كلما قرأت شعر لميعة عمارة، ازددت إيمانا أنها شاعرة عظيمة ولكن بلا حظ! فلميعة على جمال ما تكتبه من شعر لم تنل القدر الذي تستحقه من اهتمام النقاد والدارسين للأدب، وفي ظني أن مما يميز شعر لميعة بالدرجة الأولى كونه يجسد مشاعر المرأة في دقة بالغة وصدق كبير، مما لم أجد مثله في شعر كثير من الشاعرات، فمعظم ما تكتبه النساء من شعر لا يختلف في صوره عن ما يكتبه الرجال، لا تكاد تلمس فيه اختلافا، أما شعر لميعة، فإنك في معظم ما تقرأه لها لا تملك سوى أن تحس أنه كلام لا يمكن أن يخطر ببال رجل، ومشاعر لا يمكن أن يحس بها إلا امرأة. المرأة في شعر لميعة ليست مجرد أنثى فاتنة تسلب اللب وتطير النوم من الأجفان، وليست المرأة الضعيفة المسلوبة الإرادة، أو المرأة المتعلقة بأذيال الرجل تنام وتصحو لا يشغلها سوى البحث عما يرضيه ويعجبه، امرأة لميعة امرأة بشرية فيها من كل الصفات، الضعف والقوة، الخير والشر، الجمال والقبح. وفي ديوانها (أغاني عشتار) قصيدة جميلة على لسان شاعرة، وليس امرأة ذات حسن ودلال، أحبت شاعرا، لكنهما افترقا، بعد أن أبى الدهر أن يجمع بينهما وأبحرت السنون بكل منهما بعيدا عن الآخر، ثم بعد سنين من النوى والتباعد تدخل الشاعرة ذات يوم مكتبة من المكتبات، فإذا بها تفاجأ بكتابها وكتابه يطلان عليها متجاورين فوق الرف، فيمس ذلك المنظر شيئا في نفسها: وهكذا، بعد سنين النوى وهربي حتى من الطيف وقسوتينا إذ وأدنا الهوى وإذ سترنا الحب بالعنف وبيننا، قبل الردى برزخ من عفن التراث والعرف إذا بنا، ورغمها نلتقي هنا، كتابين على رف كان المفترض أن تروج دواوين لميعة بين النساء وأن تحفظ شعرها الفتيات، وأن تكتب عنها الدارسات للأدب، لكن الحظ العاثر جعلها من المغيبات، حتى يكاد لا يعرفها الكثيرون. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة