هل هو حسن حظ هيلاري كلينتون، أن صار منافسها في الوصول إلى الرئاسة الأمريكية رجلا كثير السقطات، خاليا من اللباقة السياسية، ميالا إلى العنف، مملوءا بالغطرسة والغرور؟ حين يكون المنافس ضعيفا، أو سيئا، يسهل التغلب عليه؛ فالناس عندما يرون أنفسهم أمام اثنين لا بد من الاختيار بينهما، غالبا يختارون الأقل سوءا، حتى وإن لم يكونوا راضين عنه تماما، وقد يكون هذا ما سوف تؤول إليه الانتخابات الأمريكية هذا العام. انتخابات أمريكا هذه المرة جذبت أنظار العالم أكثر من المرات السابقة، ليس لوجود مرشح يرجون أن يكون فوزه خيرا على العالم ونشر السلام؛ فالناس يدركون أن أي رئيس للولايات المتحدة لا تهمه أوضاع العالم إلا بقدر تأثيرها على بلاده، وأنه لن يقدم على أي خطوة لصالح السلام العالمي ما لم ير لها مردودا إيجابيا على أمريكا نفسها، لذا فإن الناس ليسوا منجذبين لمتابعة الانتخابات الأمريكية بسبب توقعهم ظهور اختلاف إيجابي في السياسة الأمريكية الخارجية، وإنما هم منجذبون لأسباب أخرى، فهذه الانتخابات تميزت بشيئين: أحدهما، شخصية المرشح ترمب وما تثيره تصريحاته وتغريداته وخطبه من ردود أفعال غاضبة وساخرة لدى كثير من الأمريكيين أنفسهم، حتى من كان منهم منتميا إلى حزبه السياسي. والآخر كون المنافس لترمب على كرسي الرئاسة هي امرأة! وما يثير في هذا، ليس لأن هذه هي المرة الأولى التي ترشح فيها امرأة لمنصب رئاسة الحكومة، فهناك دول كثيرة سبقت أمريكا في اختيار امرأة رئيسة لحكومتها كألمانيا وبريطانيا والبرازيل وباكستان وبنغلاديش والفلبين وتركيا وإسرائيل وغيرها، لكن الفارق هو أن حكومات تلك الدول أغلبها لا تتعدى سلطتها حدود بلدانها، أما أمريكا فليست كذلك، حكومة أمريكا تدير العالم كله، ومتى استلمت القيادة فيها امرأة فذاك يعني أن العالم كله سيكون مسيرا بقيادة تلك المرأة! هل ستفوز هيلاري كلينتون؟ وكيف سيكون وقع ذلك في نفوس بعض الذين (يأنفون) في داخل بلدانهم من أن تحكمهم امرأة؟ [email protected]