وزير البترول يؤكد للصحفيين : بداية المسيرة ستعقبها خطوات مهمة في الفترة المقبلة ستكون زراعة الصحراء بماء البحر الأحمر، أول الإنجازات التي وعدت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بتحقيقها خلال السنوات المقبلة ، فيما سيمثل البحث عن حلول لمشاكل الطاقة و ندرة المياه و حماية البيئة هموما يومية للعلماء و الباحثين الملتحقين بها. وحسبما أكد وزير البترول و الثروة المعدنية الدكتور علي النعيمي خلال مؤتمر صحفي عقده بمشاركة رئيس شركة ( ارامكو السعودية) خالد الفالح و رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية البروفسور تشونج فونج شيه والرئيس المكلف للشؤون المالية والإدارية نظمي النصر قبيل افتتاح الجامعة صباح الأربعاء 23/9/2009 ، أن الجامعة ستكون مصدر خير للعالم كله و ليس للسعودية وأن افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تمثل حدثا تاريخيا بكل المقاييس لأنه يمثل خطوة فارقة لمستقبل السعودية . وقال النعيمي إن الجامعة تعكس رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، مضيفا أن هذه الرؤية تقوم على ضرورة تنويع مصادر دخل المملكة ، بدلا من الاكتفاء بسلعة واحدة معرضة ، مهما كانت قيمتها ، للتناقص . وتابع النعيمي :\" نحن نعلم أن الفرص الاقتصادية و المعيشية تضيق إذا استمر الاعتماد على سلعة محدودة لأجل غير معروف ، مهما كانت قيمة هذه السلعة \" ، مشيرا إلي أن : \" هذا ما دعا خادم الحرمين الشريفين لتبني الكثير من المشروعات الاقتصادية والإعلامية التي تشكل في مجملها خطوات لبناء مجتمع المعرفة \" .و أوضح النعيمي لعشرات الصحفيين العرب و الأجانب خلال المؤتمر الذي عقد بمقر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول ، أن السعودية تسعى للاستفادة بالمورد الأهم وهو العنصر البشري لتحقيق تنمية مستدامة ، مع العمل الجاد للتواصل مع العالم الخارجي بغرض وضع حلول ناجعة لمشاكله الراهنة . و في هذا الإطار قال النعيمي : \" من خلال هذه الجامعة يمكننا ان نعمق مشاركتنا مع العالم في إطلاق الأبحاث و الابتكارات التي يمكنها توفير المزيد من التقنيات الحديثة التي تسهم في تحسين مستوى الحياة لشعوب العالم باسره \" ، مضيفا : سنعمل على توفير وسائل جديدة تؤمن مزيدا من ضمانات إمدادات الغذاء و المياه والطاقة \" . و أشار النعيمي إلى أن الجامعة تمثل ثمرة لرؤية خادم الحرمين الشريفين ، الذي مثل بدعمه ورعايته للمشروع العنصر الرئيس لنجاحه ، مضيفا أن جامعة الملك عبد الله تمثل مصدر فخر لكل سعودي ، كما تمثل له شخصيا أهم إنجاز حققه على المستوى المهني. ونوه النعيمي إلى أن ما تحقق حتى الآن يمثل بداية لمسيرة سوف تشهد المزيد من الخطوات المهمة . وخلال المؤتمر ، تبادل النعيمي و مسؤولي الجامعة الرد على أسئلة الصحفيين واستفساراتهم ، فحول قدرة الجامعة على استقطاب العقول العالمية وسعيها لتكرار نموذج بيت الحكمة العباسي ، قال وزير البترول : \" نعم الجامعة تسعى لتكرار هذا النموذج ، ولكن بأساليب العصر .. هذه الجامعة انطلاقة جديدة للعرب والمسلمين والعالم ، ونحن نتطلع لان تجتمع عقول البشرية في هذا المكان لتحقي مصلحة العالم \" . و في السياق ذاته ، قال البروفسور تشون فونغ شيه رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية : \" نحن نسعى لتحقيق رؤية الملك .فهذه الجامعة تهدف لأن تصبح بيت الحكمة الجديد ونحن نود أن نود أن نجذب أفضل العقول لجامعة الملك عبد الله من أجل الارتقاء بالأبحاث و تطبيقاتها \" . وأضاف : \" نحن ننافس الآن أكبر الجامعات العالمية \" . و علق البروفسور شيه على سؤال حول مدى نجاح الجامعة في استقطاب نساء للعمل والحياة بالسعودية ، فقال ان الجامعة بذلت أقصى جهد لجذب أفضل العقول بصرف النظر عن مسالة الجنس ، وهو ما أكدته عليه الأستاذة بالجامعة نيفين الخشاب حين قالت أنها قبلت بالعمل في جامعة الملك عبد الله بعدما وفرت لها أفضل موارد الإبداع ، مشيرة إلى أن الحديث عن المرأة والرجل