تستعيد مطابخ البيوت في مناطق السعودية كافة هذه الأيام نكهة وجبات نمطية ترتبط بالذائقة ويتناقلها الناس من جيل لآخر، إذ تفوح روائح المحشوش والمقلقل والمقطوطة وكذلك حلوى اللبنية والدبيازة خلال أيام عيد الأضحى متحدية الوجبات السريعة ال «تيك أوي» التي تتقهقر أيام العيد وتبتعد عن موائد الدسم. ورغم دخول وجبات جديدة إلى طاولة (الاكليلة) ولكن تظل الوجبات الشعبية تقليدا نمطيا يتحدى الزمن. ففي منطقة جازان نجد أن وجبات المحشوش والمفالت والمفحس تتسيد الموائد خلال أيام الأعياد ولا يكاد يخلو منها منزل، إذ تعيد هذه الوجبات رائحة الدسم القديم. وقال محمد أبو عبد الله من منطقة جازان إنه بعد صلاة العيد تمد موائد الإفطار في شوارع القرى والمدن ويتلذذ الناس بأكلة المحشوش وهي عبارة عن قطع لحم صغيرة دسمة مضاف إليها البهارات وهي وجبة أساسية مرتبطة بعيد الأضحى المبارك. وأضاف «أن أكلة المحشوش تعد أكلة شعبية تتوارثها الأجيال وأصبحت بمرور الزمن ثقافة غذائية تعبرعن المنطقة». وفي المدينةالمنورة، اعتاد أهالي طيبة الإفطار على (المقلقل والسلات) خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وخلال إعداد المقلقل يتم تقليب اللحم على نار هادئة حتى يتم نضجه مع المرقة، ولا يخلو بيت في المدينةالمنورة من أكلة المقلقل الصباحية التي تعد واحدة من وجبات الدسم خلال أيام العيد. وفي تبوك الورد، يترقب الأهالي بشغف موسم عيد الأضحى واستخراج (الكبدة والكلاوي وبعض أجزاء اللحم) لطبخ أكلتهم المفضلة (المقطوطة) وهي تعتبر أحد أشهر الوجبات التي تحرص العائلات في تبوك على تناولها خصوصا أن اللحمة المطبوخة تكون طازجة. ويتم طبخ المقطوطة بتقطيع الكلاوي والكبدة ولحم الضأن إلى قطع صغيرة صغيرة وتتبل ويتم طبخها بالسمن لتكتسب اللون الداكن، وتقلب مع البصل، ثم يضاف إليها كوب ماء دافئ مع الملح والفلفل الأسود والثوم المدقوق وصلصلة الطماطم وتطبخ لوقت محدد ثم تحضر لتأكل مع الخبز. ويؤكد محمد العطوي أن المقطوقة تعد أجمل وجبة صباحية في أيام العيد بعد ذبح الأضحية مباشرة، خصوصاً أن اللحمة تكون طازجة وذات مذاق مميز. من جهته، أوضح سعود البلوي أن أغلب المنازل لا تخلو من المقطوطة الصباحية، منوها أنها أكلة مفضلة منذ القدم لدى أهالي منطقة تبوك. وبالنسبة لأهل الحجاز فإن هناك أكلات شعبية مشهورة منها المقلقل والدبيازة والمشبك واللبنية والزلابية واللقيمات تتسيد موائد العيد وأصبحت تقليدا نمطيا لا يخلو منه منزل.