فريق العمل: منال الشريف، هادي الفقيه، سلطان العوبثاني ثول أكد ل «عكاظ» ورئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وزير البترول والثروة المعدنية أن «رؤية خادم الحرمين الشريفين لها ثلاثة أسس؛ أولها: إنشاء جامعة سعودية عالمية في آنٍ واحد تعنى بالعلم والبحث، والثاني: بناء قاعدة اقتصادية أساسها البحث العلمي من أجل الرقي بعلمائنا السعوديين والعالميين الذين سيدرسون في الجامعة، وكذلك بناء قاعدة اقتصادية وصناعية مبنية على المعرفة، والثالث: أن يعمّ الخير والجهد على العالم بأسره». وأوضح النعيمي -إبان مؤتمر صحافي عُقد غداة حفل افتتاح الجامعة- أن زراعة الصحراء بماء البحر الأحمر، أولى التحديات التي وعدت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بتحقيقها خلال السنوات المقبلة، فيما سيمثل البحث عن حلول لمشاكل الطاقة وندرة المياه وحماية البيئة هموما يومية للعلماء والباحثين الملتحقين بها. وبين رئيس مجلس الأمناء أن الجامعة ستكون مصدر خير للعالم كله وليس للسعودية أو لأمتها، وأن افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يمثل حدثا تاريخيا بكل المقاييس؛ لأنه يمثل خطوة فارقة لمستقبل السعودية. تنويع المصادر وقال النعيمي إن الجامعة تعكس رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، مضيفا أن هذه الرؤية تقوم على ضرورة تنويع مصادر المملكة، بدلا من الاكتفاء بسلعة واحدة معرضة، مهما كانت قيمتها، للتناقص. وتابع : «نحن نعلم أن الفرص الاقتصادية والمعيشية تضيق إذا استمر الاعتماد على سلعة محدودة لأجل غير معروف، مهما كانت قيمة هذه السلعة»، مشيرا إلى أن : «هذا ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين لتبنى الكثير من المشروعات الاقتصادية والإعلامية التي تشكل في مجملها خطوات لبناء مجتمع المعرفة». وأوضح النعيمي لعشرات الصحافيين العرب والأجانب -خلال المؤتمر، الذي عقد في مقر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول- أن السعودية تسعى للاستفادة من المورد الأهم وهو العنصر البشري لتحقيق تنمية مستدامة، مع العمل الجاد للتواصل مع العالم الخارجي بغرض وضع حلول ناجعة لمشاكله الراهنة. وفي هذا الإطار قال النعيمي: «من خلال هذه الجامعة يمكننا أن نعمّق مشاركتنا مع العالم في إطلاق الأبحاث والابتكارات التي يمكنها توفير المزيد من التقنيات الحديثة التي تسهم في تحسين مستوى الحياة لشعوب العالم بأسره»، مضيفا: سنعمل على توفير وسائل جديدة تؤمن مزيدا من ضمانات إمدادات الغذاء والمياه والطاقة». مصدر فخر للسعوديين وأشار النعيمي إلى أن الجامعة تمثل ثمرة لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الذي مثل بدعمه ورعايته للمشروع العنصر الرئيس لنجاحه، مضيفا أن جامعة الملك عبدالله تمثل مصدر فخر لكل سعودي، كما تمثل له شخصيا أهم إنجاز حققه على المستوى المهني. ونوه النعيمي إلى أن ما تحقق حتى الآن يمثل بداية لمسيرة سوف تشهد المزيد من الخطوات المهمة . وردا على سؤال حول قدرة الجامعة على استقطاب العقول العالمية وسعيها لتكرار نموذج بيت الحكمة العباسي، قال وزير البترول: «نعم الجامعة تسعى لتكرار هذا النموذج، ولكن بأساليب العصر، هذه الجامعة انطلاقة جديدة للعرب والمسلمين والعالم، ونحن نتطلع لأن تجتمع عقول البشرية في هذا المكان لتحقيق مصلحة العالم». رؤية الملك وفي السياق ذاته، قال البروفيسور تشون فونغ شيه رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية: «نحن نسعى لتحقيق رؤية الملك، فهذه الجامعة تهدف لأن تصبح بيت الحكمة الجديد، ونحن نود أن نجذب أفضل العقول لجامعة الملك عبد