الدمام،الباحة – بيان آل دخيل، رية مليح كشغري: معاناة إقصاء المرأة حاضرة في كل مناطق المملكة بدرجات متفاوتة غريب: ما حدث للدكتورة سعاد المانع أعتبره اجتهاد تعتبر المرأة السعودية اليوم عنصرا هاما في الأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة، ولوحظ مؤخرا التحاق العديد من المثقفات بمجالس إدارات الأندية الأدبية، وفي الوقت الذي يتحفظ فيه بعض المثقفين عن وجود المرأة في إدارات الأندية “المرأة”، تبرز أصوات من هنا وهناك ترفض وبشدة وجود المرأة في الأندية الأدبية رغم الحضور الكبير الذي تحقّقه المثقفة السعودية، وإثرائها للساحة الأدبية في العديد من المنابرالأمرالذي فرض طرح العديد من الأسئلة: لماذا تغيّبت المرأة في بعض الأندية الأدبية؟ هل هناك رفض لمشاركتها في مجالس الأندية، أم هي العادات والتقاليد؟ أم أن لرجال الحسبة دورا في ذلك؟ وما موقف الجنس الآخر في مشاركة المثقفة؟ جملة آراء تتناولها “الشرق” في ثنايا الأسطر التالية: عادات وتقاليد أميرة كشغري تقول عضو مجلس إدارة أدبي جدة أميرة كشغري ” بالتأكيد مشاركة المرأة في الأندية الأدبية مكملة لمشاركة الرجل، وبعد وصولها إلى مجالس الإدارة سيكون الأمر مختلفاً، لأن الانتخابات حمّلتها مسؤولية، ويجب أن تكون على قدرها، وينبغي أن تكون مشاركة المرأة فاعلة وتؤكّد حضورها كعنصر فاعل في الأنشطة الأدبية”. وترى أن معاناة إقصاء المرأة موجودة في كل مناطق المملكة بدرجات متفاوتة، وهي شيء طبيعي في مجتمع لم يتعود حضورها على مستوى المشاركة في الحياة “. حداثة وجود وتعتقد كشغري أن قلّة عدد النساء في الأندية أمر طبيعي نسبة لحداثة وجودها في الأندية، وقالت “إن اختيار ثلاث سيدات في جدة أمر طبيعي، فهناك 37 سيدة في الجمعية العمومية من أصل180 سيدة، وترى كشغري وجود المرأة كرئيسة للنادي المعضلة الكبرى، إذ إنه لا يوجد أي مانع لأن تتولّى الرئاسة، ولكن وجودها في الرئاسة غير عملي في المرحلة الحالية، فالمجتمع يتطلب من الرئيس التزامات ومسؤوليات كبيرة، وهناك عوائق ما تزال موجودة وستأخذ وقتاً حتى تكون المرأة قادرة على الحضور والحركة والتواصل مع الأجهزة الحكومية”. رئاسة النادي وترى عضو الجمعية العمومية في أدبي الشرقية، مريم أبو بشيت، أن مشاركة المرأة مهمة جداً لكون النادي أحد مؤسسات الدولة وقالت “نحن متفائلات أن تحصل المرأة على مقعد رئاسة النادي، ونطمح لهذا التغيير الحقيقي، والسبق الذي سيحققه النادي الأدبي بالمنطقة أن تكون رئيسة النادي امرأة، ولن نكتفي بعضوية مجلس الإدارة، ونتمنّى في المرحلة المقبلة أن يكون للمرأة مجالها الذي تستطيع عبره أداء مهامها، ولا ينقصنا شيء في المنطقة الشرقية لتحقيق ذلك”. تغييب المرأة وأكّدت عضو مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي هدى الدغفق على ضرورة وجود المرأة، وقالت “من خلال مشاركاتي، لاحظت أن المرأة تُغَيّب من الاختيارات، وقد يكون السبب غير مقصود، فطبيعة التربية