من يقرأ رواية الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق (تاء الخجل) بكل ما فيها من صور التمييز والعنف ضد المرأة في ظل التطرف الديني المتشدد. يجد أن الفاروق نجحت في كسر تابوهات المسكوت عنه في العالم العربي بصفة عامة. وفضحت كل الممارسات اللاأخلاقية ضد المرأة. لتجيء الكاتبة السعودية فاطمة عبدالحميد بعد ثلاثة عشر عاما على صدور (تاء الخجل) وتنتصر على إحباطات الفاروق برواية فرائحية متمثلة في عملها الثاني (تاء النسوة) من خلال وضع المرأة في مخاض إثبات الذات من خلال العمل اليومي وتعزيز ثقافة الحضور والإنتاج. وإن غدا العمل التجاري استهلاكيا كون مساحات الحركة والإبداع محدودة في أدوار مركز لبيع مستلزمات السيدات. ومن تقع نسخة من العمل في يده سيظهر له من خلال عتبته الأولى، (الغلاف) الذي أنجزه التشكيلي علي آل تاجر، أنه يعبّر بوظيفته الدلالية عن روح المرح والانطلاق والاستخفاف بالتحديات التي تواجه حواء السعودية والإصرار على العمل الجاد دون التفات لأي تمييز جندري. فالغلاف تبرز فيه سيدة تنفخ في بوق صغير مع تركيز شديد على الآلة دون اهتمام بما حولها. (تاء النسوة) الصادرة عن دار أثر 2016، تتناغم أسماء بطلاتها مع صورة الغلاف. إذ تحضر الموسيقى، والظل، والأزهار، والحس الإنساني، والصداقة النقية، ما يعطي صورة ناصعة لحالة الرد بالكتابة ضد مجتمع ذكوري والتصدي للعوائق والمتاعب بالسرد كحكاية وعلاج في ذات الوقت للروح الأنثوية المتعبة.