فجر انتحاريان نفسيهما قبيل لحظات من إقامة صلاة المغرب أمس خارج مسجد فرج العمران في حي المدارس قرب سوق مياس بمحافظة القطيف. وطبقا لشهود عيان في الموقع فإن الانتحاريين فشلا في الدخول للمسجد اثناء اداء صلاة المغرب، ما دفعهما لتفجير نفسيها في المنطقة الواقعة امام المسجد. وبحسب الشهود فإن احد الهالكين اقدم على تفجير نفسه اثناء سيره الى المسجد فيما اختار الاخر الانتحار داخل سيارة كان يستقلها بعد 20 ثانية من هلاك رفيقه. واسفر التفجير الآثم عن جرح مقيم اسيوي باصابات طفيفة وتلقى العلاج في الموقع، فيما تناثرت اشلاء الانتحاريين الاثنين في المنطقة الواقعة بجوار المسجد. 300 مصل وعزا شهود عيان اختيار الارهابيين مسجد فرج العمران بهدف اسقاط اكبر عدد من الضحايا وخاب مسعاهم وحالت عناية الله سبحانه وتعالى دون وقوع اصابات. مؤكدين ان الحواجز الاسمنتية التي نصبت بجوار المسجد حالت دون وصول الانتحاري الذي يقود السيارة الى الموقع، ما دفعه لاتخاذ قرار تفجير نفسه. ويقدر عدد المصلين وقت وقوع الانفجار باكثر من 300 مصل، حيث يعتبر من المساجد التي تشهد كثافة من المصلين طيلة العام تحديدا في شهر رمضان، الامر الذي يعزو اختيار الجناة للمسجد لارتكاب فعلتهما الاثمة. وقال مصل، فضل عدم ذكر اسمه، ان اصوات الانفجارين سمعا بعد انتهاء صلاة المغرب مباشرة، الامر الذي ساهم في احداث نوع من البلبلة والارتباك غير ان الامور سارت بشكل طبيعي، اذ لم يشهد الموقع اي تدافع، ما ساهم في السيطرة على الوضع. واعتبر الشاهد الجريمة الارهابية عملا دنيئا دأبت عليه الجماعات الارهابية التي تستهدف بيوت الله. هزة في المسجد واشار المصلي الى ان عددا من المصلين في الصفوف الخلفية اضطروا لقطع الصلاة، لاتخاذ الاجراءات اللازمة واغلاق البوابة لمنع دخول اشخاص للمسجد. فيما قال شاهد اخر انه كان وسط المسجد لاداء صلاة المغرب، وهز الانفجار الاول اركان المسجد واصاب الجميع بحالة من الذهول قبل الدخول في السجود للركعة الاولى، مشيرا الى ان الانفجار وقع في الساعة السادسة و54 دقيقة. والثاني وقع اثناء القيام للركعة الثانية. مؤكدا، ان قوة الانفجار احدثت هزة كبيرة في المسجد بدت اثارها واضحة على الجدران واضطر هو لقطع صلاته بعد ان انتابه خوف شديد من شدة الانفجار. مضيفا انه حتى تلك اللحظات لم يعرف اسباب الانفجار، بيد انه شاهد اشلاء الارهابيين متناثرة على الارض. وذكر ان عناية الخالق حالت دون اصابات كثيرة وسط المصلين. من جهته روى فؤاد سنبل مشاهداته واوضح ان التفجير الانتحاري المزدوج وقع في الركعة الثانية من صلاة المغرب، مضيفا، ان الفارق بين الانفجارين لم يزد عن دقيقة واحدة وان عملية اغلاق الابواب بعد الانفجار الاول ساهم في حماية اكثر من 300 مصل كانوا يؤدون الصلاة. وتابع سنبل ان امام المسجد حسين العمران واصل صلاته برغم دوي الانفجار. لافتا الى ان البوابة الرئيسية للمسجد الواقعة في الجهة الجنوبية اغلقت تماما، وخرج جميع المصلين من البوابة الشرقية فور الانتهاء من اداء الصلاة، مضيفا، ان اثار الانفجار بدت واضحة في المنطقة الجنوبية من المسجد، إذ تهشمت اكثر من 8 مركبات كانت متوقفة بالموقع. الأمن يطوق المكان في ذات الوقت باشرت الجهات الامنية تطويق المنطقة من كافة الجهات الاربع، ومنعت المركبات من استخدام الشارع الرئيسي. وتواجدت بالقرب من المسجد بعد دقائق من وقوع الانفجارين. وعلى ذات الصعيد وقف محافظ القطيف خالد الصفيان على الانفجار في مسجد العمران، حيث زار الموقع للتعرف على الحيثيات والاستمتاع لشهود العيان والوقوف على الاضرار المادية الناجمة عن الانفجار الارهابي. واكد في تصريحات أن التحقيقات الموسعة بدأت لتحديد هوية المنفذين للعملية الانتحارية، مستنكرا العمل الإرهابي، معتبرا ما حدث عدوانا آثما استهدف الانفس البريئة ومؤكدا أن ذلك يتنافى مع قيم الدين الإسلامي الحنيف. وبين الصفيان أن الحادث الإجرامي لا يخدم إلا أعداء الدين ومن يريدون النيل منه وتشويهه بأعمالهم وجرائمهم، موضحا أن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء؛ وإنما هو ظلم وبغي وعدوان وإجرام. واكد الصفيان ان المملكة ستتصدى لأي فتنة، داعيا المواطنين إلى الوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة، ورص الصفوف ونبذ الفرقة، وكل ما يخل بأمن هذا الوطن واستقراره للحفاظ على المكاسب الوطنية لهذا البلد المعطاء. وحذر الصفيان من الانجرار وراء الفكر الضال والمنحرف ومن يبث دواعي الشر، وعدم إعطاء الفرصة لكل من يريد التربص بأمن وسلامة المواطنين، مشيرا إلى أن الإرهاب لا يعرف دينا ولا وطنا.