كان اليوم التاسع من أبريل في العام 2003 نقطة تحول في المنطقة العربية، حدث فيه الخلل الإقليمي بإزالة نظام صدام حسين. ولم يكن في الحسبان على الإطلاق أن يتحول العراق إلى خرقة ممزقة يتقاذفها العنف ومؤامرات إيران التي أغرقت ذلك البلد بالميليشيات الطائفية. سقط العراق وفق نظرية «الفوضى الخلاقة» الشهيرة التي ابتكرتها مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي «كوندوليزا رايس»، لكن الفوضى ما زالت مستمرة إلى هذا اليوم. فيما تستفرد إيران بتركيبة هذا البلد السياسية والعسكرية لتحوله إلى محمية إيرانية بامتياز. أضاع العراق بمؤامرات إيران فرصة بناء الدولة العراقية وتغيير التاريخ البعثي الذي خيم على عاصمة العباسيين ثلاثة عقود، فشلت أمريكا ودول التحالف في تأهيل العراق واستغلت إيران الوضع الأمني لتحول العراق إلى ساحة حرب مفتوحة تنهك فيها طهران الجار اللدود، وفي الواقع نجحت إيران في تفتيت «البوابة الشرقية» من خلال العملاء والمرتزقة لتستمر الفوضى إلى هذا اليوم.. فما إن انتهت الحرب الطائفية إثر السقوط حتى ظهرت فجأة «داعش» لتعيد العراق إلى مربع السقوط الأول بحرب لا أحد يعلم متى تنتهي! المؤسف أنه بعد مرور 13 عاما على السقوط المدوي، لم يتمكن العراق من التوصل إلى تسوية مقبولة من جميع الأطراف السياسية العراقية، وسط تنامي حدة العنف يوما بعد يوم. ورغم أن الحرب كانت قصيرة نسبيا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (آنذاك) بعد ستة أسابيع من الغزو «أن المهمة أنجزت»، إلا أن تداعياتها كانت دموية ومدمرة. فقد ذكر الموقع المتخصص «آيكاجوالتيز.أورغ» أن 4486 جنديا (أكثر من 90 % منهم أمريكيون) قتلوا في العراق خلال سنوات الاحتلال الثماني. وربما ليست صدفة أن يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الذكرى ال13 لسقوط العاصمة بغداد، ليؤكد لهذا البلد المنهك أن الحرب التي بدأتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على العراق في العام 2003 لم تنته وأن بلاده ما زالت ملتزمة بإعادة الدولة التي مزقتها إيران وميليشياتها المأجورة. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي في السفارة الأمريكيةببغداد، إن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ينفذ ضربات جوية ضد الإرهابيين ويقوم بتسليح وتدريب قوات عراقية.