الله من أجل الارتقاء بالأبحاث وتطبيقاتها». وأضاف: «نحن ننافس الآن أكبر الجامعات العالمية». وعلق البروفيسور شيه على سؤال حول مدى نجاح الجامعة في استقطاب نساء للعمل والحياة بالسعودية، فقال إن الجامعة بذلت أقصى جهد لجذب أفضل العقول بصرف النصر عن مسألة الجنس، وهو ما أكدته عليه الأستاذة في الجامعة نيفين الخشاب حين قالت أنها قبلت بالعمل في جامعة الملك عبد الله بعدما وفرت لها أفضل موارد الإبداع، مشيرة إلى أن الحديث عن المرأة والرجل في العلم من الأمور غير المنطقية. اختلاف اللغات وشدد وزير البترول على أن الجامعة بدأت أولى خطواتها على طريق العمل كجسر بين الثقافات، مشيرا إلى أن لغة العلم ستذيب اختلاف اللغات بين الأساتذة والدارسين. وقال إن وجود هذا الكم من الطلاب والأساتذة القادمين من مختلف الدول، يوفر بيئة لهذا التواصل كمقدمة للتواصل بمعناه الأوسع عندما تتقدم الجامعة. وفي رد حول تساؤل عن دور الشباب السعودي في الجامعة، قال النعيمي «الباب مفتوح أمام الكثير من الشباب السعوديين الموهوبين لتحقوا بالجامعة وبرامج الدراسات العليا»، مضيفا «نجمع العقول الموهوبة من أنحاء العالم كافة للاستفادة من المواهب والعقول الفذة». وأشار النعيمي إلى أن الجامعة تسعى للاستفادة من المواهب المتقدة في العالم أجمع مما سينتج اختراعات كثيرة، مؤكدا أن هناك حضانات مؤهلة تعتني بالاختراعات وتطورها لصناعات ينتج عنها بناء قاعدة اقتصادية سعودية وتشغل أيادي عاملة كثيرة. قاعدة اقتصادية من جانبه، نوه رئيس الجامعة البروفيسور شيه إلى أن الجامعة ستكون قاعدة لبيئة اقتصادية في السعودية تدفع بالأبحاث للأمام، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إقامة الجامعة لشراكات مع جهات استشارية في أنحاء العالم كافة سيدفع بالبحث العلمي في الجامعة للأمام. وفي سياق متصل، أكد خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية، ردا على استفسار للصحافيين حول سعي أرامكو لإنتاج طاقة بديلة، أن أبرز ما تهتم به الجامعة هو مجال أبحاث الطاقة الشمسية، موضحا أن أرامكو عملت على الكثير من الأبحاث الخاصة بالطاقة الشمسية». وأضاف الفالح «لدينا شراكة نفتخر بها مع اليابان في هذا المجال، كما وقعنا مذكرة تفاهم مع المملكة المتحدة من أجل إنتاج طاقة شمسية وهذا يعكس ما تقوم به أرامكو من أجل إيجاد طاقة بديلة»، مشيرا إلى وجود سعي كذلك لإنتاج طاقة مخفضة الثمن وليس فقط الطاقة الشمسية». آلاف الطلبات واعتبر النعيمي أن الجامعة انطلقت انطلاقة محدودة بعدد من الطلبة لا يتجاوز ال 400 باحث، مضيفا «لدينا 400 آخرون جاهزون للالتحاق في مطلع السنة المقبلة، وكذلك بدأنا بتسعة اختصاصات و74 أستاذا جامعيا، ونتوقع في المستقبل أن يكون لدينا 2000 باحثة وباحث». وفي ذات السياق، قال نائب الرئيس التنفيذي المكلف للشؤون الإدارية والمالية نظمي النصر «بدأنا ب400 ولكن في الحقيقة الطلب على الالتحاق بالجامعة يفوق الآلاف»، موضحا أن أوائل من التحقوا من الدفعات الأول كان مستواهم أعلى بكثير مما كان متوقعا. وأضاف النصر «الباحثون في الجامعة من المملكة العربية السعودية فخرنا، خاصة أن مستواهم العلمي والمهني ينافس بل يتفوق على الباحثين الآخرين والمنافسة قائمة بين الباحثين من اليوم الأول للدراسة». وفي سياق متصل، قال رئيس الجامعة البروفيسور شيه «جامعة الملك عبد الله لها منذ البداية توجهات عالمية، ولدينا ما لا يقل عن 42 شراكة عالمية في جميع أنحاء العالم في جميع مجالات الأبحاث». وأوضح أن أهم المشاريع التي نعمل عليها في الجامعة هي تحويل الأراضي الجرداء إلى أراض قابلة للزراعة بمساعدة المياه المحلاة جزئيا».