عزت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية اتهام ميليشيا «حزب الله» فصائل معارضة سورية باغتيال القيادي مصطفى بدر الدين، إلى محاولة تخفيف الضغط على الحزب من قبل أنصاره في حال اتهم «إسرائيل» بالتورط في العملية. واعتبرت اغتيال بدر الدين ضربة قاصمة للحزب خصوصا أنها تجيء بعد سلسلة من الخسائر الكبيرة التي تكبدها في سورية، وشككت الصحيفة في بيان الحزب الذي اتهم «جماعات التكفيرية» باغتيال بدر الدين، وأكدت أنه زاد من حجم الأسئلة والشكوك حيال الجهة المتورطة في الاغتيال. وأشارت إلى وجود حالة من التخبط والتناقض داخل أروقة الحزب اللبناني، إذ حملت وسائل إعلام موالية للحزب إسرائيل مسؤولية الاغتيال، وهو ما يذهب إليه عدد كبير من أنصار الحزب والمراقبين السياسيين، الذين يرون أن اتهام «جماعات سورية» وليس إسرائيل يعكس مخاوف الحزب من المطالبة بالرد، وهو ما يبدو أنه غير مستعد له، فيما اتهام جماعات جهادية يؤكد رغبة الحزب في المزيد من التورط في الحرب السورية. ورأت الصحيفة أنه في حال صدق بيان الحزب أن جماعات معارضة تسببت في مقتل بدر الدين، فإنه سيكون في وضح محرج للغاية إذ يعني أن دفاعاته وقواعده مخترقة، وأن الأمر أكبر من مجرد إطلاق مدفعية خاطئة، وهو يشير إلى أن الحزب يواجه ضعفا وتراجعا كبيرا في سورية. ويعتقد المحلل الأمريكي فيليب سميث أنه في حال ثبت أن جماعات معارضة تقف وراء عملية الاغتيال فإن ذلك يعني أن الحزب أضعف بكثير مما كنا نتوقع، خصوصا أنها حصلت في المربع الأمني للحزب. وما يثير الشكوك في رواية الحزب - حسب الصحيفة - هو تأكيد جماعات سورية معارضة عدم وجود أي قصف على المنطقة القريبة من مطار دمشق الأسبوع الماضي، كما لم تعلن أي جهة معارضة مسؤوليتها عن الهجوم، رغم أنه يمثل نجاحا وانتصارا لها. ورجحت مصادر - لم تكشف هويتها - أن يكون بدر الدين قتل في اشتباكات خان طومان مع فصائل المعارضة والتي سقط فيها العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية.