الغيرة غريزة أوجدها الباري عز وجل في المرأة كغريزة الأمومة ، ونادراً ما نجد امرأة لا تغار والغيرة أنواع منها المدمر ومنها المحبب للنفس ولكن لابد من وجود حدود لتلك الصفة ألا وهي الغيرة.. وكثيراً ما نسمع عن الغيرة العمياء ومنها نجد أن هناك بعض النساء لا هم لهن سوى تعقب حركات وسكنات أزواجهن وتتبع أخبارهم والتشكيك في كل تصرفاتهم والغيرة ممن حولهم ، وبأفعالهن تلك تنفصم عُرى المحبة والثقة بينهن وبين أزواجهن والكل يعلم بأن الغيرة تهدم البيوت الآمنة وهي مفتاح للطلاق!!. ومن هنا نجد أن الغيرة إذا تجاوزت حدودها ستعكر صفو الحياة الزوجية والأسرية وتؤدي إلى زعزعة الثقة بينهما وقد تؤدي إلى أبغض الحلال إلى الله وهو الطلاق في بعض الحالات. ولذا من وجهة نظري أقول إن الاعتراف بالخطأ إذا كانت غيرتك أيها الأخت الكريمة في غير موضعها حاولي اصلاح ما أفسدت والأهم من ذلك عدم تكرار الخطأ مرة أخرى، وعلى كلا الزوجين أن يمنح الآخر ثقته ويحسن معاملته حتى تسير دفة الحياة في خير وسلام ، وعدم الاندفاع في شتى الأمور فالتأني والتحري خير من الاندفاع وسوء الظن، والابتعاد عن كل أسباب اشتعال الغيرة المذمومة في نفس الطرف الآخر. وأود أن أشير هنا إلى أن الغيرة ليست دائماً دليل الحب فأحياناً تكون دليل أمور أخرى بعيدة كل البعد عن الحب ، فعندما تغار المرأة تبكي وتذرف الدموع وتكره الرجل بينما في المقابل نجد الرجل عند غيرته يصمت ويكره نفسه أحياناً لأن الحب الكبير يولد الغيرة وأما الغيرة الشديدة فتقتل الحب. تعدد الزوجات مرة أخرى تلقيت عبر الايميل ردوداً متنوعة حيال مقالي في الأسبوع الماضي ..فمنهم من غضب ومنهم من أيد وأود أن أقول إن ما كتبته عن تعدد الزوجات ليس فيه ما يغضب فكان ما كتبت أوضح فيه (التعدد بين الرفض والقبول) وقلت إن التعدد له أسبابه وإن التعدد لا يعني الجحود للزوجة الأولى أو نكراناً لها كما نرى عبر ما يبث في وسائل الاعلام المختلفة وأنه ضد الزوجة الأولى، كما تضمنت مقالتي السابقة مكانة المرأة في الاسلام وكيف أعطى الإسلام المرأة المكانة اللائقة بها واعتنى بها أي اعتناء فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، وهي مربية الأجيال ، وقد أكد ذلك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في أحاديث عدّة حيث قال (النساء شقائق الرجال) و(رفقاً بالقوارير).. رفض الزوجة لزواج الزوج بأخرى الزواج من أخرى مشكلة كبيرة عند بعض النساء وقد نسمع عبارة (أنا مثل الفريك ما أحب شريك) و(المرأة الحرة لا تقبل الضرة) ..ومع كل ذلك أقول التعدد مشروع من المولى جل وعلا ولا ينكر أحد شرعيته ، ولكن الذي أراه أن الإنكار والاستنكار يأتي من ناحية اجتماعية نفسية ومن الطبيعي أن نجد المرأة تغار على زوجها وشريك حياتها من أي امرأة أخرى والغيرة دليل الحب ولكن لابد أن تكون تلك الغيرة معقولة ولا تكون لحد تضييق الخناق ، ولكن على المرأة أن تحكم العقل لا العاطفة فالمشاهد أن بعض النساء عندما يتقدمن في السن ويكبر الأبناء والبنات وتزيد مشاغلهن في بيوتهن تصبح أما حنوناً أكثر من زوجة في الوقت الذي تزداد فيه هموم الرجل ومسؤولياته ويبدأ بالبحث عن الدفء والحنان الذي يخفف عنه هذه الهموم ، فلا يجد زوجته عند ذلك فيبحث عن زوجة أخرى تقوم برعايته ومشاركته أحلامه وأفراحه وأتراحه بدلاً من الكلمة التي يرددها البعض (خلاص احنا كبرنا) أو (ياخويا أهبط راحت علينا..) الخ. لذا على المرأة أن تبقى عروس زوجها إلى آخر يوم في حياتها بمعنى أن تعطيه الحب والحنان والكلمة الجميلة كما كانت في بداية حياتها الزوجية ..وأن تكون الأعقل دائماً ..وعليها كذلك أن تحافظ على بيتها وأطفالها وأسرتها فلا طلاق ولا فراق والمحافظة على فلذات ا لأكباد وألا تجعل أطفالها ممزقين بين أم وأب ، فحافظي - يا أختاه- على بيتك بدلاً من الهدم والدمار لكل لبنة من لبنات العش الهادىء ، ولكن بالحكمة والعقل لا بالعاطفة والغيرة تبنى البيوت والله من وراء القصد. همسة: الطلاق شركة أفلست بعد أن نفد رصيدها من العواطف.