات التي يمكنها توفير المزيد من التقنيات الحديثة التي تسهم في تأمين مزيد من إمدادات الغذاء والمياه والطاقة . وبين أن جامعة الملك عبدالله تمثل نموذجاً محلياً وعالمياً في ترشيد الموارد واستخدامها على أسس علمية سليمة, فقد صمم حرم الجامعة على وسائل مناسبة لاستخدام الطاقة واستهلاك المياه الأمر الذي أثبت أنه يمكن استخدام هذه الوسائل في منطقة الشرق الأوسط. وأعلن أن حرم الجامعة حصل على الشهادة البلاتينية للتصميمات الإنشائية التي تحافظ على الطاقة, وهذه الشهادة التي يمنحها المجلس الأمريكي للمباني الخضراء تمثل أعلى تقدير في هذا المجال. ولفت إلى أن حماية البيئة تمثل إحدى أولويات البحوث في الجامعة, مشيراً إلى أن الجامعة ستعقد ندوة يشارك فيها صفوة الخبراء في العالم محورها الاستدامة في مناخ متغير. وقال النعيمي: إنه من خلال الجامعة يمكننا أن نجمع بين أشخاص متعددي الثقافات والأعراق من ذوي المواهب والنبوغ العلمي, كما حدث في بيت الحكمة قبل حوالي عشرة قرون . واعتبر أن تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أهم انجاز حققته المملكة في مجال البحث العلمي, مؤكداً أن تأسيس الجامعة يعتبر الخطوة الأولى يتبعها المزيد من الخطوات في الفترة القادمة. وعن توسع الجامعة في قبول أعداد أكبر من الدارسين والباحثين في المستقبل, أكد أن الأعداد التي تم قبولها هي البداية وسيتم في المستقبل التوسع في أعداد المقبولين بها من الباحثين والعلماء . وأشار إلى أن الجامعة بدأت بتسعة مراكز بحوث وتسعة اختصاصات و 74 أستاذاً, ومن المتوقع أن يصل عدد الباحثين في الجامعة في المستقبل إلى نحو 2000 باحث وعالم, وأن يصل عدد الأستاذة بها إلى 275 أستاذاً وعالماً, إلى جانب زيادة عدد مراكز البحوث لتصل إلى عشرين مركزاً أو أكثر حسب الحاجة. وأكد أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله للجامعة قد راودته منذ أكثر من 25 عاماً, مشيراً إلى أنها تتمثل في إنشاء جامعة سعودية ذات طابع عالمي تعنى بالعلم والبحث للرقي بالعلماء والباحثين وبناء قاعدة صناعية واقتصادية مبنية على المعرفة. وبين أن الجامعة ستستقبل الشباب السعودي الموهوبين والنابغين, مشيراً إلى أن تخصصات الجامعة متعددة وتعنى بالاختراعات وتطويرها إلى صناعات مما ينجم عنه بناء مجتمع صناعي وقاعدة اقتصادية متينة؛ ليعم خيرها البلاد وتسهم في خلق فرص عمل للسعوديين . من جانبه أوضح رئيس شركة أرامكو المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في المؤتمر الصحفي أن عدد الطلاب الذين تم اختيارهم بلغ 800 طالب من مختلف دول العالم ونحن نعمل بجد على اختيار الأفضل لينافسوا الدفعة الأولى, مشيراً إلى أن التوسع في القبول من 400 إلى 2000 باحث سيتم على خطوات قد تستغرق تسع سنوات. من جانبه عبر رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البرفسيور تشون فونغ شي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إنشاء هذا الصرح الفريد من نوعه في العالم, حيث سينقل المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة ويسهم في إثراء العالم ببحوث وتقنيات عالية المستوى. ثم تحدث عن خطة الجامعة في دعم البحوث المختصة بتقنية المياه والطاقة الشمسية والزراعة وغيرها من الأبحاث التي تهم المملكة والعالم, وتطرق إلى استقطاب أساتذة الجامعة والطلاب الموهوبين من جميع أنحاء العالم دون النظر إلى الجنس أو المكان وذلك بهدف بناء جسر تواصل بين الحضارات وضرب مثلا ببيت الحكمة الذي كان مركزاً لاستقطاب العلماء من جميع أنحاء العالم . وتحدث البرفسيور تشون فونغ شي عن الصعوبات التي تواجه البحث العلمي في الجامعة ومنها: إمكانية تطوير الزراعة, وتحلية المياه, وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية, وتطوير هذه التقنيات الحديثة, مؤكداً أهمية التعاون الذي سيتم بين الجامعة والجامعات الرائدة في العالم.