«سيدي طفلي، ترى أين قضيت الليل، ليل الأحد؟ مثقلا بالشغل؟ أم بين ذراعي أغيد؟ لست غيرى، أنت إن أحببتني عانق الأرض، ونم في الفرقد ليس حبي الطوق، أفدي عنقا هي عندي قطعة من كبدي أنا أهواك كما أنت، استرح لا تبادرني بعذر في غد» رحم الله لميعة عمارة، كانت شاعرة عذبة الشعر حقا، وكان شعرها تقريبا كله معبرا بصدق عن مشاعر المرأة، إلا في هذه القصيدة. في هذه القصيدة وجدتها تنطق بلسان الرجل وليس بلسان المرأة، هي هنا تعبر عما بداخل الرجل من الأماني العذاب، فأغلب الرجال يودون أن يعددوا الزوجات، وأن يتنقلوا بين العشيقات، وأن ينهلوا من الخيانات المحرمة وغير المحرمة، ثم يعودوا إلى الزوجة فيجدوها باقية على حبها لهم، لا تزعجهم بغضب ولا تكدر صفوهم بانفصال وهجر، راضية عما يفعلون لأنه (يسعدهم)! هذه أماني الرجل، أما المرأة!! فكاذبة ثم كاذبة ثم كاذبة، من تقول إنها ليست غيرى متى تركها من تحب وذهب إلى غيرها! الغيرة أمر غريزي في البشر، ومن ينكرها ينكر تلك الغريزة الفطرية التي وضعها الخالق في نفوس عباده. من الذي لايغار يا لميعة؟! لو أن الشاعرة قالت: لست غضبى! لقبل قولها إلى حد ما، أما لست غيرى! فهذه فيها نظر، وأي نظر!! هناك فرق بين أن تغار، فتشعر بحرقة الغيرة تقطع كبدك وتسيل مرارتها على شفتيك، لكنك تجتهد في كتم ذلك الشعور وتقاوم النار التي تصطلي داخلك لأنك لا تريد أن تنغص سعادة من تحب، وبين أن تجحد مشاعر الغيرة داخلك فتنكر وجودها. إن هذا لا يحدث إلا في حالة واحدة فقط، أن يكون ما تدعيه من حب، ليس صادقا. [email protected]