في العلم من الأمور غير المنطقية . و شدد وزير البترول على أن الجامعة بدأت أول خطواتها على طريق العمل كجسر بين الثقافات ، مشيرا إلى أن لغة العلم ستذيب اختلاف اللغات بين الأساتذة والدارسين. وقال إن وجود هذا الكم من الطلاب و الأساتذة القادمين من مختلف الدول يوفر بيئة لهذا التواصل كمقدمة للتواصل بمعناه الأوسع عندما تقدم الجامعة . وقال وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في معرض رده على سؤال لمحررة صحيفة عكاظ حول رؤية الملك عبد الله للجامعة واهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها \" الجامعة رؤية خادم الحرمين الشرفيين فيما يتعلق بالجامعة تتجلى في ثلاثة أهداف\"، منوها إلى أن إنشاء الجامعة حلم راود الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ أكثر من خمس وعشرين عام\". وأضاف\"إن أهداف إنشاء الجامعة بالنسبة لخادم الحرمين الشرفيين تتخلص في ثلاث نقاط أولها إنشاء جامعة سعودية عالمية في آن واحد تعنى بالعلم وبالبحث والهدف الثاني بناء قاعدة اقتصادية أساسها البحث العلمي من أجل الرقي بعلمائنا السعوديون والعالميين الذي سيدرسون في الجامعة، وكذلك بناء قاعدة اقتصادية وصناعية مبينة على المعرفة ، وثالثا أن يعم الخير والجهد على العالم بأسره\".وفي رد حول تساؤل عن دور الشباب السعودي في الجامعة قال النعيمي \" الباب مفتوح أمام الكثير من الشباب السعوديين الموهوبين سيلتحقون في الجامعة وبرامج الدراسات العليا\"، مضيفا \" نجمع العقول الموهوبة من كافة أنحاء العالم للاستفادة من المواهب والعقول الفذة من كافة أنحاء العالم\". وأشار النعيمي إلى أن الجامعة تسعى للاستفادة من المواهب المتقدة في العالم أجمع مما سينتج اختراعات كثيرة، مؤكدا أن هناك حضانات مؤهلة تعتني بالاختراعات وتطورها لصناعات ينتج عنها بناء قاعدة اقتصادية سعودية وتشغل أيادي عاملة كثيرة\". من جانبه نوه رئيس الجامعة البروفسور شيه إلى أن الجامعة ستكون قاعدة لبيئة اقتصادية في السعودية تدفع بالأبحاث للأمام، مشيرا في الوقت ذاته أن إقامة الجامعة لشراكات مع جهات استشارية في كافة أنحاء العالم سيدفع بالبحث العلمي في الجامعة للأمام. وفي سياق متصل أكد خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية ردا على استفسار للصحفيين حول سعي أرامكو لإنتاج طاقة بديلة، أن أبرز ما تهتم به الجامعة هو مجال أبحاث الطاقة الشمسية ، موضحا أن أرامكو عملت على الكثير من الأبحاث الخاصة بالطاقة الشمسية \". وأضاف الفالح \"لدينا شراكة نفتخر بها مع اليابان في هذا المجال كما وقعنا مذكرة تفاهم مع المملكة المتحدة من أجل إنتاج طاقة شمسية وهذا يعكس ما تقوم به أرامكو من أجل إيجاد طاقة بديلة\"، مشيرا إلى وجود سعي كذلك لإنتاج طاقة مخفضة الثمن وليس فقط الطاقة الشمسية\". واعتبر النعيمي أن الجامعة انطلقت انطلاقة محدودة بعدد من الطلبة لا يتجاوز ال 400 باحث، مضيفا\" لدينا 400 آخرين جاهزين للالتحاق في مطلع السنة القادمة ، وكذلك بدأنا بتسع اختصاصات و74 أستاذ جامعي ونتوقع في المستقبل أن يكون لدينا 2000 باحث وباحثة \". وفي ذات السياق قال نائب الرئيس التنفيذي المكلف للشؤون الإدارية والمالية نظمي النصر \"بدأنا ب400 ولكن في الحقيقة الطلب على الالتحاق بالجامعة يفوق الآلاف\"، موضحا أن أوائل من التحقوا الدفعات الأولى كان مستواهم أعلى بكثير مما كان متوقعا. وأضاف النصر \"الباحثين من الجامعة من المملكة العربية السعودية فخرنا خاصة وأن مستواهم العلمي والمهني ينافس بل يتفوق على الباحثين الآخرين والمنافسة قائمة بين الباحثين من اليوم الأول للدراسة\". وفي سياق متصل قال رئيس الجامعة البروفسور شيه \" جامعة الملك عبد الله لها منذ البداية توجهات عالمية ولدينا ما لا يقل عن 42 شراكة عالمية في جميع أنحاء العالم في جميع مجالات الأبحاث\".وأوضح أن أهم المشاريع التي نعمل عليها بالجامعة هي تحويل الأراضي الجرداء إلى أراضي قابلة للزراعة بمساعدة المياه المحلاة جزئيا\".