جاءت نتائج انتخابات «أدبي الرياض» مرضية لمعظم أعضاء جمعيته العمومية، بعدما ظل هاجس فوز شخصيات مغمورة لا تملك حساً إدارياً وموهبة أدبية بمجلس إدارة النادي يؤرق المتابعين، بحكم ما يمثله النادي من ثقل ثقافي وأدبي على المستوى المحلي. حصل الأكاديميون على نصيب الأسد من أصوات الناخبين. فكان لأكاديميي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الحظ الأوفر عبر ثلاثة أسماء، وهي: عبدالله الوشمي وصالح المحمود وعبدالله الحيدري. أما جامعة الملك سعود فلم يفز منها سوى اسمين، هما: صالح معيض ووضحاء آل زعير. أما بقية أعضاء المجلس فكانت للنساء فيه حصة موازية لحصة الأكاديميين، إذ فازت كل من ليلى الأحيدب وهدى الدعفق ورحاب أبوزيد، إضافة إلى عنصر نسائي مشترك مع الجانب الأكاديمي، وهي آل زعير. في حين مثل الإعلاميين هاني حجي، فيما بقي بندر الصالح اسماً بعيداً عن التصنيف بين بقية فئات وشرائح أعضاء مجلس الإدارة الجديد. وعلى رغم ما شاب أجواء ما قبل الانتخابات من توتر، وذلك بحكم الدعوات التي أطلقتها مجموعات على الإنترنت منذ فترة وتنادي «بحماية الأندية الأدبية من كل مظاهر التغريب وعودتها لأحضان الأصالة». إلا أن هذه الدعوات سقطت ولم تؤثر في قلب خط سير الانتخابات كما تنبأ البعض بذلك. ومع ذلك فقد شكل خروج بعض الأسماء خارج دائرة مجلس الإدارة الحالي مثار تساؤل الكثيرين، وذلك بحكم ما يمتلكه هؤلاء من فاعلية بالمشهد الأدبي، إضافة إلى الخبرة التي يمتلكونها في إقامة الأنشطة والفعاليات الثقافية. وذكر بعضهم أن مرد ذلك عائد إلى أن الانتخابات «ليست كما يتصورها المثقفون من أنها قائمة على الخبرة والنتاج الأدبي، بقدر ما تمثل العلاقات الشخصية والقدرة على استقطاب الأصوات عبر عقد التحالفات السرية مفتاح النجاح من عدمه». ولم تكن انتخابات أدبي الرياض استثناء من مفاجآت جميع الأندية، إذ تبرز دائماً أسماء لم تكن في دائرة الترشيح ضمن عضوية المجلس في أذهان المتابعين القارئين للأسماء والعملية الانتخابية من السطح، إذ شكل فوز القاص والصحافي هاني حجي مؤشراً لافتاً للنظر، قالباً بذلك الطاولة في وجوه الكثير من المرشحين المعروفين بشعبيتهم، كما شكل أيضاً فوز بندر الصالح الاستغراب بوصفه اسماً غير نشط بالتفاعل الثقافي بالنادي الأدبي. من جانب آخر، نحا الاقتراع السري لأعضاء مجلس الإدارة منحى متوقعاً، إذ جاء فوز الوشمي بالإجماع رداً على كل المشككين الذي كانوا يطالبونه بمغادرة النادي والمحافظة على مكتسبات المرحلة الماضية، فجاء هذا الإجماع مؤشراً إلى الثقة التي يحظى بها بين المثقفين. يذكر أنه لم يفز أي رئيس نادٍ في الانتخابات الماضية بالإجماع سواء الوشمي ومن قبله رئيس نادي الأحساء الحالي الدكتور ظافر الشهري. وعلى رغم السطوة النسائية على مقاعد عضوية مجلس الإدارة إلا أن خلو المناصب من أي اسم نسائي أثار التساؤلات حول غياب التنسيق بين هؤلاء النسوة لدعم إحداهن لتتقلد أحد المناصب، وجاء فشل هدى الدغفق كمرشحة لنائب الرئيس، وحصولها على صوت يتيم، ما رجح كفة عبدالله الحيدري، ليضيع على نساء «أدبي الرياض» فرصة تاريخية، وهي حصول أول امرأة على منصب نائب رئيس نادٍ أدبي.