كان الناس في الماضي القريب يستخدمون الحافلات أو المشي في التنقل ما بين المشاعر لأداء فريضة الحج، وكثيرا ما تسببت هذه الحافلات في تعطيل شريان طرق المشاعر لساعات طوال، مما زاد إرباك الحجيج في وقت مضى لإتمام مناسكهم بالتنقل بين عدة مواقع (المسجد الحرام، عرفات، مزدلفة، ومنى)، وذلك ضمن إطار مكاني وزماني دقيق، مما حتم وضع خطة جديدة في المواصلات والاستفادة من وسائل النقل الحديثة المتاحة وإضافتها لفك الزحام وسرعة نقل الحجيج بين المشاعر. وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدأ تنفيذ قطار المشاعر مطلع العام 2009م لتسهيل نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة وتخفيف حدة الازدحام المروري بها، وكذلك الحد من جميع المظاهر السلبية الأخرى كالصعود على الشاحنات أو أسطح الحافلات، وقدرت التكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 6.7 مليار ريال. ويخترق القطار المشاعر المقدسة مما سهل نقل الحجيج، وذلك في نقلة بارزة في تاريخ النقل بموسم الحج، حيث يمكن نقل نصف مليون حاج خلال ست ساعات فقط. ويهدف القطار إلى تقليص الاعتماد على الحافلات في التنقل بين المشاعر، حيث قدر أنه سيستغنى عن استخدام أكثر من 30 ألف حافلة، فضلا عن رفع مستوى الأمان أثناء عملية التنقل بين المشاعر. ويتكون قطار المشاعر من 20 قطارا بعدد 12 عربة لكل قطار وحمولة 3 آلاف شخص، فيما قدرت الطاقة الاستيعابية لقطار المشاعر المقدسة بنحو 72 ألف حاج في الساعة الواحدة، وتتميز العربات بالراحة، حيث إن كلا منها مكيفة ومزودة بكافة أنظمة السلامة العالمية «شاشات ونظام معلوماتي متكامل بالصوت والصورة ونظام تلفزيوني للمراقبة». ويتنقل قطار المشاعر المقدسة ما بين تسع محطات رئيسية في عرفات، ومنى ومزدلفة؛ حيث يمر بثلاث محطات مختلفة في مشعر عرفات، وينتقل بعدها ليمر بثلاث محطات أخرى في مزدلفة، قبل أن يتوقف في المحطة الأولى بداية مشعر منى، ثم محطة وسط منى وتكون محطته الأخيرة عند الدور الرابع في منشأة جسر الجمرات. وقد تميز قطار المشاعر بسرعته وسهولة دخول الحجيج إليه والخروج منه، بالإضافة إلى قربه من المستخدمين له على طول خط سيره، ورسم مساره ليسير على خط مزدوج ومرتفع عن الأرض والمحطات، كما روعي في تصميم السكة الحديد جغرافية الأرض وعدم المساس بمجاري السيول أو الاقتراب من الأودية. ومن أجل عدم تكدس المستفيدين من الحجيج في ساحات المحطات فقد وفرت ساحتان للانتظار في كل محطة، تستوعب كل ساحة 3 آلاف حاج، أي بإجمالي 6 آلاف حاج، إضافة إلى ساحة انتظار ثالثة أسفل المحطة لتفويج الحجاج للقطار تباعا، وتتوفر في هذه الساحات جميع الوسائل التي تسهل أداء المناسك بما فيها توفير وسائل للسلامة، ووسائل تلطيف الجو.