الأبوية والذكورية تدفعه لتنحيتها دون قصد”. ولا تعتقد أن انفتاح فكر رئيس النادي يساهم في نيل المرأة حقوقها، لكنها تشير إلى الرأي الغالب فهو “ذكوري”، وترى الدغفق أنه قد يتمنّى المحتسبون عدم مشاركة المرأة، وأن تعود لمتابعة الفعاليات عبر الشبكة، لكن مع الاحترام لرأيهم يظل هناك مناخ للتأييد من خادم الحرمين الشريفين، وهو السائد، والقوة التي تدير دفة أي نشاط في أي مجال ثقافي. وتضيف ” لا توجد فرصة للاستفزاز، فالمكان ثقافي، والكل ينأى بنفسه عن الصراعات، وأعتقد أن المرأة في جميع المناطق ستحضر للنادي إذا وجدت المغريات المعنوية”. ضوابط الدين وبيَّنت القاصة شريفة سعد أن المرأة شريكة الرجل في كل المجالات حتى في الحرب، ولا ضير من مشاركتها له في مجالس إدارات الأندية الأدبية، بشرط أن تكون المشاركة وفق ضوابط الدين والعادات، أي تماما مثل المشاركة في قطاع التعليم فكلا يحتفظ باستقلاليته والحوار والمشاركة والآراء مشتركة. وتضيف شريفة “عادة إنتاج المرأة الأدبي وحضورها أقل بسبب أمومتها أولا وخوفها من العادات والتقاليد ثانيا. والبعض يرفض مشاركة المرأة في الأندية الأدبية إما خوفا عليها أو خوفا منها.” سوء فهم وعلّقت الدكتورة سعاد المانع قائلة” ليس بين المثقفين والحسبة أي عداوة فكلانا يكن الاحترام للآخر ولكن كثيراً ما يحصل بين الطرفين سوء فهم، فما حدث لسعاد المانع في إحدى مناسبات النادي أن رجال الحسبة لم يعارضوا مشاركتها في النادي فقط عارضوا جلوسها في المكان المخصص للرجال وطالبوا بأن تجلس في المكان المخصص للنساء في الصالة، وسعاد مثقفة لها رصيد ثقافي وعلمي كبير جداً وأيضاً سيدة لها احتكاك بثقافات الشعوب الأخرى، ولها مكانتها العلمية العالية وسنها المحترم. ولكن عندما نحتك بأي مجتمع فلابد أن نحترم عاداته تماما مثلما نفعل عندما نسافر للدول الأجنبية ألسنا نقرأ سلفا نظمهم وعاداتهم ومن ثم نمتثل لها حتى لا نؤلب الآخرين علينا، ونتمازج مع نسيجهم الثقافي وهذا ما يجب أن نفعله نحن المثقفين داخل أو خارج البلاد. حق طبيعي ظافر الشهري ويستغرب رئيس النادي الأدبي بالأحساء ظافر الشهري أن تطرح أسئلة كثيرة عن المرأة، وكأنها من المريخ، مضيفاً “حقها الطبيعي أن تشارك في النادي، وأي مكان آخر”. وذكر الشهري تجربة نادي الأحساء قائلاً “الأمور ممتازة جداً بعد دخول المرأة، وهناك فعاليات في النادي لم تكن لتنجح لولا وجود سيدتين في مجلس الإدارة، فالمرأة أقدر على معرفة احتياجات المرأة”. وأضاف “لا تجعلوا المرأة قضية، فهي جزء من الكيان والتركيب الاجتماعي، ولا يمكن أن تقصى”. ويرى الشهري أن المرأة قامت بدورها على أكمل ما يمكن وفق معايير العمل والمجتمع، وليس هناك أي مشكلة إدارية، مشيراً إلى أن الإعلام يضخم الأمور، ويصور وجودها كأنها حصلت على هذه المناصب بعد عناء. وتابع الشهري” لماذا لا تكون رئيسة للنادي؟ إذا جاءت بالانتخاب.” وعزا الشهري قلة عدد النساء إلى سجل الجمعية العمومية الذي شمل 425 رجلا، و70 امرأة، فمن الطبيعي أن يكون العدد النهائي في المجلس كرسيين للمرأة، فالمسألة ليست أكثر من نسبة وتناسب”. أربع نساء من أصل عشرة أعضاء الدكتور عبدالله حيدري و تحفظ نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري حول قلة أعداد النساء، وقال “المرأة كانت تحلم بمقعد واحد، ووجود أربع نساء في المجلس من أصل عشرة أعضاء نسبة عالية جداً، و أن المرأة كانت تشارك على استحياء عبر اللجان الثقافية، وكانت تحاول إيصال صوت المرأة لمجالس الإدارة”. ويضيف الحيدري “أن المنعطف الأهم في تاريخ المرأة هو قرار الوزارة للسماح للمرأة أن تكون عضواً، وأن تحصل على كامل الحقوق، مثلها مثل الرجل، في الترشّح والترشيح، ودخلت المرأة بقوة في المجالس بالانتخاب،. ورأى أن العمل في المناصب الإدارية مرهق، ووجودها في مجلس الإدارة خطوة مهمة، ويجب عليها أن تثبت وجودها، وألا تعتذر عن الأعمال التي تكلّف بها”. أنشطة نسائية ويقول رئيس نادي الجوف الدكتور محمد علي الصالح “أي إنسان عقلاني وناضج يستطيع أن يقرر أن وجود المرأة مهم في جميع جوانب الحياة، ولو قلنا إنه مختلف، فالمرأة لاتزال لها خصوصية، ووجود نساء في مجلس الإدارة يفتح آفاقاً جديدة وكبيرة لكل البرامج النسائية”. ويعتقد الصالح أن الاتهام بنظرة الرجل الذكورية لايزال قائماً، فالمرأة موجودة في التعليم بنسبة كبيرة جداً، وكذلك في الصحة، لكنها مغيبة في بقية المجالات. مشيراً إلى أن وجود المرأة في أعلى سلطة تنفيذية في النادي الأدبي، يعطي فرصة أكبر لفتح نوافذ أكبر للأنشطة النسائية، ويوجد أصوات مؤثرة. حضور متأخر عطا الله الجعيد يرى رئيس نادي الطائف الأدبي عطا الله الجعيد أن وجود المرأة في مجالس الأندية الأدبية جاء متأخراً، وأن وجود أربع سيدات في الطائف من بين عشرة أعضاء (النسبة قرابة النصف) يدل على أن المرأة لها حضور، وجميع الناس مدركون ومؤمنون لأهمية أن تكون المرأة حاضرة في الجانب الثقافي بشكل أساسي. ويضيف”لا غرابة، خاصة أن القيادة الحكيمة دعمت وجود المرأة، وكان لها السبق في المشاركة في مجالس الشورى التي تعد من حيث المشاركة المجتمعية أكبر من وجودها في الأندية الأدبية، ونتطلع لأن تكون هناك مشاركة أعمق للمرأة، وأن تحظى بتأييد شقيقاتها النساء خاصة”. وأكد أنه في النادي لم تحدث مضايقات أو إزعاجات بسبب رفض وجود المرأة. الحوار الوطني وقال نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة عبدالله غريب “لا يوجد رفض تام لمشاركة المرأة في فعاليات الأندية الأدبية على مستوى المملكة، نعم قد يكون هناك تحفظ من البعض ولكن مجالس إدارات الأندية الأدبية لا تبصم على كل شيء فلديها أعضاء يعرفون ويقدرون الأمور ويضعونها في نصابها، وعلى سبيل المثال منطقة الباحة أعطى المرأة فرصة واسعة للمشاركة في النشاط الثقافي العام وفي ملتقى الرواية وملتقى الشعر على وجه التحديد وكذا في المشاركة في عضوية اللجان قبل وبعد انضمام عضوتين إلى