يهتم الرجال كثيرا بجمال المرأة، وكنت أظن أن حب الجمال غريزة فطر الله عباده عليها، فجمال المرأة جزء من الجمال الذي خلقه الله في هذه الدنيا، ومن الطبيعي أن يهتم الرجل به. لكن ظني ذاك كان كاذبا وما أكثر ما يكذب الظن! فاهتمام الرجل بجمال المرأة ليس بريئا، وراءه اهتمام بما في محفظتها من الأوراق الزرقاء، فتلك المحفظة المنتفخة بالورق المغري فتحت شهية الرجل للتفكير في ابتكار أساليب ووسائل تزيد في جمال المرأة أو تعينها على الاحتفاظ به أطول زمان ممكن، فكان أن ابتدع الموضة وملحقاتها، وابتكر أماكن لبيع الجمال تجذب إليها المرأة كسمكة يجرفها الموج إلى بطن الحوت. ظهرت بيوت الأزياء التي تصدر موضاتها في كل فصل من فصول العام وتقيم عروضها الفصلية، التي تسوق تذاكر الدخول إليها بأثمان عالية، وتبيع بمبالغ خيالية منتجاتها الأنيقة كالملابس والحقائب والأحذية والمجوهرات، ومكملات الأناقة من كريمات وعطور وأظافر وأهداب صناعية وخصل شعر... الخ قائمة مقتضيات الحصول على الجمال. وتبع بيوت الأزياء ظهور النوادي الرياضية النسائية، مكان آخر لشفط الأموال باسم الجمال وليس للحفاظ على الصحة، فالمرأة تتردد على النادي كل يوم للوقاية من أن تصيبها سمنة تحرمها من ارتداء الجينز الضيق بلا خجل من نتوءات وتكورات (تلوع الكبد) وتطلعا إلى لفت الأنظار بالخصر النحيل والردف المستدير. ويلحق بالنوادي محلات التغذية التي دأبت على فتح أبوابها لتعرض ما على رفوفها من أصناف الأطعمة قليلة السعرات الحرارية، المنزوعة السكر والدهون، ليس تحريضا على الاحتفاظ ببدن سليم خال من أمراض السكر والكوليسترول وإنما للاستعانة بتلك الأطعمة على البقاء في دائرة النحالة التي باتت من سمات الجمال. أطباء التجميل، ليسوا استثناء، فهم أيضا يحومون حول المحفظة المنتفخة، وتجدهم يتبارون في كسب ود المرأة، كل منهم يقسم أنه حريص على مظهرها ويهمه أن تكون جميلة جذابة، فيعرض عليها خدماته في تجمبل الأنف وشفط الدهن وحقن البوتكس وإزالة التجاعيد وزرع الشعر وصقل الأسنان. من مزايا جمال المرأة أنه بات عاملا لدعم الاقتصاد، فالعلاقة بين الاعتناء بالجمال وتنمية الاقتصاد باتت علاقة طردية. فإن أردت الدخول إلى عالم الأثرياء، ما عليك سوى أن تفكر كيف يمكن أن تزيد في جمال المرأة؟. [email protected]