تجسد مراكز الرعاية النهارية في السعودية والذي يتولاها القطاع الخاص بدعم كامل من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، ممثلاً في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة المالية تجربة ثرية ناجحة، أثبتت الأيام رغم قصر هذه التجربة أن هناك ما يزيد على 11 ألف معوق ترعاهم 130مركز رعاية نهارية منتشرة في كافة مناطق المملكة وهذه المراكز الأهلية تقدم هذه الخدمة وتتولى الدولة دفع الرسوم التأهيلية لهذه المراكز وتتماشى هذه الخدمة مع رؤية المملكة 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، التي تركز على تطوير الرعاية الصحية والاجتماعية والرفاه الاجتماعي وعلى الفئات المحتاجة من المعوقين. واستطاعت هذه المراكز أن تحقق نجاحات طيبة لهذه الحالات لاسيما حالات التوحد ومتلازمة داون وحالات التأخر العقلي وفي نفس الوقت الكثير من حالات الإعاقات الحركية نظرا إلى ما تحتويه هذه المراكز من أقسام تأهيلية كالعلاج الطبيعي والخدمات النفسية والاجتماعية والعلاج بالعمل والتدخل المبكر، ومن المأمول أن يزيد انتشار هذه المراكز في المملكة ليصل عددها 250 إلى 300 مركز لتشمل كل المعوقين، فما زالت العديد من المناطق لم تصلها هذه الخدمة ولم يفتتح القطاع الخاص مراكز وأجدها فرصة بأن أدعو أصحاب المراكز ألا تنحصر خدماتهم داخل المراكز، وأن يخرجوا لتثقيف المجتمع وأولياء أمور المعوقين بقضايا الإعاقة والتعريف بها عبر محاضرات وندوات ودورات تدريبية، وأن يكون هناك حراك اجتماعي كبير من هذه المراكز يساند وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ويساند أيضا الجهود الطيبة المباركة التي تقدمها الدولة من خلال وزارة المالية ومن خلال مجلس الاقتصاد والتنمية. وأتمنى أن تسعى الجهات المختصة لإعادة ذوي الاحتياجات الخاصة من المراكز التأهيلية في الخارج خصوصا في الأردن ومصر، وأن نكتفي بهذه المراكز في المملكة، بحيث لا يحتاج أي معوق إلى خدمات الدول خارج المملكة، وأتوقع بأن المسؤولين في الدولة لديهم من الحكمة والحنكة ما يكفي لدعم هذه الخدمة واستمرارها وأن يكون القائمون على هذه المراكز -وفي تصوري أن عددهم يقارب 6000 موظف وموظفة- لهم الاستطاعة في أن يواكبوا توجهات الدولة في تلك الخدمة لاسيما وأن الدول يقاس تطورها ومؤشرات رقيها بما تقدمه للفئات المحتاجة ومن أوائلهم المعوقون. محمد بن شاكر الشريف- مركز الرعاية المتطورة