مجلس الإدارة. وأضاف”أن المرأة وصلت بثقافتها الرصينة وإبداعاتها، ونوّه غريب عن آخر مشاركة للمرأة في الحوار الوطني مؤخرا وإلقاء المثقفة القاصة “شيمة الشمري” من أدبي حائل كلمة أمام خادم الحرمين الشريفين الذي أولاهن عناية فائقة وتحدَّث إليهن في مجلسه العامر بالرياض . رجال الحسبة وقال غريب “إن دور الحسبة دور لا يستهان به وهم إخوان لنا قد يكون لهم اجتهادات كما تكون لنا في نشاطاتنا وبالتأكيد يعتريها النقص والضعف نتيجة الاجتهاد الذي قد يفضي للخطأ وقد يكون الصواب ولكني ضد تقمص دور رجال الحسبة المعنيين وهم معروفون لدى جهات الاختصاص ممثلون بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعرفون واجباتهم كأي جهاز من أجهزة الدولة ويمكن محاسبتهم على ما يفعلون لأنهم بشرغير معصومين أما أن تنفلت الأمور ويصبح الكل يفتي من عنده ويمنع ويدعم ويفعل ما يريد تحت مظلة الحسبة فهذا مالا نريده وإلا فكلنا محتسبون ولكن يظل التخصص لهذا العمل من شأن ولي الأمر أولا ثم من شأن الجهات التنفيذية، وما حصل بشأن الدكتورة سعاد المانع أعتبره في حكم الاجتهاد ولا يمثل وجهة نظر الجهات التي نظّمت اللقاء كما لا يلغي دور العمل الاحتسابي الصحيح بدليل أن الهيئة، أكّدت بأن من قال في تلك الليلة أنه يمثّل الهيئة غير صحيح علما أنها لم تكن كما ذكر البعض متبرجة فكانت ملتزمة بالهدوء والحجاب الذي رأت أنه كاف أمام مكانتها العلمية وسنها بالنسبة للحاضرين. حكم المجتمع حسن الزهراني وشدد رئيس النادي الأدبي في الباحة حسن الزهراني بقوله “يجب أن نؤمن بحق المرأة في ممارسة حياتها كإنسانة تملك فكراً وإبداعاً وطموحاً وقدرة على المنافسة في شتى المجالات التي تناسب طبيعتها، ومشاركتها في عضوية مجالس الأندية الأدبية من ضمن هذه الحقوق، أما رفض مشاركتها في الفعاليات فلا تكون إلاّ من جاهل منغلق متحجر،” وأضاف” ينبغي أن نعترف أننا في مرحلة البداية والتي استمرت طويلاً بسبب الصراع بين الأطراف المؤيدة والمعارضة وحكم المجتمع كذلك، وهذا العدد القليل هو عدد الجسور الذي أسس للانطلاق والحضور المرضي للمرأة في مشهدنا الثقافي. ظروف اجتماعية وبين الزهراني بأنه يجب الاّ نصب اللوم بأكمله على الحسبة فكثير من فئات مجتمعنا أكثر تعنّتاً من بعض الحسبة ومازال بعض النساء من هذه الفئة، وما حدث عندنا ليس له علاقة بالحسبة إنما كانت محاولة لإفشال انتخابات النادي ولو لم تكن سعاد المانع حاضرة لحدث ما حدث بصيغة أخرى، وحول عدد المثقفات بمجلس النادي قال الزهراني بأن المثقفات في الباحة كثر لم يتقدم منهن للجمعية سوى سبع مثقفات فاز منهن مثقفتان بعضوية مجلس الإدارة، أما عدد مثقفات المنطقة فليس بوسعي أو بوسع أحد حصره وكثير من المثقفات آثرن الغياب لظروف اجتماعية لم نستطع إلى الآن التغلب عليها ولكنني متفائل جدا في المرحلة المقبلة بأن تتواصل المثقفات مع النادي وأعتقد أن وجود عضوتين في المجلس سيسهل المهمة ويحقق الأمل بإذن الله.”