شن طيران التحالف العربي، فجر أمس الإثنين، ثلاث غارات على مواقع لميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء، وسط تصريحات عسكرية باقتراب الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي من المدينة. واستهدفت غارات التحالف معسكر ألوية الصواريخ الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات المخلوع في جبل عطان، جنوبي العاصمة، وسمع دوي انفجارات عنيفة، كما ترافقت الغارات مع تحليق مكثف ومنخفض لطيران التحالف. كما شن طيران التحالف ضربات مكثفة على منطقة الحوبان شرق تعز فيما الانفجارات هزت المدينة. وقالت مصادر محلية أن غارات التحالف استهدفت مواقع للحوثيين تتمركز بالقرب من شركات صناعية كبرى بالمنطقة. إضافة إلى جبل يقابله محطة بترول في ذات المكان علاوة عن التبات المقابلة للمعبد في نقطة ضريبة القات وأضافت المصادر نفسها أن طائرات التحالف شنت ست غارات جوية متتالية وتأتي هذه الضربات في وقت استطاعت ومن خلاله المقاومة الشعبية من استعادة مناطق شاسعة في غرب تعز ومناطق الضباب وذلك بعد معارك شرسة مع قوات الرئيس المخلوع المعززة بميليشيات الحوثي. كما أفادت مصادر صحفية باندلاع اشتباكات عنيفة بالجبهة الغربية والشرقية لمدينة تعز بين ميليشيا المخلوع والحوثي وبين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، عقب قصف الميليشيات أحياء سكنية بالمدينة خلف عددا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر عسكري قوله إن الحوثيين شنوا هجوما واسعا في محاولة للسيطرة على غرب تعز، وفي سياق متصل، أكدت مصادر بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف وقوع عشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع بين قتيل وجريح. وتمكن الجيش الوطني والمقاومة من إحكام السيطرة على مديرية المتون غرب محافظة الجوف، وأجزاء واسعة من مديرية المصلوب بعد معارك عنيفة، وأكدت المصادر استمرار تقدم قوات الجيش والمقاومة لاستعادة ما تبقى من هذه المديرية. ومن ناحية أخرى قال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي إن الجيش الوطني ينتظر توجيهات القيادة السياسية لتنفيذ خطط معركة تحرير العاصمة صنعاء وشدد في حديث تلفزيوني، على أن صنعاء لها خصوصيتها وأن القوات الشرعية ترابط حاليا على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة. ومن جهته رحب وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله باستضافة بلاده لمحادثات السلام اليمنية القادمة. وأكد استعداد بلاده الكامل لتسهيل هذه المحادثات على أمل حقن الدماء بين الأشقاء. من جهة أخرى، طالبت الرئاسة اليمينة أمس بضمانات تلزم الانقلابيين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خصوصا القرار 2216 قبل بدء المحادثات. وفيما أعلنت أنه لم يتم بعد تحديد الموعد النهائي لاستئناف المشاورات، أكد مسؤول حكومي يمني أن جولة محادثات جديدة مع الانقلابيين قد تعقد في الكويت نهاية مارس برعاية الأممالمتحدة، مترافقة مع وقف لإطلاق النار. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه، إن الحكومة والمتمردين الحوثيين توافقوا على «مبدأ عقد جلسة محادثات جديدة في الكويت نهاية مارس». وكشف أن المحادثات ستترافق مع هدنة لأسبوع قابلة للتمديد إذا تم احترامها، لافتا إلى أن النقطة الأساسية ستكون تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي ينص على انسحاب الحوثيين من المدن التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة. ويتزامن الحديث عن احتمال استئناف المباحثات مع تواجد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في اليمن إذ أجرى لقاءات مع الحوثيين، وصفها بالإيجابية والبناءة. وحسب وكالة «اسوشيتد برس» أكد مشاركون في محادثات صنعاء، أن الحوثيين وافقوا على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.