يتفنن أهالي منطقة جازان في إعداد تشكيلة من الوجبات الدسمة في أيام عيد الأضحي، منها المحشوش، وهي أكلة شعبية لذيذة لها ارتباط وثيق بعيد الأضحى، حتى إنه في بعض القرى يطلق على عيد الأضحى عيد المحشوش، لأنه لا أحد يعد هذه الوجبة إلا في أيام عيد الأضحى. وطريقة إعداد هذه الوجبة عندما تذبح الأضحية تتولى النساء الكبيرات في السن مساعدة الرجال في تقطيع اللحم بعد فصله عن الشحم والعظم إلى قطع صغيرة، فضلا عن تقطيع الشحم إلى قطع متوسطة أكبر من قطع اللحم، وبعد ذلك يجري غسله وتنظيفه وتركه معرضا للهواء حتى يجف من الماء. وفي هذه الأثناء تجهز ربة المنزل البهارات المكونة من الكمون، الفلفل الأسود، والكركم، والبصل وغيرها من البهارات الشعبية مضافا إليها القرفة والهيل المطحون، بعد ذلك تحفر حفرة وتوضع فيها ثلاثة أحجار متقاربة الأحجام ثم توضع القدر عليها ويجري إشعال النار تحت القدر. وبعد ذلك يوضع الشحم مباشرة ويقلب حتى ينصهر منه الزيت ويسمى الصليل، في هذه المرحلة يتغير لون قطع الشحم إلى اللون الذهبي ويتقلص حجمه، بعد ذلك يوضع عليه اللحم ويستمر في التقليب والتحريك بدون توقف لحوالى الساعة حتى لا يحترق أثناء التقليب، ثم توضع البهارات والملح، وهناك علامات لاستواء الطبخة منها تغير لون اللحم إلى اللون البني الغامق، عند ذلك يضاف الهيل والقرفة التي تضفي على المحشوش نكهة، وتتكرر العملية مع كل طبخة وعادة ما تبدأ الأسرة في عملية طبخ المحشوش من بعد صلاة المغرب من يوم العيد وتستمر حتى منتصف الليل، حسب كميات اللحوم، أضف إلى ذلك أن بعض الجيران يجتمعون في مكان واحد للطبخ ومن مميزات أكلة المحشوش أنها تحتفظ باللحم لنحو عام ويجري تناوله مع خبز الخمير.