الإنجاز الذي حققته الأجهزة الأمنية أخيرا ممثلا في الإطاحة بخلية وادي نعمان الإرهابية في منطقة مكةالمكرمة إنجاز عظيم يُضاف إلى سجل طويل من البطولات السعودية المشرفة في مكافحة الإرهاب بشكل استباقي، وليس أعظم بالطبع من بطولة إفشال مخططات جنود الشيطان قبل أن يتمكنوا من تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين، ففي ذلك إحياء للنفوس البريئة التي يعتبر الإسلام إحياء إحداها إحياء للناس جميعا. المتابع لبيانات وزارة الداخلية عن خلايا داعش خلال الأشهر الماضية لابد أن يلاحظ أن عددا من أفراد تلك العصابات الإجرامية ليسوا سوى أبطال مسرحية «فكوا العاني» الحملة الإلكترونية التي حاولت تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي بمشاركة شخصيات دعوية واجتماعية معروفة ابتداء من عام 2012، زاعمة المطالبة بإطلاق سراح مجموعة من الإرهابيين الموقوفين، ومدعية أنهم أبرياء وسجناء رأي وما إلى ذلك من ترهات انساق وراءها بعض النشطاء المغفلين الذين ينعقون مع كل ناعق في شبكات التواصل، ومازالت تغريداتهم في تويتر شاهدة عليهم حتى اليوم. الغريب أن رموز حملة «فكوا العاني» التي تبين مع الوقت أنها الاسم المستعار لتنظيم داعش الإرهابي في السعودية ما زالوا في منازلهم وبين أبنائهم ينشرون التغريدات التحريضية ضد الوطن عبر حساباتهم الشخصية أو بأسمائهم المستعارة، فيما صغار الحملة يُقبض عليهم بين فترة وأخرى مرتدين الأحزمة الناسفة ومدججين بالذخيرة أو يفجرون أنفسهم كما فعل «عادل المجماج» الذي كشف بيان الداخلية الأخير أنه أحد الهالكين ضمن خلية وادي نعمان الإرهابية وكان يجري استعداداته لتفجير المواطنين الأبرياء بعد أن تم إطلاق سراحه لقضائه عقوبته السابقة في السجن. ما لا يعرفه البعض أن المجماج هذا وخلال فترة إيقافه سابقا حظي بحملة دعم إلكترونية كبيرة في شبكة تويتر من جماعة «فكوا العاني» ووضعوا من أجله وسما (هاشتاق) بعنوان «أطلقوا عادل المجماج» تضمن آلاف التغريدات الداعمة له من أشخاص معروفين ومشاهير، ولهم تأثيرهم على شريحة واسعة من العوام، وقد بدأ بعضهم بحذف تغريداته بعد هلاك المجماج هربا من المساءلة التي يفترض أن تطال كل من تورط في دعم الإرهابيين وتضليل الرأي العام تحت مظلة الشعارات الحقوقية الكاذبة. إنني ادعو الباحثين الأمنيين ومنتجي الوثائقيات لمراجعة آخر 10 بيانات عن الإرهابيين وخلاياهم في السعودية وقائمة أسماء السعوديين الذين هلكوا مع داعش في سوريا والعراق ورصد عدد المتورطين بينهم في اعتصامات بريدة وحملة فكوا العاني و«هاشتاق اعتقال» وستكون النتيجة مفاجئة، إذ أنها تقول بكل وضوح أن حملة «فكوا العاني» وشبيهاتها ليست سوى وجه آخر لتنظيم داعش الإرهابي في السعودية، والمتوقع أن خلايا داعش التي سيتم القبض على أفرادها لاحقا أو سوف ترتكب -لاسمح الله- جرائم إرهابية تستهدف الآمنين لن تخرج عن دائرة أتباع ومؤيدي هذه الحملات.