الوصول لكثير من المراكز الصحية في البلاد يشبه البحث عن «إبرة داخل كومة قش»، فعلى المريض أو قاصد المركز السؤال مرارا وتكرارا؛ لأن احتمالية تخلي ال«GPS» عنه واردة، فتشير تطبيقات الخرائط الذكية إلى عدم تدوين تلك المراكز لمواقعها، وعادة ما يكون الواقع مريرا، إذ تتسيد واجهة المركز «لوحة» أصغر من «لوحة» السوبر ماركت الذي يقع بجانبه، وربما وضعت عنوة لاختبار قوة النظر لدى زوار المركز، كما يعتقد أحد المارة الذي تحدث ل«عكاظ» بسخرية لاذعة عن المركز القريب من منزله في أم السلم (جنوبجدة). وأرجع وكيل وزارة الصحة المساعد للرعاية الصحية الأولية الدكتور هشام بن إبراهيم الخشان ل «عكاظ» وجود مبان متهالكة للمراكز الصحية لبطء تنفيذ خطة الإحلال، «منها تعقيد الإجراءات الإدارية، ضعف المقاولين، عدم مواكبة عملية التجهيزات مع عملية البناء». يقول أحمد الغامدي (من قاطني جنوبجدة) ل«عكاظ» إن أغلب المراكز الصحية بجدة تقع داخل الأحياء السكنية في طرقات فرعية ولا يوجد أي لوحات إرشادية تقود إليها، «ولا أعلم لم لا تكون في أماكن واضحة أو في مبان حكومية فأغلبها في أماكن مستأجرة وتعتبر قديمة، وعلى وزارة الصحة أن تتوقف عن استئجار المباني وأن تخصص من ميزانيتها جزءا بسيطا لبناء المركز دون الحاجة لدفع إيجارات سنوية مبالغ فيها». ويضيف الغامدي أن المراكز الصحية تعاني من تردي النظافة وتراكم الروائح، «وهذا الأمر لا يقبل أن يكون في مركز صحي فهو الأولى بالنظافة من غيره ويجب أن يكون تطبيق اشتراطات النظافة فيه أكثر من غيره». ويوضح نايف الحكمي (من سكان شرق جدة) أن المراكز الصحية تعاني من عدم التنظيم، وعشوائية العمل التي تهدر وقت زائر المركز الصحي، مضيفا أن «أزمة مواقف الزوار تشكل معضلة كبيرة فهي في الغالب لا تزيد على ستة مواقف وهذا الأمر لا بد أن تلتفت له وزارة الصحة وأن تعمل بجد لحل هذه المشكلات». ويستغرب الحكمي صغر حجم لوحات المراكز الصحية وانعدام اللوحات الإرشادية لها مما يتسبب في عدم معرفة زوارها لها، «فالحي الذي أسكنه يصعب أن تجد المركز الصحي فيه إلا بعد بحث كثيف وإذا وجدته فإن شكله الخارجي لا يمت للمراكز الصحية بأي صلة». في المقابل، يرى سلمان حدادي أن المراكز الصحية في مدينة جدة تسهل الكثير من الأمور على المواطنين، وأنه لابد أن يكون المواطنون على وعي كاف بأن المراكز الصحية توفر عليهم الوقت والجهد». ويشير إلى أن المراكز الصحية تواجه في المملكة انتقادات عديدة من أغلب السكان، مرجعا ذلك إلى عدم معرفة الكثير بالمعنى الحقيقي لوجود تلك المراكز داخل الأحياء السكنية، «الوظيفة تكمن في تقديم الإجراء الطبي البسيط الذي يغني في كثير من الأحيان عن التوجه المباشر للمستشفيات الكبرى مما يتسبب ذلك في ازدحام الكثيرين هناك ومزاحمة أولي الأمراض المستعصية والخطيرة مما يسبب عجزا وتشتتا لدى الكادر الطبي هناك».