يدخل المتابع لحالة المشهد الثقافي السعودي، خصوصا فيما يتعلق بحالة المثقفة السعودية تحديداً في منطقة الرياض، في دوامة من التساؤلات حول حضورها الغائب وصوتها الحاضر في هذا الحقل من خلال الشعارات البراقة التي لا صدى حقيقيا لها كما تصف الكاتبة رقية اليعقوب، التي يكاد يكون حضورها اليتيم على التوالي في ندوات النادي الأدبي في الرياض، وتعزو ذلك بقولها «من شب على شيء شاب عليه، أعرف هذا المكان جيداً وله مساحة كبيرة من اهتماماتي ورغم وجودي الدائم في النادي الأدبي لم ألاحظ حضور عضوات النادي بشكل مستمر من قبل، أفتقد حضور المثقفة السعودية والعضوة في المؤسسات التي تعنى بالمشهد الثقافي اليوم». ومن جهتها، تعزو الشاعرة والعضوة في النادي الأدبي في الرياض هدى الدغفق هذا الغياب إلى ظروف الإصلاحات التي يعيشها الشارع في العاصمة الرياض، إذ إن الوصول إلى النادي أصبح يستغرق أكثر من ساعة ونصف، إضافة إلى مشكلة المواصلات للنساء، فليس كل النساء لديهن سائق خاص، مضيفة: «عندما يقام ملتقى كملتقى النقد الأدبي مثلاً في فندق في وسط العاصمة وموقعه ممتاز يلاحظ الحضور القوي من النساء والرجال، ويجب أن لا ننسى أن تعدد المحافل الأدبية والصالونات حدّ من موقع نادي الرياض الأدبي كمؤسسة ثقافية وحيدة»، لافتة إلى «أن الجهود التي بذلتها عضوات النادي في جمع المثقفات كانت كبيرة، لكن المرأة في المنطقة الوسطى عادة لا تحب اعتلاء المنبر، إضافة إلى أن الثقافة تحولت إلى أمزجة». وتشير الدغفق إلى أن النادي الأدبي مستمر في فعالياته، والأنشطة الخاصة بالنادي توزعت على أكثر من منتدى والاجتماعات مع الأعضاء والعضوات على طاولة واحدة مستمرة لكنها تقلصت لتصبح كل شهر بقرار من الوزارة، وتكشف إلى أن هناك بناء جديدا يشتغل عليه الآن في موقع ممتاز وهذا سيغير صورة الرياض بشكل عام وليس فقط صورة النادي. فيما اكتفى رئيس مجلس الإدارة في نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري حول سؤاله عن غياب النساء بالقول «لا أعرف ما ظروفهن». وترى الكاتبة سناء ناصر أن وضع النادي كان أفضل بكثير قبل عشر سنوات من حيث الفعاليات ونوعية الأنشطة التي يقدمها، وتضيف «النادي الأدبي بحاجة إلى دماء جديدة ووضع النادي الأدبي الآن خارج الركب لا أثر للتطور يجذب الروح الشبابية، وعدم المواكبة بين الحضور والأعضاء يشكل عائقا كبيرا، ويجب أن لا ننسى أن جميع الأعضاء في النادي غير متفرغين وبالتالي لن يكون هناك اهتمام رئيسي بأنشطة النادي لتكون على المستوى المطلوب»، مطالبةً بتدشين المسرح والموسيقى في النادي كجزء أساسي من الفنون التي يجب أن يُعتنى بها، إضافة إلى فتح باب التطوع للشبان والشابات في النادي لتفعيل رؤية جديدة في المشهد الثقافي.