رغم الجدل الكبير الذي أثاره شارع «ابن الدجاجي» تحت قبة مجلس الشورى يوم أمس الأول، إلا أن جولة «عكاظ» أمس في حي العليا شمال العاصمة الرياض، كشفت عن عدم معرفة السكان بشخصية ابن الدجاجي هذا، بل ذهبوا إلى أنهم لايهمهم أن يعرفوا عنه أي شيء من الأساس، ذلك أن العديد من الشوارع على مستوى المملكة تحمل أسماء مجهولة، إلا لمن اختاروها. عدد من سكان الحي المجاورين للشارع قالوا ل «عكاظ» إنهم لايعرفون شيئا عن هذه الشخصية، وأنهم رغم ما أثير في مجلس الشورى وفق ما نشرته «عكاظ» أمس، لا يحرصون على البحث عن تاريخ «ابن الدجاجي»، حتى وإن كان سببا في دفع مجلس الشورى إلى الموافقة على إعداد دراسة لتسمية الشوارع الجديدة في المملكة. وطالب السكان بأن تطرز شوارع الوطن بأسماء الأبطال من شهداء عاصفة الحزم، وغيرهم ممن ضحوا بأرواحهم في سبيل الحفاظ على وحدة وأمن بلاد الحرمين الشريفين، وأمن المواطنين والمقيمين. بداية قال مصطفى سليمان (صيدلي): رغم أني أسكن على مقربة من شارع ابن الدجاجي منذ عامين، إلا أنني لم أسمع بهذا الاسم، ولم يلتفت إليه سكان الحي، أو يطالبوا بتغييره. ولا يختلف حال سلطان بن سالم الذي يعمل موظفا في مستوصف يقع بجوار الشارع، عن سابقه، حيث يقول: «طوال فترة عملي في هذا المستوصف لا أعلم عن اسم الشارع»، مستغربا مثل هذه التسميات في بعض شوارع المملكة، ومطالبا بتغييرها والاستعاضة عنها بأسماء الصحابة والتابعين، ومن خدموا الوطن وخصوصا الشهداء في عاصفة الحزم، وغيرهم. وأيدهما في ذلك عبدالعزيز الفرحان وعبدالله حامد، وأضافا «في حال تعذر إطلاق أسماء تستحق التكريم، ليكن البديل الأرقام كما هو الحال في بعض أحياء جنوب شرق الرياض». وكانت جلسة مجلس الشورى أمس الأول شهدت نقاشا مطولا إثر الدراسة التي تقدم بها العضو عساف أبو إثنين، بشأن تسمية الشوارع الجديدة بأسماء كبار مسؤولي الدولة وكبار العلماء والشخصيات البارزة في مختلف المجالات، وهي الدراسة التي اعترض عليها زميله سعود الشمري، مطالبا بقصر هذا التكريم على الأموات، وذلك في مداخلة صفق لها الأعضاء، غير أنهم سرعان ما تبدلت قناعاتهم بعد مداخلة الدكتور عبدالله الفيفي، الذي أيد توصية أبو إثنين، مستشهدا بشارع ابن الدجاجي في حي العليا شمال الرياض، لافتا إلى أنه وبعد بحث طويل اتضح له أن ابن الدجاجي واعظ وصوفي مغمور في القرن السادس الهجري، وله شعر وأدب ضعيف. وأضاف: «رغم أنني باحث متخصص في التراث والأدب العربي والنقد، إلا أنني لم أسمع به إلا من خلال هذه اللوحة التي تحتل موقعا في أحد شوارع العاصمة الرياض».